وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

د. اشتية: أي تغير في الوطن العربي هو تغير إيجابي بالنسبة لفلسطين

نشر بتاريخ: 06/06/2011 ( آخر تحديث: 06/06/2011 الساعة: 18:39 )
رام الله - معا- قال د. محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح إنه وعلى الرغم من أن الربيع العربي شكل مفاجأة للعديد، لكن هذه المنطقة عودتنا دائما على أن تكون منطقة مفاجآت: "ألم تكن حرب 76 مفاجأة؟ ألم يكن اكتساب إسرائيل مساحة تساوي ثلث أضعافها مفاجأة؟ ألم تكن زيارة السادات إلى الكونغرس واحتلال العراق للكويت مفاجأة؟".

جاء ذلك خلال محاضرة بعنوان "الربيع العربي وفلسطين"، ألقاها د. اشتية في مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا: التحديات والفرص، في جامعة أرهوس في الدنمارك.

وأشار د. اشتية إلى أن العالم العربي لم يعد ذاته بعد هذه التغيرات التي أتاحت مجموعة من الفرص وطرحت عددا من التحديات: "أهم ما نستشفه من الربيع العربي هو أن أول تغير بدأ في الأنظمة المحالفة لأميركا كتونس ومصر، بعد ذلك بدأ الحكام يتساقطون كحجارة الدومينو. هذا وضع القيادة الأميركية في حالة ارتباك، فإن هي قالت إن لها علاقة بالتغيرات الحاصلة، تضع نفسها في مواجهة مع حلفائها، وإن هي قالت إن لا علاقة لها بما يجري، فهي تعترف بانعدام دورها في المنطقة.

وأوضح اشتية أن خطاب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلنتون أعلن وبكل وضوح أن لا أحد محصن، وهذا يعني أن أميركا رفعت الغطاء عن الجميع.

على الأجندة: الخبز أم الكرامة؟

وتساءل د. اشتية إذا ما كان ما يجري عفويا أم أنه عفوي في بعض مناطق، ومتأثر بأيادٍ خارجية في مناطق أخرى: "بدون أدنى شك أن هموم الناس هي الأساس، من الانتهاكات بحقهم، والفقر، والبطالة، والفساد وتهميش الشباب، وضيق الهامش والحريات، ولكن أيضا هناك أنظمة تحكم منذ عشرات السنين، مبارك كان صاحب ثالث أطول فترة حكم في مصر منذ تحتمس الثالث ومحمد علي، والرئيس الليبي معمر القذافي له في الحكم 42 عاما، والرئيس التونسي السابق حكم 23 عاما، والرئيس اليمني يحكم منذ 33 عاما، وعائلة الأسد تحكم سوريا منذ عام 1971." موضحا أن نظام التوريث بدأ يسري، وأن الجمهوريات أصبحت ممالك.

وأضاف: "في الوقت ذاته، فإن الأوضاع الاقتصادية الرديئة التي كان الشعب يعانيها من بطالة، وغلاء الأسعار ألهبت الناس، كيف لا إذا علمنا أن مصر تحتاج إلى 900 مليون رغيف من الخبز يوميا.

لكنه أشار: "السؤال الأهم، هل هذه الثورة ثورة كرامة أم خبز؟ الجواب هو كلاهما. الكرامة وكسر حاجز الخوف كلاهما يهم الجماهير بقدر ما تهمهم الوظائف والخبز والزبدة".

الشعب يريد إسقاط النظام

وتساءل د. اشتية عن الأشخاص الذين اسقطوا الأنظمة وقادوا الثورات، مشيرا إلى أن الثورات عادة ما يفجرها مغامر، ووقودها الفقراء، ويقطف ثمارها انتهازي: "في الغالب، قادة هذه الثورات هم شباب متعلمون من الطبقة الوسطى فما فوق، يتحدثون الانجليزية ويملكون حواسيب محمولة (laptop)، ولديهم صفحات الكترونية على الفيس بوك والتويتر، إضافة إلى المواطن العادي، وممثلي بعض التيارات الدينية هنا وهناك، التي كانت تشكل معارضة للأنظمة السابقة.

وأشار إلى أن: "السؤال المهم هل هذه ثورة فيس بوك وتويتر كما يشاع؟ بالتأكيد لا، ألم يكن هناك فيس بوك في أميركا اللاتينية؟ وليس هناك فيس بوك في أفريقيا؟ بالتالي نستطيع القول إن الظروف جميعها تقاطعت وكانت الفيس بوك وتويتر وسائل وأدوات مساعدة."

الرابحون والخاسرون:

طبعا، كل دولة هي حالة خاصة تختلف عن الأخرى، فهناك رابحون وهناك خاسرون: "لم تعد المعارضة محتكرة على الحركات الإسلامية، بدليل أن 53 حزبا سياسيا جديدا تسجل في تونس بعد سقوط نظام بن علي، وبالتالي فإن قاعدة المعارضة توسعت، وتوقف ممثلو الإسلام السياسي وحلفاؤهم عن كونهم عنوان المعارضة الأوحد."

وأوضح د. اشتية أن الفلسطينيين هم في موقف أقوى بعد هذا الربيع العربي، وأنهم في خانة الرابحين، موضحا أن أي تغيير لا يؤثر من تعاطف الشعوب مع القضية الفلسطينية، فهي القضية المركزية للعرب، وأشار إلى أن الربيع العربي عاد على الفلسطينيين بتحقيق المصالحة الفلسطينية التي عزاها إلى الأسباب التالية:

أولا: إصرار الرئيس محمود عباس وحركة فتح عليها.

ثانيا: دور مصر كعنصر جذب جديد لحماس.

ثالثا: الوضع المتأزم في سوريا وتأثيره على حركة حماس.

وختم د. اشتية حديثه بالقول: " إن أي تغير في الوطن العربي هو تغير إيجابي بالنسبة لفلسطين، وأهم ما نطمح إليه هو ألا يتحول الربيع العربي إلى صيف لهب وخريف غضب، قد لا يزال الوقت مبكرا للحكم على هذا الربيع، واستخلاص النتائج، فالوضع في ليبيا وسوريا

ليس واضحا بعد، والوضع في مصر وتونس ما يزال مائعا، لكن هناك عدة مؤشرات يمكن استخلاصها إذا لم يتحول ربيع العرب إلى خريف غضب، وهي:

أولا: أن العرب مجتمعون على مركزية القضية الفلسطينية، ثانيا: كسر احتكار ديمقراطية إسرائيل في المنطقة، والديمقراطية هي عدو إسرائيل، وعندها، يتوقف الإعلام العربي عن كونه غرفة تدار بمكالمة واحدة من أميركا."