وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

محطات من دورينا...

نشر بتاريخ: 07/06/2011 ( آخر تحديث: 07/06/2011 الساعة: 12:07 )
بقلم: صادق الخضور

ترقب وانتظار، هذه أبرز ملامح الفترة الحالية لدى الفرق والجماهير في ظل بدء فترة التعاقدات، وكنا نتطلع لأن تتوافق الفرق على ميثاق خاص بأجور اللاعبين لكن يبدو أن حمّى التنافس قبرت كل أمل بالتوافق، وبانتظار الانتقالات التي قد تحمل في طياتها مفاجآت في ظل توالي الصفقات.

هل سيكون هناك تعزيز خارجي؟
سؤال مطروح بقوة، وتتباين الآراء حياله ما بين مؤيد ومعارض، وللحقيقة فإن وجود محترفين خارجيين سيعزز قدرات لاعبينا المحليين ويوجد لديهم الحافز لتطوير ذواتهم في محاولة للارتقاء بمستوياتهم، ففي ظل غياب لاعبين خارجيين بدا اللاعب المحلي ذي المستوى العادي لاعبا فوق العادة وغير اعتيادي.
وجود اللاعب الخارجي سيتيح أيضا فرصة لتعرّف مستوى القراءة الفنية لمدربي الفرق، فدور المدرب أكبر من أن يقتصر على مجرد أداء تمرين وإدارة مباراة، ومن هنا نتطلع لأن يكون هناك قرار واضح تجاه قضية اللاعبين الخارجيين مع أننا نميل لأن وجود لاعب أو اثنين لن يؤثر على ميزانية الفرق لأنها باتت في الغالب تعاني من العجز المالي في ظل تبعات الاحتراف ومتطلباته.

لكن قبل هذا وذاك نتساءل: هل يوجد فريق أبرى ذمته مع لاعبيه بالكامل؟

ملعب دورا .. إضافة نوعية
كانت فترة بسيطة التي افتتح فيها ملعب دورا قبل عشر سنوات وأذكر أن المباريات التي جرت عليه آنذاك حظيت بمتابعة مرضية، ثم كانت الانتفاضة وتوقف الدوري، فدخل الملعب كما الرياضة في حالة سبات، ثم جاءت انتفاضة الرياضة وكان أن عاشت ملاعبنا ثورة حقيقية لينبعث الأمل من جديد في عديد الملاعب.

آخر الإنجازات ملعب دورا، ملعب عصري بكل ما للكلمة من معنى، وهو جهد طيب وثمرة تعاون مثمر بين أطراف متعددة، والملعب الذي يتوسط مدينة من كبرى مدن الوطن سيشكل إضافة نوعية للمرافق الرياضية، ورافدا من روافد زيادة الحضور الجماهيري الذي مثّل علامة فارقة في كرة القدم الفلسطينية مقارنة بدول الجوار .

في الأسبوع المقبل، سيواجه منتخبنا الأولمبي فريقا إيطاليا، ثمّة من قال إن الفريق الإيطالي ليس بمستوى الطموح المنشود ،ونحن نقول : المناسبة ذات خصوصية لا من زاوية من سنواجه بل من زاوية من سنشجع، ونحن سنشجع منتخبنا الأولمبي لشحذ همته قبل مواجهته المرتقبة مع البحرين، وبالتالي نحن مع منتخبنا قلبا وقالبا حتى ولو واجه فريقا من الدرجة العاشرة، فمن يشجع أولمبي إيطاليا فليذهب لإيطاليا، ومن يشجّع أولمبي فلسطين فهو كبير في حد ذاته بغضّ النظر عمّن سيواجه.

ثم إن المناسبة فرصة للاحتفاء بإنجاز رياضي جديد على صعيد المرافق والمنشآت ،وبالتالي فإن الحضور الجماهيري سيكون احتفاء بتواصل الإنجاز الباعث على الاعتزاز .

كل ما نأمله أن يجعل الإعلاميون ووسائل إعلامهم الملعب والمباراة مادة غنية للحديث، وأن تحظى هذه المناسبة بما تستحقه من عناية واهتمام لأنها خطوة في الاتجاه الصحيح ،وهنا نذكّر أن الاهتمام الإعلامي يجب ألا يقتصر على يوم المباراة لأن هناك جنودا مجهولين يواصلون العمل ليل نهار ليكون الملعب جاهزا في التوقيت المناسب، فكل التحية للفرسان المواصلين العمل بجدّ واجتهاد دون كلل أوملل.

ملعب دورا حلقة جديدة نعتز بها، آملين أن يتواصل الإنجاز في كل المناطق، في قلقيلية وطولكرم وجنين وبيت لحم وغيرها من المناطق التي تستحق أن تكون كلها حاظية بفرصة تشييد الإنجازات.

دورا باجس أبو عطوان وغيره ممن حفروا اسمها في ذاكرة الوطن تتأهب للحدث،وأبناء دورا ويطا والخليل والظاهرية والسموع ومخيم الفوار وغيرها من مناطق الجنوب قادرون على جعل المناسبة عرسا خليليا بامتياز، فهل ستحطّم المباراة الرقم القياسي في عدد المشجعين فلسطينيا ؟ بالانتظار والإجابة ستكون في الملعب.

على هامش نهائي الكأس
كانت مباراة الغزلان والهلال في نهائي الكأس فرصة طيبة لتتويج موسم ناجح لكلا الفريقين،ورصدنا بعض الملاحظات:
-مدرب الهلال جمال محمود مارس أسلوبا وحداتيا تمثّل بالضغط على حامل الكرة،هذا أفقد الغزلان سلاستهم المعهودة ، وحرمهم من ميزة تناقل الكرات بأريحية .

-الاعتماد على لاعب كمحور ارتكاز يسهّل على الفريق الخصم وقف تحركات الفريق بأكمله من خلال مراقبة اللاعب، هذا ما وقع فيه مدرب الغزلان، وتلافاه مدرب الهلال، ففرض الرقابة على عاطف أبو بلال أثّر في مستوى الظاهرية ،وتوفير بدائل غير مراد عليان لدى الهلال أوجد لعبا جماعيا ،ومكّن دادو في النهاية من التسجيل.

-كل الاحترام لجماهير الظاهرية، فمن كهل متقدّم في السنّ إلى طفل حالم مرورا بشباب طامح عزفت جماهير الغزلان لوحة رائعة في الوقوف خلف فريقها ،ومساندته ، صحيح أن اللقب لم يتحقق لكن الغزلان برهنوا أنهم فريق صعب المراس ،يقف خلفه جمهور وفي ،وإدارة مجتهدة ، ومدرب لا نشك لحظة في أنه من أميز مدربي دورينا.

صحيح أن مباراة النهائي لم تكن بمستوى الطموح فنيا، لكنها كانت تتويجا لموسم فريقين قدمّا موسما استثنائيا مع وجود بعض القواسم ومنها وجود شقيقين في كل فريق ،ووجود خط دفاع منضبط لدى كليهما،ووجود نجم فوق العادة لدى كل فريق،وبالتوفيق للفريقين مستقبلا .