|
استيعاب وتدريب الخريجين الجدد في القدس- بين طموح الشباب ودعم التعاون
نشر بتاريخ: 07/06/2011 ( آخر تحديث: 07/06/2011 الساعة: 21:48 )
رام الله- تقرير معا- يواجه الشباب من خريجي الجامعات صعوبات كبيرة في البحث عن فرصة عمل لائقة في مجال تخصصهم، ويبني هؤلاء الشباب آمالاً كبيرة في السنة الأخيرة للجامعة يرسمون فيها أحلامهم وتطلعاتهم وكلهم شوق إلى غدٍ مشرق، ولا يملك الخريجون في أيديهم سلاحا إلا حصيلة جهودهم خلال سنوات الدراسة وهي الشهادة الجامعية باعتبارها الخطوة الأولى على طريق الحياة العملية.
وتبدأ رحلة المعاناة في البحث عن الوظيفة من خلال تصفح الإعلانات اليومية في الصحف أو من خلال إرسال السيرة الذاتية للشركات وزيارة الشركات بحثاً عن العمل، وما أطولها من رحلة في الظروف الفلسطينية ووجودكم كبير من الخريجين مع ندرة فرص العمل وارتفاع معدلات البطالة لا سيما بين فئة الخريجين. ومن منطلق مسؤوليته الاقتصادية والاجتماعية بادر اتحاد الغرف الفلسطينية بتصميم وبلورة مشروع لاستيعاب وتدريب عدد من الخريجين الجدد من القدس وتوظيفهم في الشركات والمؤسسات المقدسية لمدة ستة شهور إيمانا منه بضرورة الأخذ بيد هذه الفئة من مجتمعنا الفلسطيني، حيث يكتسبون خلال تلك الفترة خبرة عملية ويتدربون على العمل في حقل التخصص الأمر الذي يساعدهم على الاندماج في سوق العمل والاعتماد على النفس ومساعدتهم على التغلب على متطلبات العيش الكريم. وكان للمشروع أهداف نبيلة تتمثل في تشغيل 60 خريجاً وإكسابهم المهارات العملية ومساعدتهم على إثبات أنفسهم في المؤسسات والشركات التي يتدربون ويعملون فيها وتعزيز صمودهم في القدس من ناحية ومساعدة المؤسسات والشركات المقدسية على تخفيف تكلفة فرصة العمل وتطوير أدائها من خلال فدها بالكوادر الشابة من ناحية أخرى ومساعدتها في مواجهة الإجراءات التعسفية الإسرائيلية والمتمثلة في تهويد المدينة المقدسة وتهجير ساكنيها وأصحابها من العرب. وتم تنفيذ هذا المشروع بدعم وتمويل من مؤسسة التعاون والصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي وبرنامج YES وقام على تنفيذه اتحاد الغرف الفلسطينية والغرفة التجارية الصناعية العربية في القدس، وقد استفادت من هذا المشروع 28 شركة ومؤسسة مقدسية، حيث تقدم المؤسسات الداعمة والممولة ثلثي الراتب للخريجين بواقع 565 دولار شهريا وتدفع المؤسسات المستفيدة الثلث الباقي من الراتب. وبعد انتهاء المشروع تم عمل تقييم من قبل الاتحاد للمشروع، حيث كانت نتائجه مُرضية جداً على مستوى الشركات والخريجين حيث استفاد من المشروع 60 خريجا من بينهم 31 من الخريجين الإناث وقد تم الاحتفاظ بـ 42 خريجا في نفس الشركات بوظائف دائمة كما انتقل عدد آخر من الخريجين للعمل في شركات ومؤسسات أخرى. وأعرب المستفيدون من المشروع عن أملهم في تكرار هذا المشروع لمراحل أخرى من أجل زيادة قاعدة المستفيدين لا سيما الخريجون الجدد من عنصر الشباب حيث تشكل مثل هذه المشاريع محطة هامة في حياتهم تساعدهم في تحديد وجهتهم المهنية. ومن الجدير بالذكر أن الاتحاد قام بتصميم برنامج تدريبي للخريجين بالتوازي مع عملية التوظيف حيث تم تنفيذ دورتين تدريبيتين استفاد منها 49 شابا وشابة من أولئك الخريجين. يذكر أن مؤسسة التعاون ومن خلال برامج الدعم تولي موضوع تشغيل الشباب أهمية خاصة وتقوم بتنفيذ مشاريع تعاون مع العديد من الجهات تصب في خدمة الشباب وتمكينهم من الدخول إلى سوق العمل لا سيما في منطقة القدس. وحظي هذا المشروع بسمعة جيدة في القدس إذ أشادت كافة الفئات المستفيدة بالمشروع والجهات المنفذة والداعمة والممولة له. مؤكدين على ضرورة تكرار مثل هذا المشروع لمرحلة جديدة يتاح فيها المجال لاستفادة مجموعة جديدة من الخريجين والمؤسسات والشركات المقدسية على حد سواء. |