وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز حقوقي يطالب بالتحقيق في مقتل مواطنين و اصابة ثالث من أفراد الامن

نشر بتاريخ: 12/06/2011 ( آخر تحديث: 12/06/2011 الساعة: 18:07 )
غزة - معا - طالب المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان الحكومة المقالة في غزة بفتح تحقيق جدي في ظروف مقتل المواطن إسماعيل أبو طه على أيدي مسلح ادعى بأنه يعمل في المباحث العامة بمدينة خان يونس، كما يطالب بالتحقيق أيضاً في ظروف وفاة المواطن حسن الحميدي وإصابة المواطن عبد الله أبو مغيصيب، وكلاهما من سكان قرية وادي السلقا، بعد احتجازهما من قبل شرطة مكافحة المخدرات بمدينة دير البلح. و أكد المركز على ضرورة ملاحقة مرتكبي تلك الجرائم ونشر نتائج التحقيقات .

و دعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في بيان وصل لوكالة معا الحكومة المقالة في غزة بفتح تحقيق جدي في ظروف وملابسات مقتل إسماعيل أبو طه، وملاحقة مقترفي تلك الجريمة وتقديمهم للعدالة.

و طالب أيضاً بفتح تحقيق جدي في ظروف وفاة المواطن حسن الحميدي بعد اعتقاله من قبل شرطة مكافحة المخدرات، ويخشى المركز من أن تكون وفاته ناتجة عن تعرضه للتعذيب.

كما طالب بفتح تحقيق جدي في ظروف إصابة المواطن عبد الله أبو مغيصيب، خاصة مع ادعاء ذويه بأن إصابته قد وقعت خلال تواجده رهن الاعتقال لدى شرطة مكافحة المخدرات. و أوضح المركز بأن التعذيب محظور بموجب القانون الفلسطيني وأنه يشكل انتهاكاً جسيماً لحقوق الإنسان التي تكفلها المعايير والاتفاقيات الدولية، خاصة اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية أو المهينة لعام 1984. ويؤكد المركز أن جرائم التعذيب لا تسقط بالتقادم، وأن مقترفيها لن يفلتوا من العدالة.

ووفقاً لتحقيقات المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، وإفادات ذوي الضحايا، ففي حوالي الساعة 5:35 من مساء يوم أمس الأول الجمعة الموافق 10 يونيو 2011، أعلنت المصادر الطبية في مستشفى ناصر بمدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، عن وفاة المواطن إسماعيل عدنان أبو طه، 23 عاماً، جراء إصابته بعيار ناري اخترق ذراعه الأيسر واستقر في القلب. وأفاد والد الضحية عدنان يوسف أبو طه، لطاقم المركز، وهو شاهد عيان، بما يلي:

"في حوالي الساعة 5:00 من مساء يوم الجمعة الماضية، كنت أسير بالقرب من منزلي في شارع الصليب الأحمر، في منطقة الشيخ ناصر، بمدينة خان يونس، فشاهدت ابني اسماعيل، وكان يقود حافلة تجارية حمراء اللون، يجادل شخصان كانا يقودان دراجة نارية، فاقتربت منهم، وطلبت من ابني الابتعاد، وسألت الشخصين عن الموضوع، فأجابوني بأنهم من المباحث العامة، وشرعا بالاعتداء عليه بالضرب بأيديهم. حاولت حماية ابني، إلا أنهما دفعاني وسقطت على الأرض، وكانا يرددان بأنهما من جهاز المباحث، وقام أحدهما باشهار مسدس كان بحوزته وأطلق عياراً نارياً باتجاه ابني إسماعيل فأصابه في ذراعه الأيسر فسقط على الأرض، ولاذا بالفرار. قمت بالاتصال بالإسعاف لنقل ابني إلى المستشفى، إلا أنهم طالبونا بإبلاغ الشرطة مسبقاً ليحصلوا على أمر بالتوجه إلى مكان الحادث، فقمت بنقل ابني إلى مستشفى ناصر في سيارة مدنية، وكان لا يزال على قيد الحياة. وبعد حوالي 15 دقيقة من وصولنا المستشفى أبلغني الأطباء بوفاة ابني إسماعيل جراء إصابته بعيار ناري اخترق ذراعه الأيسر وأصاب القلب."

وذكر الرائد/ علي القدوة مسئول قسم المباحث العامة في مدينة خان يونس في تصريحات صحفية لموقع "فلسطين اليوم" الإخباري[1]، ونُشرت صباح اليوم الأحد الموافق 12 يونيو 2011، بأن التحقيقات الأولية تشير إلى أن الحادث وقع جراء خلاف على الطريق بين الجاني الذي كان يقود دراجة نارية برفقه شخص أخر لاذا بالفرار، والمجني عليه الذي كان يقود باص تجاري يعمل عليه في الشارع المؤدي إلى سوق الأربعاء من جهة الشيخ ناصر. وفي السياق ذاته، أصدرت الشرطة الفلسطينية بياناً، نُشر على موقعها الالكتروني[2]، صباح اليوم الأحد أيضاً جاء فيه: "أكدت الشرطة الفلسطينية أن المواطن أبو طه قُتل بعد إصابته بعيار ناري عن طريق الخطأ وغير مقصود."

من ناحيتها ذكرت المصادر الطبية في قسم الإسعاف والطوارئ لطاقم المركز، بأن سيارات الإسعاف لا تتوجه إلى أماكن الشجارات العائلية إلا بعد حضور الشرطة الفلسطينية، وذلك إثر تكرار الاعتداء على سيارات الإسعاف والطواقم الطبية خلال شجارات عائلية سابقة.

وفي حادث منفصل، تلقت عائلة المواطن حسن محمد الحميدي، 24 عاماً، من سكان قرية وادي السقا، شرق مدينة دير البلح، في ساعات صباح يوم أمس السبت الموافق 12 يونيو 2011، نبأ وفاته في ساعات مساء يوم أمس الأول الجمعة الموافق 10 يونيو 2011، من قبل المصادر الطبية في مستشفى الشفاء بمدينة غزة. وكان الحميدي قد وصل إلى مستشفى الشفاء محولاً من مستشفى شهداء الأقصى بمدينة دير البلح، وسط قطاع غزة بتاريخ 03 يونيو 2011، بعد اعتقاله وآخرين من سكان المنطقة ذاتها، من قبل شرطة مكافحة المخدرات في صباح اليوم ذاته، إلا أن الحميدي نُقل إلى مستشفى شهداء الأقصى في حالة صحية خطرة. وأفاد شقيق الضحية علي محمد الحميدي، لطاقم المركز، بما يلي:

"في حوالي الساعة 12:00 من ظهر يوم الأحد الماضي الموافق 05 يونيو 2011، تمكنت من زيارة أخي حسن في قسم العناية بمستشفى الشفاء، فشاهدته يرقد في حالة غيبوبة، وكانت آثار كدمات واضحة على وجهه وأطرافه، إلا أن أفراد الشرطة المكلفين بحراسته، أجبروني على المغادرة..."

وذكرت مصادر في شرطة مكافحة المخدرات بمدينة دير البلح، لطاقم المركز بأن الحميدي يعاني من حالة صرع وقام بضرب رأسه بشيء صلب مما تسبب بإصابته بنزيف في الدماغ استدعى نقله على الفور إلى مستشفى شهداء الأقصى بالمدينة. غير أن والد الحميدي ذكر لطاقم المركز بأن نجله لا يعاني حالة صرع أو أية أمراض أُخرى.

وفي السياق ذاته، وصل المواطن عبد الله بريك أبو مغيصيب، 23 عاماً، من سكان قرية وادي السلقا، إلى مستشفى شهداء الأقصى بتاريخ 03 يونيو 2011، لتلقي العلاج إثر إصابته بعيار ناري في القدم، ويدعى ذوي أبو مغصيب بأنه أصيب خلال وجوده رهن الاعتقال لدى شرطة مكافحة المخدرات في اليوم ذاته. وأفاد شقيقه لأمه محمود محمد أبو مغيصيب، لطاقم المركز، بما يلي:

"في ساعات صباح يوم الجمعة الموافق 03 يونيو 2010، تلقيت اتصالاً هاتفياً من قبل أحد أصدقائي يبلغني فيه بأن أخي من أمي عبد الله، والذي اُعتقل في ساعات فجر اليوم ذاته من قبل شرطة مكافحة المخدرات، يتلقى العلاج في مستشفى شهداء الأقصى، إثر إصابته بعيار ناري في القدم ... وفي حوالي الساعة 08:00 من مساء يوم أمس الأول الجمعة الموافق 10 يونيو 2011، تلقيت اتصالاً هاتفياً من شقيقي عبد الله، أبلغني خلاله بأنه يتلقى العلاج في مستشفى الشفاء بمدينة غزة إثر تعرضه للضرب من قبل أفراد الشرطة على مكان إصابته وتردي حالته الصحية..."

يُشار إلى أن شرطة مكافحة المخدرات قد قامت بحملة اعتقالات في ساعات فجر يوم الجمعة الموافق 03 يونيو 2011، في قرية وادي السلقا، شرق مدينة دير البلح، وسط قطاع غزة، طالت عدداً ممن يشتبه بضلوعهم بتجارة المخدرات.