وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

جولة ميدانية للتجمعات المتضررة من المستوطنات في بيت امر ونحالين

نشر بتاريخ: 15/06/2011 ( آخر تحديث: 15/06/2011 الساعة: 11:14 )
بيت لحم- معا- نُظمت يوم أمس الثلاثاء جولة ميدانية لمعاينة الانتهاكات الإسرائيلية فيما يتعلق بتسريب مياه مجاري المستوطنات والمعسكرات الاحتلالية على الأراضي الزراعية، ومصادر المياه الطبيعية، والتجمعات السكانية في بلدة بيت أمر شمال الخليل، وقرية نحالين غربي بيت لحم، ومنطقة الفريد يس شرقي بيت لحم.

وأطلَعَ عوض أبو صوي مسؤول الإعلام الجماهيري في وزارة الزراعة لجنوب فلسطين، مسؤولي احدي المؤسسات الدولية والمعنية بمتابعة وتوثيق الانتهاكات الإسرائيلية في المناطق الفلسطينية، على ما يقوم به المستوطنون من انتهاكات وتعديات على المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم الزراعية من خلال تسريب مياه مجاري المستوطنات على تلك الأراضي.

وعاين الوفد مضخات وبرك تجميع مياه المجاري في منطقة واد شخيت التابعة لأراضي بيت أمر والمحاذية لمستوطنة عصيون، حيث قدم احد أصحاب الأراضي شرحا تفصيليا كاملا حول المساحات التي تنساب فيها مياه المجاري وذلك بشكل شبه منظم وسنوي، وأشار إلى أن المستوطنين يتعمدون ترك مياه المجاري تنساب في الأراضي مع بداية موسم العنب، حيث تم تسريب مياه المجاري لأراضي المزارعين في شهر نيسان من العام 2010، إضافة إلى تركها تنساب في نفس الأراضي خلال نفس الشهر من العام 2011، لتغطي ما مساحته 12 دونما من الأراضي الزراعية والمزروعة جميعها بأشجار العنب. مما يؤكد أنها أعمال انتقامية ومقصودة، يهدف المستوطنين من خلالها تدمير البنية التحتية للمزارع والزراعة الفلسطينية.

كما واطلَع الوفد على ما سببته وتسببه مياه مجاري مستوطنة ب"يتار عيليت" والتي تنساب لمنطقة وادي سكران( عين فارس) وأراضيها في نحالين.
حيث بدأت مشكلة مياه مجاري مستوطنة بيتار عيلييت بالظهور بعد العام 2000، مسببة تلويثا كاملا لمصدر المياه الطبيعية والذي يعتبر المصدر الرئيسي لري ما مساحته 50 دونما من الأراضي الزراعية المروية، والتي كانت تزرع بمختلف أنواع الخضروات الموسمية، والتي كانت بمثابة مصدر الدخل الرئيسي للعديد من اسر القرية، والتي لا ينبت بها حاليا سوى الأعشاب والأشواك بسبب وجود مياه مجاري المستوطنة في تلك الأراضي. وفق ما أكده نائب رئيس مجلس قروي نحالين.

وفي منطقة وادي أبو شعر من أراضي نحالين فقد أدى تسرب مياه المجاري إلى تدمير ما مساحته 60 دونما من الأراضي الزراعية والمزروعة بالأشجار المثمرة من زيتون وعنب ولوزيات.

أما في منطقة الفريديس شرقي بيت لحم، فقد إطَلَعَ الوفد عل ما سببته مياه مجاري معسكر قوات الاحتلال والمقام بمحاذاة أراضي ومنازل عائلة جفال هناك. حيث تنساب مياه المجاري في أراض مساحتها 12 دونما، كانت تزرع بالقمح في الشتاء، والمقاثي (فقوس،كوسا،وبندورة) في الصيف. إضافة إلى الأشجار المثمرة من زيتون ولوزيات، والتي دمرت وأتلفت بشكل شبه كلي بسبب وجود مياه المجاري في تلك الأراضي باستمرار.

وذكرت الحاجة آمنة رشيد (85 عاما) أم لتسعة أبناء متزوجين، معظمهم كان يعتاش من تلك الأراضي. وتُركوا بدون أي مصدر دخل بسبب اعتداءات وانتهاكات الاحتلال لاراضيم. ولم تقتصر خسائر عائلة جفال على الأراضي الزراعية فقط بل تجاوزته لتطال حياتهم اليومية، ولتسبب العديد من الأمراض الصحية لأبنائهم بسبب انسياب تلك المياه بين المنازل السكنية، مسببة مكرهة صحية دائمة، ناهيك عن الروائح الكريهة والتي تنتج عن هذه المياه، والتي تعتبر أيضا بيئة خصبة للأفاعي والحشرات والبعوض، مسببة العديد من الأمراض لمعظم سكان تلك المنطقة، خاصة الأطفال منهم.

وفي نهاية الجولة أعرب الوفد الزائر عن استيائه واستغرابه الشديدين لما تقوم به دولة الاحتلال من انتهاكات وتعديات على الفلسطينيين، واعتبروا ذلك تحديا صارخا لكل القيم والأعراف والقوانين الدولية، مؤكدين على متابعة هذه الانتهاكات والتعديات دوليا، في محاولة لوضع المزيد من الضغوطات على دولة الاحتلال لإيقاف مثل هذه الانتهاكات.