|
افتتاح معرض بيكاسو في فلسطين
نشر بتاريخ: 19/06/2011 ( آخر تحديث: 19/06/2011 الساعة: 20:50 )
رام الله-معا-تفتتح الأكاديمية الدولية للفنون – فلسطين في الرابع والعشرين من الشهر الجاري، معرضاً فنياً، هو الأول من نوعه، للفنان العالمي بابلو بيكاسو، ضمن مشروع بيكاسو في فلسطين الذي يستمر مدة ثلاثة أسابيع في مبنى الأكاديمية، بينما سيكون هناك معرض توثيقي للمشروع ككل في مؤسسة المعمل بالقدس.
يستعير المشروع اللوحة من متحف فان آبه في أيندهوفن بهولندا، ورغم أن اللوحة عرضت في أكثر من مكان بالعالم على مدار الخمسين عاماً الماضية، وهي لوحة تكعيبية تفكيكية من العام 1943، إلا أنها لم يسبق لها، أو لغيرها، وأن كانت في فلسطين للعرض العام. وقد طلب الفنان خالد حوراني استعارة اللوحة من المتحف الهولندي في منتصف العام 2009، ومنذ ذلك الحين بدأ البحث في كيفية استعارة اللوحة ونقلها إلى فلسطين، حيث أنشئ لها، في داخل مبنى الأكاديمية، متحف يراعي الظروف المتحفية وفق المعايير العالمية لاستقبال هذه اللوحة. وعلى هامش معرض بيكاسو في فلسطين، سيستضيف العمل مجموعة من المتحدثين في برنامج أحاديث بيكاسو بتاريخ 25 و26 حزيران لفتح النقاش حول هذا المشروع، برمته، فنياً وسياسياً واجتماعياً. كما ويجري توثيق المشروع ككل في فيلم سينمائي تحت إشراف المخرج رشيد مشهراوي، وفي مجلة أي بروير الفنية في تشرين أول من العام 2011. وقد استمرت الجهود والبحث في كيفية استعارة وتأمين ونقل اللوحة من متحفها في هولندا إلى فلسطين مدة عامين حتى دخل حيز التنفيذ، وتناول البحث والتحضير الجوانب القانونية والفنية والرسمية للعملية التي يخوضها المشروع، والتي تبدو عادية جداً في أي سياق آخر، وحيث أن المشروع بدأ كفكرة لاستعارة لوحة أصلية لعرضها للجمهور الفلسطيني، فإن وجودها في فلسطين يضع أمام الفن العالمي أسئلة أكاديمية حول علاقة الفن بالسياسة والجغرافيا والتنقل. وبهذا ستكون أول رحلة لبيكاسو إلى فلسطين، رحلة بحث في الأنظمة التي تحكم حياتنا ومساراتنا في التنقل وفي العلم، ففيه يتم فحص إرث بيكاسو وفنه الحديث، وكذلك دور المتاحف ومقتنياتها في العالم. ويعبر الفنان خالد حورني، صاحب الفكرة، عن المشروع بقوله: "إنه أكثر من مجرد استعارة لوحة لوضعها في فلسطين، إنه الطريق الطويل التي استغرقها العمل للحضور. فهو استعارة للتاريخ أيضاً، وهو يمنح لحياتنا المعاصرة زخماً جديداً، وهو استعارة للأمكنة، وهي تكتسب معانيها من نشاط فني. فخصوصية وضع فلسطين هي التي تمنح هذا العمل طاقة المستحيل. إنه عمل عن المؤسسات في غير أمكنة والممولين للفن والأصدقاء والإعلام في مغامرة من نوع خاص، تبدأ بحضور عمل بيكاسو إلى فلسطين، لكنها لا تنتهي بعودته". وسيستمر عرض هذه اللوحة، والتي تعتبر أيقونة من الفن الحديث، مدة ثلاثة أسابيع في مبنى الأكاديمية في غرفة عرض تعتبر أول متحف للفن الحديث في فلسطين من حيث ملائمتها والظروف المتحفية العالمية. ويقول تشارلز إيشه، مدير متحف فان آبه: "مشروع بيكاسو في فلسطين جزء من تطور مداه أكثر اتساعا، ففيه يترافق الفن التقليدي الحديث مع التغيرات الثقافية والاجتماعية الجارية من حولنا، فإحدى الأسئلة المهمة هي كيف يكون لدور المتحف الأوروبي صيغاً ذات معنى في فهمنا للعالم وتناقضاته الداخلية. أعتقد بأننا أيضاً نطور القدرات الكامنة في هذه المقتنيات بواسطة هذا العمل. إن اللوحة هذه خاصتنا، ستتغير برحلتها إلى رام الله، وستأخذ معنى إضافياً، وستبقى القصة جزءاً من تاريخ هذه اللوحة من هذه اللحظة، إذ نشعر بأننا نصنع تاريخاً جديداً في هذا المشروع بالبناء على سابق تاريخ اللوحة" تم اختيار هذه اللوحة وهي بورتريه إمرأة (1943) لبابلو بيكاسو من قبل طلبة الأكاديمية الدولية للفنون – فلسطين، وهي إحدى أبرز الأعمال التي تعبر عن الفترة التعبيرية التي رسم فيها الفنان العالمي بيكاسو، وهي الفترة التي رسم فيها متأثراً بالحرب الأهلية في إسبانيا. ولذا يرى العديد بأن رحلة هذه اللوحة إلى فلسطين مرتبطة بالقضايا المعاصرة والآليات التي تسيطر على الحقوق الثقافية والكفاح في غير أزمنة وأمكنة. سيترافق مع المعرضين، معرض بيكاسو في رام الله والمعرض التوثيقي لبيكاسو في فلسطين بالقدس، برنامج على مدار يومين بعنوان أحاديث بيكاسو، والذي يتلو الافتتاح في يوم الجمعة 24 حزيران 2011، في تمام الساعة الخامسة ولغاية الثامنة، حيث سيتحدث عدد من الضيوف العرب والأوروبيين، ويعقبون على ما يعكسه هذا المشروع بشكل موسع ومدى ترابط هذا العمل الفني مع واقع التعاون بين المؤسسات الاوروبية والعربية بصورة عامة. ويتم تنسيق برنامج أحاديث بيكاسو بالتعاون مع مؤسسة المعمل، وأوتست – لندن، ومتحف بيرزيت الافتراضي ومؤسسة عبدالمحسن قطان ومركز خليل السكاكيني وحوش الفن ومؤسسة صابرن ومحترف شبابيك والتقاء الفنانين بغزة. إن أحد أهم عناصر هذا المشروع الفني، هو توثيق هذه التجربة الأولى من نوعها، والتي تتلخص بفترة التحضيرات والبحث الطويلة للتأمين والنقل وعرض اللوحة وعرض نتائج هذا العمل والتعقيبات عليه وانعكاساته في مجلة الفن أي بروير التي شتنشر بالعربية والانجليزية، عدداً خاصاً في تشرين أول المقبل. ويعمل المخرج الفلسطيني رشيد مشهراي على إنتاج الفيلم السينمائي الوثائقي الذي سيتناول هذه التجربة بكافة تفاصيلها من بدايتها وحتى عودتها إلى هولندا. ويعمل في هذا المشروع، إلى جانب خالد حوراني وتشارلز إيشه، كل من فاطمة عبدالكريم من الأكاديمية الدولية للفنون، وريمكو دي بلاي من متحف فان أبه. وقد تلقى مشروع بيكاسو في فلسطين، دعماً سخياً ومتنوعاُ من قبل مؤسسة موندريان الهولندية ومؤسسة دوين، التي تقول مديرتها التنفيذية، السيدة نينا تيلوغن: " يجعلنا بيكاسو في فلسطين نرى طرقاً مختلفة لعرض الفن، ودوراً جديداً للمتاحف ومعنى جديداً للفن في سياقات مختلفة، ونرى أيضا بأن العرض ممكن في أعقد الظروف، بما في ذلك فلسطين. وهذا ما تقف وراءه وتدعمه مؤسسة دوين". واكدت مؤسسة موندريان ارتباطها بالمشروع وقالت: "لم يحدث سابقاً بأن استعرضنا أستلة الممكن والمستحيل في قضايا استعارة اللوحات لمناطق تعتبر خطرة، عدا عن أنها مقموعة بحكم واقعها. وعليه، فإن دور متحف فان أبه يتجرأ بهذه الخطوة، ومع شركاء إعلاميين متميزين وتوفر لنا سياقاً ملائما وعمقاً للمشروع إلى جانب المسؤولية العامة". |