وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

التضامن الدولي: التشخيص الخاطئ للعلاج يورث الأسير حسونة مرض القلب

نشر بتاريخ: 21/06/2011 ( آخر تحديث: 21/06/2011 الساعة: 11:57 )
الخليل- معا- بعيون دامعة وقلب مكسور ومشاعر ممزوجة بين الحزن والترقب وأمل اللقاء؛ يروى الحاج طلال حسونة من مدينة الخليل لمؤسسة التضامن الدولي لحقوق الإنسان قصة ابنه الأسير علاء الدين ورحلته العلاجية الطويلة التي انتهت بمرض القلب الذي بات يهدد حياته كل لحظة.

ويؤكد الحاج طلال للتضامن الدولي لحقوق الإنسان أن صحة ابنه علاء كانت وقبل فترة طويلة من اعتقاله مثل (الحديد) وأقوى من الحصان، ولم يكن يشكو من أي مرض أو علة، لا في القلب ولا في أي عضو من جسمه.

وفي تفاصيل الحكاية، يشير الحاج طلال إلى أن ابنه البكر علاء الدين (34) عاما والذي يعمل سائق تكسي؛ كان قد اعتقل على يد جنود الاحتلال بتاريخ17/10/2004 بعد أن استلم بلاغا لمقابلة جهاز المخابرات الإسرائيلي في مركز ارتباط الخليل، وفور وصله إلى هناك تم تجريده من جميع ملابسه وبقي عريان لمدة (12) ساعة متواصلة في البرد قبل أن يُنقل إلى مركز المجنونة القريب من المدينة.

ويضيف الحاج طلال:" تعرض علاء الدين خلال فترة التحقيق معه والتي استمرت أكثر من (80) يوما تنقل خلالها على غالبية مراكز التحقيق؛ لجميع أنواع وأشكال التعذيب الجسدية والنفسية على يد المحققين الإسرائيليين الذين اتهموه بعضويته في خلية مسلحة تابعة لحركة حماس واشتراكه في عمليات إطلاق نار وغيرها من التهم التي لا أساس لها من الصحة".

قصة الدهس الكاذبة:
وذكر والد الأسير أن من بين الأساليب التي اتبعها المحققون الإسرائيليون مع ابنه علاء لتحطيم روحه المعنوية، ادعائهم أن حفيدي طلال (ابن علاء الدين الوحيد) توفي في حادث سير وقع له على احد الشوارع الخارجية لمدينة الخليل، وهو الأمر الذي وصفه أبو علاء بأنه كان السبب المباشر لبداية إصابة ابنه بمرض القلب.

ويؤكد والد الأسير على أن علاء بقي يعتقد ولأكثر من شهر كامل أن ابنه طلال قد توفي بالفعل، لأنه كان معزولا عن العالم الخارجي في زنازين التحقيق ومحروما من زيارة المحامي، ويضيف الحاج طلال:"... لك أن تتخيل حالة ونفسية أسير معزول في التحقيق وصله خبر وفاة ابنه الوحيد ابن العامين اثر حادث دهس".

بدوره، يشير بهاء شقيق الأسير علاء الدين إلى أن العائلة بقيت ومنذ اليوم الأول لاعتقال شقيقه لا تعرف أي معلومة عنه، ولم يتسنَ لها مقابلته إلا بعد أربعة أشهر من اعتقاله ولمدة نصف ساعة فقط في قاعة المحكمة، وقد كان في حالة نفسية وجسدية يرثى لها، حيث فقد أكثر من 15 كيلو من وزنه وبدت عليه علامات التعب والإعياء.

ولفت بهاء إلى أن المحكمة الإسرائيلية أصدرت وبعد ستة أشهر تقريبا من اعتقال شقيقه حكما جائرا بسجن علاء الدين لمدة 8 سنوات بتهمة مقاومة الاحتلال.

بداية المرض:
من ناحيته، شرح احمد البيتاوي الباحث في مؤسسة التضامن الدولي تسلسل المراحل المرضية التي مر بها الأسير علاء الدين، مشيرا إلى أنه كان يعاني في بادئ الأمر من أوجاع في القلب نقل على اثر ذلك إلى مستشفى سوروكا الإسرائيلي بغرض إجراء الفحوصات اللازمة.

ويضيف البيتاوي:"هناك في المستشفى شخّص الأطباء حالة علاء الدين بأنه مصاب بمرض السرطان وانه لا فائدة ترجى من علاجه، ثم تُرك علاء لمدة سنتين ونصف من دون أي رعاية طبية خاصة، ليكتشف الأطباء بعد ذلك أن علاء يعاني من مشكلة في عضلة القلب وليس السرطان، عندها كان العلاج متأخرا وتفاقم وضع الأسير".

ويؤكد البيتاوي أن سبب تفاقم وضع علاء الصحي هو التقييم الخاطئ لحالة الأسير في مستشفى سوروكا أولا، ثم التأخر في تقديم العلاج ثانيا، مشيرا إلى أن التقنيات الإسرائيلية العالية والمتقدمة في العلاج يبدو أنها لا تنطبق عن الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال.

ورفض البيتاوي وبعد تأكيدات من عائلة الأسير، جميع الحجج التي ساقها الاحتلال لتبرير إصابة علاء بمرض القلب والتي من بينها ادعاؤهم أن علاء كان مصابا بمرض القلب منذ فترة الطفولة، وهو الأمر الذي نفته العائلة جملة وتفصيلا.

وأوضح الباحث في التضامن الدولي أن الأسير علاء خضع في العام 2005 لعملية القلب المفتوح لزراعة صمام في القلب وعلمية أخرى شملت زراعة جهاز منظم لدقات القلب، وعلمية ثالثة في العام 2008 لتركيب شبكية، مشيرا في الوقت ذاته إلى انه وفي إحدى المرات وصلت قوة نبض عضلة قلب الأسير علاء إلى 17% فقط، وهو الأمر الذي شكل تهديدا حقيقيا على حياة علاء.

وتابع البيتاوي:"كما رفضت إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية عدة طلبات تقدمت بها عائلة الأسير من خلال المحامية "ليئا تسيليم" من اجل السماح بإيفاد طبيب خاص من خارج السجن للإشراف على حالة علاء وتقديم العلاج له أو الموافقة على تسفيره إلى الخارج من اجل العلاج وإكمال فترة اعتقاله هناك، إلا أن جميع هذه الطلبات قُوبلت بالرفض من قبل الاحتلال".

واستشهد البيتاوي بتقرير طبي صدر قبل عدة سنوات عن طبيبة إسرائيلية، طالبت فيه بضرورة الإفراج عن عدد من الأسرى المرضى لخطورة وضعهم الصحي، ومن بين هؤلاء الأسير مراد أبو ساكوت والذي توفي في العام 2005 بعد الإفراج عنه بأيام، والأسير علاء الدين حسونة والذي رفضت ولا زالت ترفض إدارة مصلحة السجون الإسرائيلية الإفراج عنه بالرغم من هذه التوصية.

ولفت البيتاوي إلى محاكم الاحتلال الإسرائيلية رفضت أيضا الإفراج عن الأسير حسونة حتى من خلال ما يسمى محكمة انتهاء ثلثي مدة الاعتقال (محكمة الشليش) بالرغم صعوبة وضعه الصحي ومقاربة فترة اعتقاله على الانتهاء،

كما لا يزال الأسير حسونة يقبع في سجن مستشفى الرملة (مراش) منذ خمس سنوات.