وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض يدعو لادخال التميز كمنهج للنهوض بواقع التعليم الجامعي

نشر بتاريخ: 22/06/2011 ( آخر تحديث: 22/06/2011 الساعة: 16:54 )
رام الله- معا- دعا رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض إلى أهمية إدخال التميز كمنهج وممارسة في إدارة العملية التعليمية والنهوض بواقع الجامعات في إطارٍ تنافسي سواء في إطار الجامعة الواحدة "كالطالب المتميز في كلية"، أو "الكلية المتميزة في الجامعة"، أو "الجامعة المتميزة في مجالٍ محدد".

وقال:" إن وضع المعايير التي تُلبي هذا الأمر من التنافس الإيجابي كأحد دوافع النهوض باتت مطلوبة، وعلى مجلس التعليم العالي أن يتعامل مع هذه المهمة".

جاء ذلك خلال حديثه الإذاعي الأسبوعي الذي افرده للتعليم العالي في فلسطين، ومدى إنسجامه مع احتياجات بلدنا ومتطلبات تطوره، واستهله بقوله: "ونحن على أبواب إنتهاء العام الدراسي الحالي، أتوجه إلى كافة الطلبة والطالبات في المدارس والجامعات بالتهنئة على ما حققوه من تحصيلٍ علمي لهدا العام، ألف مبروك للخريجين ولذويهم. كما أتوجه بالتحية إلى طواقم التدريس في المدارس والجامعات، وأشد على أيديهم فرداً فرداً على الجهد الذي بذلوه على مدار العام الماضي والأعوام التي سبقته بهدف النهوض بواقع العملية التعليمية في بلادنا".

وأضاف: "أحيي أيضاً كافة الجامعات والمعاهد الفلسطينية على ما تقوم به من مساهمةٍ ملموسة في بناء وإعداد الكفاءات الفلسطينية، وتطوير مواردنا البشرية، لتكون قادرةً على خدمة شعبنا ومجتمعنا وبناء ركائز دولتنا المستقلة".

وأكد فياض أنه وفي الوقت الذي نعمل فيه على تعميق وتعزيز جاهزيتنا الوطنية لإقامة دولة فلسطين المستقلة، فإن مرتكزاً رئيسياً لعمل السلطة الوطنية، يتمثل في توفير السبل الكفيلة بإلتحاق كل من يرغب في الدراسة الجامعية من القيام بذلك، والانخراط بعد التخرج في سوق العمل.وقال: "مجتمعنا يولي أهميةً كبيرة للتعليم حيث يلتحق ما نسبته 30% من شبابنا بمؤسسات التعليم العالي، أكثر من نصفهم من الطالبات."

وشدد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية، تدرك القيمة الاستراتيجية للاستثمار في التعليم، وما يعنيه في بناء الانسان الفلسطيني وتسليحه بالعلم والمعرفة، وقال: "لقد إرتكزت إستراتيجية عملها على بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مختلف المجالات. وبالتأكيد، فإن الجامعات تشكل ركناً أساسياً في هذه المؤسسات، لما لها من دورٍ حيوي وهام في تعزيز قدرة أبناء شعبنا على مواكبة تحديات التطور والتنمية وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة".

وقال: "أحيي، وبإعتزاز، ما تحققه الجامعات الفلسطينية من انجازاتٍ تستجيب لاحتياجات المجتمع، وأدعوها إلى المزيد من الاهتمام بتطوير جودة برامجها التعليمية، وخاصةً في مجال تعزيز البحث العلمي، وإنشاء وتطوير مراكز الدراسات والأبحاث التطبيقية القادرة على تمكين الباحثين من مواكبة حاجات المجتمع والسوق على حدٍ سواء".

وأضاف: "وفي المقابل، فإن السلطة الوطنية تعمل بكل جدية على تطوير مصادر الأقراض والمنح الدراسية بهدف تمكين أكبر عدد ممكن من الإلتحاق بمؤسسات التعليم العالي، وكذلك على توفير الحوافز والدوافع لضمان مكافأة الطلاب الجامعيين المتفوقين، وفي إطارٍ من التنافسية البناءّة".

وأشار فياض إلى أن خطة التنمية الوطنية للأعوام الثلاثة القادمة 2011-2013 تضمنت توجهات وأولويات جوهرية للنهوض بقطاع التعليم العالي والإرتقاء بمعاييره ومناهجه ومخرجاته، وتشجيع البحث الأكاديمي، ودراسة التخصصات التي تشهد معدلات ضئيلة من الدراسة فيها، وتطوير مساقات وبرامج التعليم العالي لتعزيز ملاءمتها لإحتياجات سوق العمل، بما يساهم في تطوير قدرة السوق على استيعاب الخريجين وخفض معدلات البطالة، ووقف هجرة الكفاءات وتعزيز انخراطها ومساهمتها في بناء الوطن وتحقيق استقلاله وتقدمه.

وقال: " فالمطلوب، لا بل، والملح هو الإنتقال إلى مرحلة النهوض بنوعية التعليم وربطه بحاجات التنمية الاجتماعية والاقتصادية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني لتمكينه من الانخراط في مجال الإبداع والتنمية والقدرة على المنافسة في المجالات العلمية وقد تحقق من هذه العناصر ما يمكن البناء عليه لمزيدٍ من التقدم".

وحول العملية التعليمية في فلسطين، قال رئيس الوزراء: "بالقدر الذي نُشيد فيه بنهوض العملية التعليمية وبإتساع نطاق البنى التحتية في مجال التعليم، بما في ذلك تعزيز العملية التعليمية ورفدها بالكوادر البشرية اللازمة والاحتياجات اللوجستية والفنية، إلا أن هناك الكثير ما زال قيد العمل لمواجهة التحديات الماثلة أمامنا للنهوض بالعملية التربوية وبنوعية التعليم وخاصةً المتصلة بتطوير عملية البناء والتنمية، وبما يُمكن فعلياً من إحداث قفزة في تطوير الموارد البشرية الكفوءة القادرة على خدمة شعبنا ومجتمعنا وعلى الأسهام الفاعل في ترسيخ ركائز دولة فلسطين المستقلة ومقومات نهضتها"

وعن واقع الجامعات ومتطلبات تطويرها ومواكبتها لعملية البناء والتنمية، وبما يُمكن هذه الجامعات من التحول إلى مناراتٍ للفكر والإنفتاح والترابط مع المجتمع واحتياجاته. قال: "إن هذا الأمر يستدعي وقفة أمام بعض مظاهر التعصب والإنغلاق التي تتناقض كلياً مع هذه الرسالة الأصيلة للجامعات، ومرةً أخرى كمناراتٍ للمعرفة والفكر المنفحتين"

وأكد رئيس الوزراء أن الجامعات الفلسطينية شكلت تاريخياَ مركز جذب للكفاءات الأكاديمية الفلسطينية، بالإضافة إلى النهوض بالحركة الطلابية، لا بل وبالحركة الوطنية بشكلٍ عام، وكان لها دور بارز في حماية المشروع الوطني، وبلورة الهوية الوطنية.

وقال: "رفدت الجامعات الفلسطينية المجتمع بمئات القادة وآلاف الكوادر العلمية والإدارية، ممن يساهمون اليوم في بناء مؤسسات السلطة الوطنية والمجتمع الفلسطيني برمته، كما ساهمت هذه الجامعات في تعزيز روح التضامن والتكافل في المجتمع من خلال تشجيع العمل التطوعي، ودعم المزارعين، وأصحاب الأراضي المهددة بالمصادرة"، وأضاف: "إننا إذ نشيد بهذه الإنجازات التي حققتها الجامعات والمعاهد الفلسطينية، فإنني أدعوها إلى المزيد من وسائل العمل الكفيلة بإحداث التميز المطلوب على الصعيد الأكاديمي، وتوفير البيئة المناسبة التي تساعد على تحقيق ذلك".

وختم فياض حديثه الإذاعي الاسبوعي بقوله: "إن سلطتكم الوطنية مصممة على حشد كل ما لديها من طاقات، وإمكانيات، للنهوض بالتعليم. فهذا عهدنا، الذي نجدده أمامكم اليوم، بأن نسعى دوماً لرسم مستقبل أبناء وبنات شعبنا بما يتناسب مع التضحيات التي قدموها، وسنستمر في بذل كل جهد ممكن لاستنهاض كل طاقات شعبنا ولتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية في الخلاص من الاحتلال واستيطانه، وحواجزه، وإجراءاته وممارساته، ومن أجل بناء دولتنا المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967 في قطاع غزة، والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف، العاصمة الابدية لهذه الدولة" .