|
رام الله: مؤتمر ابداعات انتصرت على القيد يدعو إلى توثيق ابداعات الأسرى
نشر بتاريخ: 25/06/2011 ( آخر تحديث: 25/06/2011 الساعة: 18:57 )
رام الله- معا- دعا مؤتمر "ابداعات انتصرت على القيد"، الذي نظمه مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الأسيرة في جامعة القدس، تحت رعاية الرئيس محمود عباس، اليوم السبت، في قاعة جمعية الهلال الأحمر، إلى توثيق ابداعات الأسرى وانتاجهم الفكري والابداعي.
وأكد المتحدثون على ضرورة نشر كل ابداعات الأسرى من خلال إنشاء مركز لنشر وعرض ما انتجه الأسرى داخل السجون الإسرائيلية على مدى سنوات اعتقالهم، باعتبارها انتاج ثقافي غزير واكب مرحلة بالغة الأهمية من تاريخ الحركة النضالية الفلسطينية. ونقلت محافظ رام الله والبيرة ليلى غنام تحيات الرئيس محمود عباس للحضور وللاسرى والاسيرات ومركز أبو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة في جامعة القدس، مثمنا بشكل كبير الجهود الحثيثة التي تبذلها وزارة شؤون الاسرى ونادي الاسير من أجل متابعة ملف الاسرى وضمان حقوقهم والتخفيف من معاناتهم، مشددا على ضمان استمرار رعاية الاسرى والاسيرات ومساعدتهم معنويا وماديا وتمكينهم من التأقلم مع المجتمع وتوفير الحياة الكريمة لهم. ورددت مقولة الرئيس "ان الفرج لقريب وان التحرير لقريب، ولن يهدأ لنا بال الا بتحرير كافة أحبتنا الذين ضحوا بأنفسهم لأعدل قضية في العالم من سجون الاحتلال"، معاهدة البقاء على درب النضال حتى تبييض كافة المعتقلات ليتنفس أبناءنا واخوتنا هواء الوطن والدولة. وقالت ان الابداع الثقافي عامل مهم من عوامل التنمية، وفي الوضع الطبيعي يرتبط غنى هذا الابداع بحيوية المبدعين وقدراتهم الخلاقة على التميز وفق البيئة المحيطة المناسبة ووفق أوضاعهم الاجتماعية والاقتصادية وقدراتهم الفنية والابداعية. بدوره، دعا وزير شؤون الاسرى والمحررين عيسى قراقع الى ضرورة العمل على تجميع الابداعات الثقافية للاسرى وتوثيقها ونشرها وفاء للاسرى وتضحياتهم وحفاظا على تاريخنا الكفاحي والوطني، ولانها وثائق وشهادات حية وحقيقية ولائحة اتهام ضد الاحتلال وما ارتكبه من جرائم ضد أسرانا وانتهاكات فظيعة وممارسات وحشية جرت هناك خلف القضبان والزنازين. ودعا قراقع الى دعم ونشر أعمال الاسرى الفكرية والثقافية، مشددا على ضرورة الموافقة على مشروع انشاء مركز أبحاث متخصص لدراسة ابداعات الحركة الاسيرة وطباعة ونشر الاعمال الثقافية للاسرى واجراء الابحاث وتسجيل الشهادات والروايات من الاسرى والاسيرات للحفاظ على التجربة وابرازها. ودعا قراقع مجلس التعليم العالي لتعميم تجربة تدريس مساق عن الحركة الاسيرة وابداعات الاسرى الثقافية التي بدأتها جامعة القدس الى كافة الجامعات الفلسطينية، بحيث تعتمد التجربة الاعتقالية جزءا من المنهاج التعليمي الفلسطيني ليحافظ الطلبة والاجيال القادمة على هذه التجربة الكفاحية المتميزة. وشدد قراقع على ضرورة ووجوب ابراز الرواية والقصة الفلسطينية في مواجهة الرواية الاسرائيلية المزيفة والكاذبة، وقال: معركتنا هي معركة انسانية وأخلاقية أمام الثقافة الاسرائيلية والمدرسة الاسرائيلية التي تكذب على العالم عن طهارة السلاح والجيش الاكثر أخلاقية في العالم، وعن تربية عنصرية متطرفة في المدارس والمناهج التعليمية الاسرائيلية التربية على العسكرة وكره الاخرين. وتطرق قراقع الى قيادة رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو حربا ضد الاسرى والاسيرات في سجون الاحتلال مركزا في حربه على تعليم الاسرى والتي جاءت بعنوان "الحفلة انتهت" من خلال قراره بحرمان الاسرى من التعليم والذي يشكل عدوانا سافرا على المجتمع الانساني برمته واستهتارا بكل القيم والمواثيق والمعاهدات الدولية والاممية. ودعا قراقع الى سحب عضوية اسرائيل من الامم المتحدة لان استمرار عضويتها مرهون بمدى التزامها وتطبيقها واستجابتها لحقوق الانسان، والمتمثل باعلان رئيس حكومة اسرائيل الحرب على المعتقلين العزل. من جهته، أكد رئيس نادي الاسير قدورة فارس ان ما يتعرض له الاسرى وانجازاتهم وابداعاتهم من هجمات غير مسبوقة على أيدي جند الاحتلال في باستيلاته يشكل معركة هوية شاملة أدركه الاسرى بارادتهم، لذا حول الاسرى والاسيرات المعتقلات الاسرائيلية الى كليات تعليم لتخريج الابطالن ولعل تصريحات نتنياهو بحق الاسرى وتعليمه يؤكد مدى التخبط الذي يتخبط به الاسرائيليون في معركتهم ضد الابداع الفكري والثقافي. وقال فارس ان الثقافة والوعي يفترض أن يكون مجالا للتحدي، لذلك فان فارس طالب الرئيس وقادة القوى والاحزاب والمؤسسات بالتداعي لدراسة الوضع والمستجدات على جبهة الاسرى والمعتقلين ووضع خطط التصدي لللمخططات الاسرائيلية ضد الأسرى. ودعا ممثل القوى الوطنية والاسلامية د. واصل أبو يوسف إلى مأسسة متخصصة في الادب والفكر الاعتقالي، حيث يجب توثيق ذلك بنشاطات متنوعة، وبين أن ما يقوده نتنياهو من حرب ضد تعليم الاسرى يهدف منها كسر ارادة الاسرى، والتي مما لا شك فيه ستنتصر على ارادة الجلاد والسجان. وأكد د. أبو يوسف أن وثيقة الوفاق الوطني الصادرة عن الاسرى ما زالت تشكل ناظم أساسي للعمل الوطني، متمنيا متابعة ما سيتمخض عنه المؤتمر من قرارات وتوصيات بشأن الابداعات الفكرية والثقافية للحركة الاسيرة الفلسطينية. وأكد مدير مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة فهد أبو الحاج أن الهدف من هذه التظاهرة الثقافية والفكرية والابداعية، هو تسليط الضوء بشكل علمي ومنهجي على ظاهرة وطنية انسانية لم تأخذ حقها من التارأريخ والتوثيق والتحليل والنقد لاسباب كثيرة في مقدمتها قصور المؤسسات الثقافية الفلسطينية والعربية على هذا الصعيد. واضاف ان تجربة الفلسطينيين مع الثقافة والابداع في الاعتقال، تضرب جذورها عميقا حيث تحدى مناضلون معتقلون بأشعارهم الوطنية الاستعمار منذ الاستعمار البريطاني، فيما سعى الاحتلال الاسرائيلي بعد احتلال 67 الى تحويل أسرانا الى أرقام لا حول لها ولا قوة، فركزت مخططات ادارة السجون على تفريغهم من محتواهم الثقافي والسياسي والفكري لترد الحركة الاسيرة ببرامج مضادة قدم المعتقلون من أجل تثبيتها وفرضها تضحيات كبيرة. وأوضح أنهم يحاولون من خلال المؤتمر وضع تجربة الابادع الثقافي للاسرى في اطار تحليلي منهجي، بهدف تبيان وابراز مراحلها وسماتها وأبعادها ودلالاتها وتجلياتها بغية القيام بعمل توثيقي وتحليلي مزدوج يخدم في المحصلة النهائية التجربة ويعززها. وأكد أن مركز أبو جهاد لشؤون الحركة الاسيرة وضع خطة لتوثيق وتأريخ التجربة الثقافية والفكرية والابداعية للمعتقلين الفلسطينيين، وتعاقد مع كفاءات بحثية وأكاديمية لكي ينيروا انجاز هذه المهمة، مؤكدا أنه بعد ستة شهور سيعقد المؤتمر الثاني بحيث سيصار الى عقد مؤتمرين سنويا حول الابداعات الثقافية. |