وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الشيخ إبراهيم: قرار العليا لمسجد بئر السبع نزع شرعية عنصرية الاحتلال

نشر بتاريخ: 26/06/2011 ( آخر تحديث: 26/06/2011 الساعة: 12:15 )
القدس - معا - اعتبر الشيخ إبراهيم صرصور رئيس حزب الوحدة العربية/الحركة الإسلامية ورئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير، قرار المحكمة الإسرائيلية العليا الأربعاء 22.6.2011 ، في الالتماس الذي قدمه ( مركز عدالة ) في العام 2002، وطالب من خلاله بفتح المسجد الكبير في البلدة القديمة في بئر السبع أمام المصلين المسلمين سكان المدينة والبلدات المجاورة، وإن لم يستجب لمطلب المسلمين المشروع في فتح المسجد لسبعة آلاف مسلم هم سكان مدينة بئر السبع، وعشرات آلاف المسلمين ممن يؤمون المدينة لتلقي الخدمات، اعتبره خطوة في الاتجاه الصحيح خصوصا وأن القرار نزع الشرعية عن المطالب العنصرية لبلدية بئر السبع ورئيسها، ورفض إصرارها على تحويل المسجد إلى متحف عام، ورد ادعاءات رئيس البلدية التي حاولت الربط بين صلاة المسلمين في مسجدهم وهو الحق الديني الذي ( تتغنى !!! ) إسرائيل زورا بالحفاظ عليه، وبين ما وصفه ( بإعمال عنف وعدم استقرار !!!) قد يسببه فتح المسجد للصلاة ، وهو ادعاء فوق انه عنصري ، فإنه لا يمكن قبوله بحال ، خصوصا وأن مساجد المسلمين في المدن المختلطة مفتوحة للصلاة ، وتقوم بدورها الديني بشكل حضاري يعترف به المنصفون من جميع الملل والنحل ...

وقال النائب صرصور لا شك في أننا نرفض تحويل مسجدنا في بئر السبع إلى متحف، حتى وإن كان ( للثقافة الإسلامية ) بمفهومه الشائع، إلى أننا لا يجب أن نتجاهل إن القرار منح المسلمين الحق في التوجه إلى لجان التخطيط وطلب تغيير هدف استخدام المسجد من متحف لمكان صلاة.

وفي حال رفض سلطات التخطيط طلبهم هذا بإمكانهم التوجه للقضاء مجددًا، هو أمر إيجابي، الأمر الذي يستدعي فورا التئام خبراء التخطيط العرب لإعداد الخرائط المطلوبة بهدف تغيير هدف الاستخدام الحالي من ( متحف ) إلى ( مسجد ) للصلاة وأداء الشعائر وهذا ما سنبادر إليه فورا.

وأضاف النائب انه لا يمكن إلا أن نشيد بما جاء في قرار القاضي سليم جبران من انتقادات لاذعة لبلدية بئر السبع ورئيسها على موقفها الذي ادعت بموجبه أن مجرد فتح المسجد للصلاة سيؤدي إلى أعمال عنف وإخلال بالنظام العام، حيث كتب في القرار ( يصعب عليَّ تفهم موقف البلدية أن استخدام المبنى للطقوس الدينية سيؤدي إلى مساس بالنظام العام).

وتساءل النائب هل تدعي البلدية أن الطقوس الدينية من طبيعتها تؤدي إلى قتال وصراع؟ أو أنهم يدعون أن الطقوس الدينية الإسلامية باللذات تتضمن شيء ما الذي من شأنه أن يؤدي إلى صدام بين مجموعات التي لولاه لكانت العلاقات بينها طبيعية؟، إضافة إلى انتقاده بشدة إصرار بلدية بئر السبع على تحويل مبنى المسجد إلى متحف عام، قائلا :" أن قرار البلدية هذا يتجاهل تاريخ مبنى المسجد، تصميمه وأهميته الثقافية والدينية لجمهور المسلمين"، وبرأيي الكثير من الإدعاءات التي ادعتها البلدية كان من المستحسن أن لا تطرح بتاتًا، فهذه الادعاءات تثير إحساس سيئ بالنسبة لنظرة بلدية بئر السبع ونظرة الدولة للجمهور المسلم الذي يعيش في أوساطنا تقتضي الحكمة أن نأخذ هذا الطرح الرصين ونبني عليه، حيث جاء موافقا تماما لما ورد في شهادتي أمام المحكمة في هذا الملف، والتي أكدت فيها على رفضنا القاطع لادعاءات البلدية، وعلى انه من مصلحة إسرائيل أن تشرع في رفع يدها عن مقدسات المسلمين والكف عن انتهاك حرمتها في عشرات المواقع.

وأشار إلى أن مطالبة القاضية بروكاتشيا أيضا بلدية بئر السبع التعامل ليس فقط مع الاعتبارات الموضوعية المتعلقة بالتخطيط والبناء بل عليها أخذ كافة الاعتبارات بالحسبان ومن ضمنها الاعتبارات المبدئية القيمية، المصالح الاجتماعية والاقتصادية والنواحي المتعلقة بحقوق الإنسان، هو أيضا إضافة نوعية يجب أن نستغلها بحكمة ليس فقط خدمة لقضية مسجد بئر السبع ولكن لقضية مساجدنا وأوقافنا المنتهكة منذ 63 عاما، ليس من مصلحتنا وضع الرأس في الرمال، والتعامل مع هذا التطور بالعاطفة والشعاراتية، يجب أن نرى النواحي الإيجابية في القرار، واستثمارها في خدمة قضية الأوقاف والمقدسات الإسلامية والمسيحية في ظل هذا الخلل الواضح في توازن القوى بيننا ونحن أصحاب الحقوبين إسرائيل وهي التي على الباطل الصريح.

وأكد الشيخ صرصور على شكره وامتنانه الكبيرين لمركز عدالة الذي تابع القضية لأكثر من عشرة أعوام، بذل خلالها جهودا جبارة، خصوصا المحامين حسن جبارين، وعادل بدير ومراد الصانع متمنيا لهم التوفيق الدائم في خدمة الدين والوطن والشعب.

هذا وقد بني ( المسجد الكبير )، وهو المسجد الأول في النقب، في العام 1906، وقصده سكان المدينة المسلمين وزائرو بئر السبع للصلاة حتى احتلال المدينة عام 1948. وقد مول بناء المسجد شيوخ القبائل في المنطقة. بعد العام 1948 حول المسجد إلى معتقل وقاعة محكمة من قبل السلطات الإسرائيلية حتى سنة 1953. وفي سنة 1953 حول المسجد إلى متحف النقب حتى سنة 1991، وبعدها أغلق وأخرجت منه معروضات المتحف. منذ 1991 حتى العام 2002، موعد تقديم الالتماس، بقي المسجد مهجورًا ومهملاً ولم يستخدم لأي غرض.

يذكر أنه منذ سنوات السبعين حتى موعد تقديم الالتماس، طالب سكان بئر السبع العرب وسكان البلدات المجاورة بفتح المسجد للصلاة ولكن البلدية ترفض ذلك مطلقًا بل وأعلنت عن نيتها ترميم المسجد وتحويله لمتحف عام.