|
المختار وفرسانه
نشر بتاريخ: 26/06/2011 ( آخر تحديث: 26/06/2011 الساعة: 14:18 )
بقلم: خليل الرواشدة
انطلقت الأقلام وساح الحبر، ليملئ خاصية الجدران، ويركن السطور ليعكر صفوة الشارع بألوان متعددة، تحمل في طياتها عبارات، العديد منها كأنه شعار موحد للتحرر من خطا مدرب أو غطرسة لاعب، وأخرى انزلقت لتصل أروقة النظام، تلك أصبحت عادة نعتليها ونتسابق عليها للحصول على وسام دعم وتأييد بالتركيز على نقطة ضعف، أصبحت حديث لقناعة الفكر المغلق بعيدا عن واقع وحقيقية الحدث، الذي يجب أن يقيسه الجميع برؤى بعيدة، ويتجلى تفكيره في سمات وعراقة ما يجري على الأرض، والذي هو بحد ذاته أسمى وأنبل من أي اعتبارات وسطور قد تنتهي في زاوية، قد تزعج ولكن لا تفسد للنهج طريق. انهالت الأقلام رجما بالتليلي، وأصبح القاصي والداني يدين التونسي، ويحمله مسؤولية الخسارة، وانه أوقف زحف الفرسان بمجرد تغيير لاعب أو إدارة دقائق الخسارة بنهج اعتبروه كارثة تدريبية، وكان بالأمس القريب ديناصور المستطيل الصغير المتقطع، وقائد قاطرة الأبطال ورافع راية النصر، واخذ لأيام متتالية سوبر ستار المدربين، وتناغمت الأسماء للتليلي وكاد أن يلحن لو طالت ساعات الإياب، وذلك ذكرني بمورينهو الذي اعتلى اسمه عجائب الدنيا بعد فوزه على البرسا في نهائي الكأس، وسرعان ما رجم بأبشع العبارات وأصبح ناشئ يعتليه في القيادة بعد أن عادت البرسا في الأبطال. الاحترام للتليلي ويكفي مفخرة لهذه القيادة، انها صنعت من الفرسان نجوم تستطيع ان ترسم الفرحة، وتثبت في الميدان، ويخشاها الجميع في محافل الرياضة العربية لهذا الاولمبي الذي سيكون نجم المستقبل القريب. ولا تختلف صورة التليلي عن لاعبيه، الذين خاضوا لقاء القدس باجمل اللوحات الفنية والكروية، واثبتوا بأنهم مستقبل الرياضة القادمة، لعبوا شوط المباراة الأول بمزاج متناسق، وبتكامل الخطوط، شاهدنا بكل فخر فرسان ظهروا بأروع وأجمل الصور، وليس اللحظات أو دقائق الخسارة مقياس طوال شوطي اللقاء لنحكم عليهم بالإعدام، وزجهم في زاوية النهاية، ولعل الدقائق الطويلة التي مرت كالبرق بعد الهدفين شكلت ضغط اثبت بأنهم لم يستسلموا، وان ما حدث موجود ويحدث مع الكبار في عالم الكورة، وهذه التجربة ستبقى حاضرة وخسرنا جولة لكن لم نخسر الميدان. ما حدث على ارض فلسطين في لقاء الاولمبي هو تواصل للعديد من اللقاء، تستحق منا جميعا إن نقف و لو للحظات إمام واقع القضية وما يحيط بتا من اغتصاب على كافة المستويات، نقف لو على الأقل لما تم الإعلان والاعتراف به على صعيد كرة القدم، يجب علينا إدراك ان الجانب الرياضي أصبح من ركائز القضية ومشروع الدولة القادمة، بحق اكبر حكومات العالم وأكثرها شعبية والتي اعترفت بدولة الرياضة الفلسطينية، وأرغمت الجميع على ان يتجه إلى فلسطين لأنها كغيرها على خارطة الفيفا التي تصنف شرعية الدولة في أي مشاركة تحمل شعارها بمختلف المنافسات. ولعل أيام الفدائي القادمة ستنير الطريق بأفضل المشاركات التي نتمنى ان تستمر لتحقيق الأهداف الوطنية من بوابة الرياضة والرياضيين. ما حدث أيضا تجربة سيكون مستقبلها حاضرا، كتاريخ ومرجعية وذكرى لن تنسى على صعيد المدربين أو اللاعبين، والرياضة الفلسطينية لم تخسر في لقاء البحرين، بل حققت انجازات عريقة من حيث التنظيم، والمشاركة، وبرز اسمها ليكون رقم في الحسبان، وأيضا مسيرة الوفود المتواصلة لهذه الأرض هو اكبر بكثير من أي مشاركة أو نتيجة، وهذا له الأثر الذي لن تستطيع أي قوة في العالم التأثير أو إضعاف النهج، وتعكير الدور الذي تلعبه الرياضة بإيجاد اسم فلسطين دولة رياضية انطلاقا للدولة المستقلة بالقدس الشريف عاصمة. |