وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

عكرمة صبري لصبايا حائرات: من حق المرأة رفض تعدد الزوجات ولا إثم عليها

نشر بتاريخ: 05/07/2011 ( آخر تحديث: 05/07/2011 الساعة: 14:04 )
القدس-معا- قال الشيخ الدكتور عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، رئيس الهيئة الاسلامية العليا، رئيس هيئة العلماء والدعاة، عضو الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين. أن الاسلام حلل تعدد الزوجات لكن بشروط وخاصة العدل وإلا يعتبر الرجل آثماً، كما أن من حق المرأة أن تشترط عدم التعدد أي أن لا يتزوج زوجها بأخرى. كما اعتبر رفض المرأة أن يتزوج زوجها بأخرى أمر من حقها ولا تؤثم عليه.

جاءت هذه التصريحات خلال اجابته على تساؤلات مجموعة "صبايا حائرات" http://www.facebook.com/home.php?sk=group_188347841209745&id=212156795495516¬if_t=group_activity والتي تستضيف شخصية عامة كل شهر وتطرح عليها مجموعة من الأسئلة المتعلقة بالمرأة.

واستهل الشيخ صبري اجاباته بالقول: "قبل البدء بالاجابة عن الاسئلة المطروحة، أوضح ما يأتي: أن الحكم على "الاسلام" يكون من خلال القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. ولا يجوز أن يحكم على الاسلام من خلال تصرفات بعض المسلمين، لان المسلمين ليسوا حجة على الاسلام وليس بالضرورة أن يمثلوا الاسلام من خلال أقوالهم وأعمالهم وتصرفاتهم".

جاءت هذه المقدمة رداً على بعض أعضاء المجموعة من ذكور وإناث الذين قاموا بتحريم بعض الآراء، وقد أخذ موضوع تعدد الزوجات حيزاً في نقاشات المجموعة بين مؤيد ومعارض، ومؤيد بشروط. فكان الرد بأن قال الشيخ صبري: "لقد أقر الاسلام من حيث المبدأ تعدد الزوجات، فإن التعدد أمر جائز وهو مباح في الوقت نفسه اشترط الاسلام على الزوج اقامة العدل بينهن في المأكل والملبس والمشرب والمنامة (البيتوتة) حالة التعدد، وفي حالة عدم قدرة الزوج على إقامة العدل بينهن لأي سبب من الأسباب فلا يجوز له أن يعدد، واذا عدد الزوجات ولم يعدل يكون آثماً".

وقال أيضاً: "والله سبحانه وتعالى يقول: (وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُوا) سورة النساء الآية 3. أما قوله عزوجل: (وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ وَإِنْ تُصْلِحُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُوراً رَحِيماً) سورة النساء الآية 129 فهذه الآية الكريمة تتعلق بالميل القلبي ولا تتعارض بالعدل بين الزوجات، ويوضح ذلك قول رسول الله ? : (اللهم هذا قسْمي فيما أملك، فلا تلمني فيما تملك ولا أملك) يعني القلب رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وابن حبان عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.

وحول الحكم من التعدد أوضح أبرزها وهي عقم الزوجة، حيث يبقي الزوج على زوجته بدلاً من أن يطلقها إلا إذا رغبت بذلك. والسبب الثاني هو أن تكون الزوجة مريضة مرضاً يمنع الزوج من الممارسة الجنسية، والسبب الثالث هو أن يكون لدى الزوج طاقة جنسية فوق العادة تعرف ب (الشبق)، ومن المتوقع أن الزوجة لا تحتمل أن يقترب منها زوجها بشكل مستمر. والسبب الرابع يتعلق بنتائج الحروب من قتل وتشريد وأسر للشباب، مما يؤدي إلى ارتفاع نسبة الفتيات العزباوات، فتزداد العنوسة في المجتمع، وقد عانت الدول الغربية كثيراً من العنوسة بسبب الحروب المتوالية، وعليه فإن تطبيق مبدأ تعدد الزوجات يساهم في حل مشكلة العنوسة.

وعلق الشيخ صبري بأن القوانين الغربية تمنع تعدد الزوجات في الوقت نفسه تبيح اتخاذ الخليلات (العشيقات) بالاضافة إلى الزوجة الواحدة، وهذا يؤدي إلى زعزعة الثقة بين الزوج وزوجته... وقد حصلت عدة حالات لفسخ أو هجران بين الأزواج، وتشريد الأطفال نتيجة ذلك. وهذا ما حصل في بلادنا التي تعيش تحت وطأة الاحتلال الإسرائيلي فحينما يتزوج رجل من امرأة اخرى فانه يقع تحت طائلة القانون، ولكن حينما يدعي أن هذه المرأة هي صاحبته أو خليلته فانه يخلى سبيله ولا يحاكم!! ويمكن القول : ان جميع شعوب العالم تجيز التعدد، ولكن بصور متعددة ومختلفة.

واعتبر أيضاً أن "من حق الزوجة أن ترفض الزواج عليها ولا إثم عليها. ولكن رفضها لا يلزم زوجها بذلك إلا في حالة واحدة فقط وهي أن تكون الزوجة قد اشترطت هذا في عقد الزواج وأن يدون في قسيمة الزواج".