وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

باحثون ومعلمون من مركز "القطان" يزورون مدارس بريطانية

نشر بتاريخ: 05/07/2011 ( آخر تحديث: 05/07/2011 الساعة: 09:54 )
رام الله- معا- قام وفد من معلمي رياض الأطفال والمرحلة الأساسية الأولى من مدارس فلسطينية مختلفة برفقة عدد من الباحثين في مركز القطان للبحث والتطوير التربوي، خلال الفترة بين 17-26/6/2011، بزيارة إلى عدة مدارس بريطانية تطبق منظومة عباءة الخبير في مناهجها.

وذلك ضمن المرحلة الثانية من مشروع "تبادل الخبرات" الذي ينفذه المركز، بالتعاون مع الخبير البريطاني لوك أبووت ومعلمين بريطانيين، بهدف تطبيق مشاريع تعليمية، ضمن منظومة عباءة الخبير.

ومنظومة عباءة الخبير هو توجه تعليمي يتم خلاله تأطير الطلاب في دور شخصيات درامية تكون في موقع الخبير ينفذ مهام يطلبها زبون ما. وهو مصمم لتعليم مواضيع المنهاج، بالإضافة الى اتخاذ مواقف ووجهات نظر من العالم الذي يعيش فيه الطلاب والتدخل فيه من أجل التغيير.

ويهدف برنامج التبادل هذا إلى إطلاع المعلمين المشاركين على خبرات تعليمية عميقة بدءاً بتلك المتعلقة بالنظام التعليمي والإداري في تلك المدارس، ودور المعلم والطالب والمدير، والخطط الصفية، وانتهاء بتلك الخبرات المتعلقة بتطبيقات صفية لحصص متنوعة ضمن عباءة الخبير بإسناد من المعلمين البريطانيين المستضيفين.

وتضمن برنامج الزيارة يوماً دراسياً بإشراف البروفيسورة دوروثي هيثكوت، مبتكرة مفهوم عباءة الخبير في بريطانيا والعالم. وأعد هذا اليوم الدراسي خصيصا للمعلمين الفلسطينيين، وبمشاركة معلمين وطلاب دراسات عليا من جامعات ومدارس مختلفة في بريطانيا، حيث تناولت فيه هيثكوت مفهوم عباءة الخبير الذي يعتمد بالأساس على بنية تعليمية يأخذ فيها الطلاب أدوار الآخرين، ومنظور شخصيات، وتحمل مسؤولية إدارة مشاريع متنوعة يتقاسم فيها الطالب والمعلم السلطة في اتخاذ القرارات وتنفيذ المهمات.

وتحدث هيثكوت أيضاً عن مبدأ "دينترايت" ضمن منظومة عباءة الخبير؛ أي تفعيل فكرة رئيسية لتوليد أفكار متعددة وإنتاج الكثير من الفعل وفق هذه الأفكار.

كما تخلل برنامج التبادل زيارات بين المعلمين ومدارس بريطانية أخرى تطبيق منظومة عباءة الخبير في التعليم، وجلسات تقييم، ولقاءات حوارية جماعية وفردية للمشاركين.

وأكد د. نادر وهبة، الباحث الرئيسي في مركز القطان أن المعلمين الفلسطينيين المشاركين في المشروع، تمكنوا من تطبيق تجارب تعليمية ضمن توجه عباءة الخبير في مدارس بريطانية وبمساعدة من معلمين بريطانيين، وذلك بعد التخطيط وبناء الخطة المرنة وتنفيذها.

وأشار وهبة إلى إن برنامج التبادل يهدف إلى إنشاء ممارسات تربوية جديدة، بحيث يصبح المعلم الفلسطيني أكثر خبرة ومهارة في استخدام منهج "عباءة الخبير" في التعليم، وإكسابه مهارة ومعرفة كافية لرفع الخبرة الفردية التي تؤهله لتمرير تجربته لمعلمين فلسطينيين آخرين، للاستفادة منها وتطويرها.

وأضاف: "يهدف هذا التبادل إلى تطوير معلمين مدربين وتأهيلهم في أسلوب عباءة الخبير من أجل تعليم تكاملي مغاير يعتمد بشكل أساسي على الدراما في التعليم، وعباءة الخبير، والتعليم عبر المشروع".

وفي السياق نفسه، قال أبووت: "إن تأثير برنامج التبادل على المعلمين كان واضحاً تعليمياً من خلال عرض التجارب والتخطيط المتقن والمرن لـ"عباءة الخبير"، وهذه تجربة استثنائية للمعلمين في التعليم والتعلم، حيث أصبح بإمكانهم الآن نقل التجربة لمعلمين آخرين وتدريبهم، والاستفادة منها في التعليم؛ لأنها تجربة غنية وقيمة على مستوى التعلم والتعليم".

وأكد أبووت" ضرورة تكرار التجربة في السنة القادمة وتطبيق تلك التجارب على مدارس أخرى، من أجل تعميم التجارب والاستفادة منها في تطوير قدرات المعلمين في تطبيق تجارب تعليمية ضمن منظومة عباءة الخبير.

وقالت بثينة ملحم المعلمة في دار الطفل العربي، إحدى المشاركات في البرنامج: "تعلمنا كيف يكون التعليم شمولياً في منظومة عباءة الخبير، وكيف يمكن أن يتعلم الطفل الرياضيات والتاريخ والعلوم معاً في منظومة واحدة، فالطالب في المدارس البريطانية هو مركز التعليم ومحوره، وله حرية كاملة في غرفة الصف بالتصرف والحديث، لكن في نظام، وسأقوم بنقل تلك التجربة لمعلمين آخرين".

وقالت ربى الكيلانى، إحدى المشاركات من مركز "القطان": "تواجدنا في مدارس بريطانية تطبق منظومة عباءة الخبير ساهم في إغناء خبرتنا في الموضوعات التي يطبقونها، وبدا لنا بشكل واضح دور المعلم كمرشد وموجه ومساند. وكان من الملفت لنا تطبيق الخطط والدروس ضمن عباءة الخبير على مدى ستة أشهر متواصلة، حيث ينطلق المعلم بتنفيذ مواضيع المنهاج بعد أن يكون قد أسس فريقاً مسؤولاً لتنفيذ مهمة ما، وبالتالي يتحقق تعليم تكاملي في المنهاج. كما أن التخطيط للحصص مختلف تماماً، فهو مرن ويستند بالأساس إلى أفكار الطلبة".

وقام الوفد المشارك بزيارة إلى مؤسسة عبد المحسن القطان في لندن، وكان في استقبالهم عبد المحسن القطان، رئيس مجلس أمناء المؤسسة الذي تحمل اسمه، وعمر القطان، أمين سر مجلس الأمناء، ومجموعة من الشخصيات المختصة في الدراما، وعباءة الخبير، ومن بينهم: البرفيسور ديفيد ديفيز المستشار الرئيسي للمدرسة الصيفية، وعدد من الباحثين.

وتضمن اللقاء عرض تجارب المعلمين في المدارس البريطانية، ومدى الاستفادة من برنامج التبادل، وتوصيات للعمل في المشروع في المرحلة القادمة.

يذكر أن المرحلة الأولى من مشروع التبادل قد طبق في فلسطين خلال شهر نيسان 2011، وتضمن زيارة معلمين بريطانيين إلى فلسطين مدة أسبوع، قاموا خلالها بالتخطيط لمواضيع متنوعة وتطبيقها مع المعلمين الفلسطينيين في مدارسهم.