|
خلال ندوة طلابية في جامعة بيت لحم: التأكيد على اعتماد وثيقة الوفاق وتشكيل حكومة وحدة للخروج من الأزمة
نشر بتاريخ: 06/10/2006 ( آخر تحديث: 06/10/2006 الساعة: 16:18 )
بيت لحم - معا - نظمت كتلتا "الوحدة الطلابية" و" اتحاد الطلبة التقدمية" في جامعة بيت لحم ندوة سياسية أمس حول مخاطر الصراع الداخلي الفلسطيني ودور وثيقة الوفاق الوطني في الخروج من الأزمة الراهنة.
وذلك بمشاركة كل من فؤاد رزق عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني، ونهاد أبوغوش عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، وحضور مئات الطلبة وعدد من أساتذة الجامعة وقيادات العمل الوطني في محافظة بيت لحم والمهتمين. وأكد فؤاد رزق أن تشكيل حكومة الوحدة الوطنية على أساس وثيقة الوفاق الوطني هي المخرج المناسب من هذه الأزمة الداخلية التي تلحق أفدح الأضرار بالقضية الفلسطينية ولا يستفيد منها سوى الاحتلال الإسرائيلي. وأوضح أن وثيقة الأسرى قدمت حلولا وإجابات واضحة ومحددة على مختلف القضايا والمسائل التي يعاد طرحها وإثارتها، وخاصة لجهة تأكيد مكانة منظمة التحرير الفلسطينية وبرنامجها السياسي الذي كان وما يزال محل إجماع وطني، وأضاف أن التسلح بقرارات الشرعية بما فيها مبادرة السلام العربية يساعد على تقديم برنامج واقعي يلبي الحد الأدنى من حقوق الشعب الفلسطيني ويحظى بقبول عربي ودولي واسعين. ودعا رزق إلى إعادة الاعتبار للكفاح الجماهيري والشعبي الذي كان يمثل الطابع الرئيسي للانتفاضة الشعبية الأولى، وأكد على ضرورة اضطلاع القوى الديمقراطية ومنظمات المجتمع المدني بدورها في إخراج المجتمع والشعب الفلسطيني من الأزمة الحالية ووضع حد للصراع والاقتتال الداخلي. من جانبه رأى نهاد أبوغوش أن ما وصلت إليه الأزمة الداخلية من اقتتال دموي هو نتاج لحالة الاستقطاب الثنائي الحاد الذي بدأ منذ قيام السلطة وتكرس أكثر بعد نتائج الانتخابات الأخيرة، وقال أن هذا الاستقطاب يحول الشعب والقضية الوطنية إلى ضحية لصراع النفوذ والمصالح الفئوية الضيقة التي تطغى وفق آليات هذا الصراع على المصالح الوطنية العليا، وأكد أن خيارات شعبنا ليست محصورة بين نهج الفساد والتفريط من جهة ونهج التشدد والسياسة العدمية من جهة أخرى، بل ينبغي البحث عن صيغة تجمع بين السياسة الواقعية والحفاظ على الثوابت الوطنية، وبين متطلبات إدارة معركة التحرر الوطني والبناء الداخلي بكل نزاهة وشفافية. وأضاف أن العقلية الفئوية هي عقلية فردية استئثارية وغير ديمقراطية، تسعى لاستبدال الهيمنة بالهيمنة فهي تنكر شرعية وجود الطرف الآخر في المجتمع الفلسطيني، مما يقود إلى تغليب التناقضات الداخلية على التناقض الرئيسي مع الاحتلال، ويفتح الباب واسعا أمام تنفيذ مخططات الحكومة الإسرائيلية لفرض حل أحادي الجانب بحجة غياب الشريك الفلسطيني. وشدد على أن ضرورات تشكيل حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية ليست نابعة فقط من توازن القوى داخل المجتمع ومخاطر انزلاقه نحو هاوية الفتنة، بل من الطابع الوطني التحرري لنضالنا السياسي وضرورات تعبئة كل قوى الشعب وإمكاناته في مواجهة الاحتلال ومشاريعه. وقدمت خلال الندوة التي أدارها الطالب ساجي أنور قمصية مداخلات وتعقيبات لعدد من الأساتذة وممثلي الكتل الطلابية حيث أكد الدكتور محمد بريغيث أستاذ علم النفس في الجامعة أن مختلف تشكيلات الطيف السياسي والوطني من قوى يسارية ووطنية وإسلامية هي مكونات لهوية وطنية واحدة هي الهوية الفلسطينية التي تجمع بين هذه الألوان وتغتني بها كما أن العلاقة بين هذه التشكيلات والألوان لا يفترض بها أن تكون تناحرية أو تقود إلى الصراع الدموي. من جانبها تساءلت الدكتورة منى مطر عن دور القوى الأخرى من خارج معسكري فتح وحماس والتي تضم قوى سياسية ومنظمات مجتمع مدني وفئات واسعة من المستقلين، وأكد على ضرورة تحرك هذه القوى لمنع انزلاق شعبنا الفلسطيني نحو الاقتتال الداخلي وللحفاظ على مصالح مختلف الفئات والطابع الديمقراطي للمجتمع وعلى مسيرة التحرر الوطني. وأكد ماهر الوحش عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية على أن تشكيل حكومة وحدة وطنية ائتلافية على قاعدة الشراكة في تحمل المسؤوليات واتخاذ القرارات هي المخرج من الأزمة الحالية، وقال أن قضايا الناس ومطالبها لا تحل بالبيانات والعود الوهمية بل بالعمل والحلول الواقعية الملموسة وأكد على مشروعية إضراب الموظفين ومطالبهم داعيا إلى قطع الطريق على الفتنة وتغليب صوت العقل والمنطق واعتماد لغة الحوار في حل المشاكل الداخلية. |