|
اشتية: المصالحة هي سيف معنا وليست سيفا مسلطا على رقابنا
نشر بتاريخ: 07/07/2011 ( آخر تحديث: 07/07/2011 الساعة: 21:37 )
رام الله-معا- قال د. محمد اشتية عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، ورئيس مجلس أمـناء الجامعة العربية الأميركية إن المصالحة هي سيف بيدنا وليست سيفاً على رقابنا، وإن الوطن أغلى من الأشخاص، وإن الحرية والكرامة أغلى من رغيف العيش.
جاء ذلك في حفل تخريج الفوج الثامن من خريجي الجامعة الأميركية في جنين مساء اليوم بحضور السفير المصري ياسر عثمان. وأضاف د. اشتية أنه "إذا كان الخيار بين المصالحة والخبز فإننا نريدهما معاً ولكن المصالحة أولاً، وإذا كان الخيار بين القدس والخبز فإننا نريدهما معاً ولكن القدس أولاً، وإذا كان الخيار بين اللاجئين والخبز فإننا نريدهما معاً ولكن اللاجئين أولاً، فليس بالخبز وحده يحيا الانسان، وإن الحرية والكرامة وعزة النفس هي بأهمية الخبز بل أكثر." ووجه د. اشتية رسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يقول فيها: "ليس أشد عمى من هؤلاء الذين لا يريدون أن يبصروا، وأقول إن التاريخ علمنا أن الماس يقطعه الماس، مذكرا إياه بقول الشاعر:" ولكل شيء آفة من جنسه حتى الحديد سطا عليه المبرد". وخاطب الطلبة والحاضرين قائلا: "وباسمكم نقول لنتنياهو إن القدس ليست اورشليم، وإن أحمد ليس شلومو وإن نابلس ليست شخيم، وإن أريحا ليست يريحو، ومهما زورتم من التاريخ ومهما زورتم من الجغرافيا فإن أرض فلسطين فلسطينية وعربية، وإن نبتة من بروكلين لا تعيش في تربة فلسطين، نحن أبناء هذا التراب منه جبلنا وإليه نعود." وأشار د. اشتية أن الرئيس أبو مازن يخوض معركة صمود أمام الضغوط التي تريد أن تثنيه عن التوجه للأمم المتحدة من أجل الاعتراف بفلسطين دولة على حدود عام 1976، قائلا: "لن تثنينا التهديدات بوقف الخبز عنا، إن أمهاتنا يعرفن كيف يخبز العجين، وإن زيتوننا لا يقطر دمعاً بل زيتاً أيضاً، وإن أرضنا ليست بعاقر فلنعتمد على ذاتنا لكي ينخفض سقفنا السياسي". وأوضح د. اشتية أنه إن لم تكن المفاوضات جدية فلا نريدها، وإذ لم تشمل القدس واللاجئين والحدود والمستوطنات والمياه والأسرى فلا نريدها، وإن لم يتوقف الاستيطان لا نريدها، داعيا إلى الاحتكام للمجتمع الدولي: "بعد غد سيعترف العالم بدولة جنوب السودان، ألم يحن الوقت للعالم أن يعترف بنا، ونحن أصحاب ثقافة وأبناء حضارة ومؤسساتنا راسخة في الأرض، فبلدية نابلس أقدم بمائة عام من وزارة الحكم المحلي، وبلدية القدس وجنين والخليل أقدم من دولة إسرائيل." وأضاف: "باسمكم أقول لسيادة الرئيس أبو مازن، اذهب ونحن معك، فالشرعية الدولية والقانون الدولي مهمة لنا كآليات لإنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف وليكن قرار 181 شهادة ميلاد دولتنا الفلسطينية، وإذا كانت المفاوضات بمرجعية واضحة ومعها يوقف الاستيطان، فإن ذهابنا للأمم المتحدة يعزز المفاوضات وكلاهما ليس بديلاً عن الآخر، والعالم يجب أن يعلم أن حق تقرير المصير للشعوب ليس قضية تفاوضية". إلى ذلك، نوه د. اشتية إلى أهمية هذا اليوم الذي يولد فيه فوج جديد من متعلمي فلسطين: "فلسطين التي علمتنا أن الضربة التي لا تميتني تقويني، وإننا نعلو فوق جراحنا ليرتفع علم الوطن، وإن عتمة السجون ما هي إلا منارات تضيء دروب المستقبل لفلسطين الحرة المحررة والعامرة بالحرية والديمقراطية." وأوضح د. اشتية للخريجين أن نظاماً لا يعبر عن نبض شعبه لن يكتب له البقاء مهما طال الزمن، وأن الحرية والنصر هي دائما للشعوب: "علمتنا الحياة أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان، وأن للعملة وجهين، وأن عصفوراً باليد خير من عشرة على الشجرة، وأن التاريخ القريب علمنا أننا نموت ليحيا الآخرون، مات بوعزيزي في تونس ليحيا ملايين المقهورين الفقراء في تونس، وإن ميدان التحرير أصبح على مسافة قريبة من قلوب شباب مصر ليصبح ميدان التحرير والحرية." واختتم د. اشتية خطابه بالتبريك لشعب فلسطين بهذه الدفعة الجديدة من متعلميه: "إن الجامعة تودعكم اليوم لتستقبل غيركم غداً، وهذه سنة الحياة نموت ليحيا غيرنا، ونخرج لنفسح الطريق للآخرين، بوركت خطاكم، بوركت أقلامكم التي كتبت بالعلم اسم فلسطين بورك الكي بورد اللي طبعتوا فيه على فيس بوك عاشت فلسطين وعلى تويتر كتبتوا (Follow me). غداً تصبح الجامعة صوراً من الماضي، ذكريات تحت شجرة الزيتون، ضحكات في الكافتيريا، مجادلة سياسية أمام مجلس الطلبة، غداً يوم آخر ولكن مختلف، فسوق العمل ليس مثل ساحات الجامعة، وجلوسكم هنا بشهادة الجامعة وعمدائها تقول إنكم الناجحون، ألف مبروك." |