وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مركز القطان للبحث والتطوير التربوي يطلق فعاليات المدرسة الصيفية

نشر بتاريخ: 10/07/2011 ( آخر تحديث: 10/07/2011 الساعة: 09:19 )
رام الله -معا- تنطلق غداً في سنتها الخامسة، فعاليات المدرسة الصيفية "الدراما في سياق تعلمي" التي ينظمها مركز القطان للبحث والتطوير التربوي في مدينة جرش الأردنية، خلال الفترة ما بين (11 – 23 تموز 2011) التي تتضمن مساقات تراكمية صيفية، على ثلاثة مستويات تعليمية على مدار ثلاث سنوات، حيث يمنح المشاركون المستوفون لكل متطلبات المدرسة في نهايتها شهادة دبلوم مهني في مجال الدراما في التعليم، وكي يتمكن المعلم المنخرط في البرنامج من الانتقال من مستوى إلى مستوي أعلى، عليه إتمام جميع المتطلبات النظرية والتطبيقية السنوية الواردة في كتيب الطالب.

وتهدف المدرسة الصيفية بجميع مستوياتها إلى تكون شامل للمشاركين في مجال فهم "الدراما في التعليم" وكيفيات التخطيط لها وتوظيفها منهاجياً وفنياً، وتمكن المعلمين من تعليم الشكل الفني وتعليم القضايا الحياتية كسياق فاعل تعليمي، وتحفيز دافعية المشاركين بإتجاه تطوير مستوى عال من القدرة التخيلية والنقدية والتحليلية في مجالات التطبيق المهني.

ويشارك في المدرسة الصيفية لهذا العام، 67 معلماً ومعلمة من فلسطين، ومصر، وسوريا، والمغرب، إلى جانب أساتذة ومشرفي مساقات من فلسطين، واستراليا، وبريطانيا، واليونان، ويضم فريق الأساتذة على مستوى السنة الأولى "كوستاس أمويروبولس، ومالك الريماوي، ومستوى السنة الثانية وسيم الكردي، ومستوي السنة الثالثة "لوك أبووت".

وصممت المدرسة على ثلاثة مساقات متنامية على مدى أعوام الثلاثة، بعقد لقاء سنوي مدته أسبوعين في مدينة جرش الأردنية، يتضمن مساقات تراكمية ومادة نظرية وتطبيقية في مجال الدراما في التعليم، ويتضمن خلاله لقاءات مدرسية وجلسات جماعية وفردية مرتبطة في محتوى البرنامج، وبعد الانتهاء من انعقاد المدرسة، يتم الشروع في برنامج قراءات لجميع المستويات على مدار العام مختصة في تعليم الدراما على ان يتم تنفيذ ورشة تعليمية حول تلك التجربة، من أجل تقييمها وتطويرها، ومع نهاية شهر نيسان من كل عام، يقدم المشاركون في المدرسة سجلات لطاقم البرنامج من أجل تقييمها، وسيكون بمثابة فحص سنوي لاجتيازه وللالتحاق بالمستوي التالي.

وقال وسيم الكردي، المدير الأكاديمي للمدرسة، ومدير مركز "القطان" للبحث :"ما يميز المدرسة لهذا العام هو تطوير المحتوى التعليمي، واستضافة أستاذة وخبراء جدد في حقول تعليمية جديدة، واستحداث مساق ثقافي له علاقة بالثقافة والتحول الاجتماعي، وترجمة مواد عديدة وقراءات مختلفة حول نظريات المسرح عبر العصور، كمواد إثراء للمعلمين، إضافة إلى نظام جديد للمتطلبات التي يتوجب من الطلاب اجتيازه بنجاح، في الماضي كان مطلوب من طلبة المدرسة بعد الانتهاء من المساق الصيفي إن يتجوز سجلاً من المتطلبات، يتضمن المساق الصيفي، وتطبيقات صفية، ومراجعة وقراءات، وورش تطبيقية، وهذا النظام سيبقى لطلبة السنة الأولى.

وأشار الكردي الى أن مطلوب من طلبة السنة الثانية بحث تأميلي على تجربة، ومطلوب بحث تطبيقي من طلبة السنة الثالثة،قضية معينة، وينبغي إن تكون تلك الأبحاث في السنتين تستند على ممارسة تعليمية تطبيقية، يكون فيها المعلم باحثاً، ومستفيد من المساق الصيفي من ناحية، والقراءات النظرية من ناحية أخرى، ويقدم رؤية جديدة من خلال تحليله إلى عمله في هذا الإطار، وسيتم إسناد هذا التوجه بإقامة حلقة بحثية للمعلمين والمعلمات، في شهر تشرين الأول لهذا العام، تمنحهم إمكانية تطوير رؤيتهم البحثية.

وأضاف "برنامج الدراما في سياق تعلمي/المدرسة الصيفية، لا يقوم على اعتبار الدراما أسلوب ووسيلة تعليمية، بل اعتبار الدراما سياق تكاملي، يتيح للمعلم والمتعلم بناء خبرة مشتركة ابتداء من التخطيط، واكتساب المعرفة والمهارة وتنمية الخيال، وتقدير الفن، وصولاً الى عملية تقييم مستمرة خلال العمل، من أجل تأمل الممارسة، ودفعها إلى مستوي جديد من التعلم".

ويبين الكردي ان الدراما تمنح إمكانية إقامة سياقات تعليمية تكاملية تضع الحياة وموضوعاتها ضمن رؤية علاقية ، وهذا ينسجم مع توجهات وسياسات المنهاج الفلسطيني التي تقوم على اعتبار التعليم في المرحلة الأساسية تعليم تكاملي.

وأكد الكردي إن المدرسة الصيفية :"لقد خرجت فوجين من طلبتها، وهي الآن في صدد انطلاقها وتخريج الفوج الثالث من المدرسة، ويخطط مركز "القطان" حالياً لإقامة مدرسة للمعلمين في فلسطين لرافدي المدرسة الصيفية في كل عام".

وقالت المعلمة كريمة عوض الله، سنة ثالثة في المدرسة الصيفية "تجربة غنية بكل ما تحمله من معاني، فالفائدة كبيرة على كافة الأصعدة العلمية والمعرفية والثقافية والاجتماعية في استخدام الدراما في التعليم، داخل الغرفة الصفية. كما انها عملت على تطوير قدراتي في أن أكون معلمة حرة، وأن أعمل على تغيير مفاهيم كثيرة فيما يخص عمليتي التعلم والتعليم.

وأضافت: "أما هذا العام، فالوضع مختلف، وأول مرة يكون طلبة فلسطينيين من الضفة الغربية والقطاع وفلسطيني الداخل، وكأن المدرسة ستعمل على توحيدنا ولقاءنا في بقعة تعليمية واحدة فضلاً عن الطلبة العرب من الدول العربية المشاركين في المدرسة الصيفية، وتبادل الخبرات بين بعضنا البعض".

ويتناول مستوي السنة الأولى في المدرسة الصيفية أبعاداً محورية في مجال الدراما في التعليم، ويمنح المشاركون في نهايته شهادة في الدراما في التعليم، وسيبحث هذا المستوي في أساسيات الفن الدرامي في التعليم، من خلال فحص تفصيلي في قضايا مركزية لها علاقة بالتعلم داخل الشكل الفني ومن خلاله، بينما يتناول مستوي السنة الثانية أبعاداً محورية في مجال الدراما في التعليم، ويمنح المشاركون في نهايته شهادة متقدمة في الدراما في التعليم، ويبحث هذا المستوي في مجموعة من الأدوات المتوفرة لمعلم الدراما لمساعدته في بناء الدراما للتعليم، وبخاصة توظيف عباءة الخبير.

ويتناول مستوى السنة الثالثة أبعاداً أساسية في مجال الدراما في التعليم، ويمنح المشاركون في نهايته شهادة الدبلوم في الدراما في التعليم، وسيتم التركيز على تطوير عمل الطالب نفسه، من خلال تهيئة الفرصة لإنشاء الأبنية الدرامية وتدريسها للطلاب الآخرين باستخدام الدراما التكوينية. كما سيتم العمل على استكشاف علاقة علم الدلالة بالدراما، ومجموعة من الأدوات المتوفرة لمعلم الدراما من أجل مساعدته على تشكيل الدراما للتعليم.

وفي السياق نفسه، قالت روان سمندر، منسقة المدرسة الصيفية "شهدت المدرسة الصيفية لهذا العام، إقبال ملحوظ ومتابعة مستمرة من المعلمين، وهذا دليل على نجاح ومدى تأثير المدرسة الصيفية على المعلمين، ومن المتوقع مشاركة معلمين من القطاع، حيث تم التنسيق معهم ومع كافة الجهات الرسمية من أجل تسهيل وصولهم الى الأردن".

وأشارت سمندر الى أن برنامج الدراما في التعليم يشجع التفكير الفردي والجماعي، والحوار والجدل حول القضايا المهمة في الدراما في التعليم، بطريقة الاستكشاف والتحليل والخيال. تتسم المستويات الثلاثة بالتنامي في المضامين والأهداف، وبالتقاطع والتكامل في الأساليب والتوجهات حول الدراما في التعليم. وتتواصل الـمدرسة الصيفية، الـممولة من مؤسسة "القطان" بالشراكة مع مؤسسة التعاون.