|
تقرير "معهد تخطيط السياسة للشعب اليهودي": قلق من انخفاض عدد اليهود في العام وخطر الحركات الاسلامية
نشر بتاريخ: 08/10/2006 ( آخر تحديث: 08/10/2006 الساعة: 09:33 )
صالح النعامي- معا- يستعد دينيس روس رئيس مجلس ادارة "معهد تخطيط السياسة للشعب اليهودي" التابع للوكالة اليهودية، ورئيس مجلس التوجيه المهني فيه لتقديم التقرير السنوي الثالث الصادر عن المركز لرئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود اولمرت.
وسيطلع روس الذي شغل في الماضي منصب مبعوث السلام الأمريكي لمنطقة الشرق الاوسط في عهد إدارة الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون أولمرت على معطيات توصف في إسرائيل بأنها " مقلقة جداً " حول تناقص عدد اليهود في العالم والخطر الديموغرافي الناجم عن إمكانية فقدان اليهود لأغلبيتهم العددية في اسرائيل والضفة الغربية وقطاع غزة؛ إلى جانب تحذير من خطر الحركات الإسلامية في العالم ودورها في تفشي اللاسامية كما يزعم التقرير. فقد حذر التقرير السنوي الثالث للمعهد من مغبة التداعيات الخطيرة لتناقص عدد اليهود في العالم، والذي لم لا يتجاوز حالياً 13 مليون نسمة، بناء على معطيات الوكالة اليهودية. وأشار التقرير إلى أن إسرائيل تضم أكبر تجمع سكاني لليهود في العالم حيث يعيش فيها 5.3 مليون نسمة. وحسب المعطيات التي يوردها التقرير فإن عدد اليهود في العالم ينمو بنسبة قليلة جدا،تؤول إلى الصفر سنويا. واعتبر التقرير أن المسؤول بشكل أساسي عن تدني عدد اليهود هو التعريف الذي تضعه الديانة اليهودية لمن هو يهودي، حيث يعتبر الانسان يهودياً إن كان قد ولد لأم يهودية، بغض النظر عن ديانة والده. وأشار التقرير الى أن اعتماد هذا التعريف ساهم في توجه عدد كبير من اليهود الى التحلل من اليهودية والاندماج في المجتمعات التي يعيشون فيها، سيما في الولايات المتحدة. وينوه التقرير الى أن هذه القضية ظهرت بقوة مع موجات الهجرة الضخمة إلى اسرائيل التي بدأت في العام 1990 واستمرت حتى العام 1999، حين هاجر إلى إسرائيل مليون مهاجر، إذ أن المؤسسة الدينية لم تعترف بيهودية حوالي ثلث المهاجرين، إلى أن اضطر قسما كبيرا منهم للشروع بعملية تهويد جديدة، وحتى الآن هناك 300 ألف شخص في إسرائيل يعتبرون أنفسهم يهودا وترفضهم المؤسسة الدينية، وهناك قرابة 29 ألف مهاجر ضمن عائلات يهودية، حافظوا أو انتقلوا للديانة المسيحية، ولكنهم "ينعمون" بقانون الهجرة القائم. ويضيف التقرير أن عدد اليهود (المعترف بهم) في الولايات المتحدة 5,27 مليون نسمة، ولكن لو اعترف بيهودية اولئك الذين آباءهم يهود لكان عدد اليهود اليوم في الولايات المتحدة عشرة ملايين نسمة. وحسب معطيات الوكالة الصهيونية فإنه في العام 1970 كان عدد اليهود في العالم 12,633 مليون يهودي، ليصل هذا العدد في العام الجاري 2006، إلى 13,08 مليون نسمة، أي أن مجمل الزيادة خلال 36 عاما لم تتجاوز 3,6% فقط، في حين أن عدد سكان العالم في هذه الفترة ازداد بنسبة تتراوح ما بين 60% الى 70% على الأرجح. ويتبين من الإحصائيات، أن عدد اليهود في العام الجاري في إسرائيل بلغ أكثر بقليل من 5,3 مليون نسمة، وهذا ضعف عدد اليهود الذين عاشوا في إسرائيل في العام 1970، والذي بلغ حوالي 2,58 مليون نسمة، وهذا الارتفاع ناجم بقدر كبير عن الهجرة اليهودية الى أرض فلسطين. ويشير التقرير الى أنه خلال السنوات الخمسة عشرة الأخيرة لوحدها ازداد عدد اليهود في إسرائيل بفعل الهجلرة بحوالي 1,2 مليون نسمة. وأشار التقرير الى معطى بالغ الخطورة بالنسبة لليهود في إسرائيل وهو ان نسبة التكاثر الطبيعي لليهود في إسرائيل هي 1,5%، مقابل 2,6% لدى فلسطينيي 48. أما عدد اليهود في إسرائيل في العام 2020 فتتوقع الوكالة الصهيونية ان يرتفع إلى 6,228 مليون نسمة، أي بزيادة 17,3%. ولا يتوقع التقرير يبدو هجرات يهودية ضخمة أخرى إلى إسرائيل، وهذا لأن 90% من اليهود في العالم يعيشون في دول المستوى المعيشي فيها أعلى من المستوى في إسرائيل. أما عدد يهود الولايات المتحدة فقد تراجع من 5,44 مليون نسمة في العام 1970 إلى 5,275 مليون نسمة في العام الحالي 2006، وهذا التراجع ناجم بالأساس، وبنسبة كبيرة، عن انصهار اليهود في مجتمعهم الأمريكي، ونسبة ضئيلة منهم هاجرت إلى إسرائيل. ونوه التقرير الى أن فرنسا تضم ثالث اكبر تجمع لليهود في العالم، حيث يتواجد هناك 492 ألف يهودي، مسجلين تراجعا بحوالي 38 ألف نسمة عن العام 1970، ثم تأتي بريطانيا حيث يعيش اقل بقليل من 300 ألف يهودي، بعد ان كانوا 390 ألفا في العام 70. إلا أن أكبر عملية نزوح لليهود من أوطانهم كانت في دول الاتحاد السوفييتي السابق، التي هاجر منها منذ العام 1990 وحتى اليوم قرابة مليون يهودي، ففي حين عاش في الاتحاد السوفييتي في العام 1970 حوالي 2,151 مليون نسمة، فإن عددهم في دول الاتحاد اليوم لا يتعدى 366 ألف يهودي، بمعنى انه إلى جانب الهجرة الضخمة، هناك عدد أكبرمن اليهود انصهر في مجتمعه، ومنهم أيضا من هاجر إلى دول أوروبية، وبشكل خاص ألمانيا. ويعبر المعهد عن "قلقه"، من غياب سياسة ديمغرافية تهدف إلى تحسين وتيرة تزايد عدد اليهود في العالم بشكل أكبر، ومن بين ما يوصيه المعهد، تشجيع العائلات اليهودية على إنجاب طفل ثالث أو رابع. خطر الحركات الإسلامية: يعبر التقرير بشكل واضح عن قلقه من تداعيات الحرب الأمريكية على العراق. ويضيف " إن الوضع في العراق يثير انتقادات حادة متنامية في الولايات المتحدة، وعلى الأغلب سيكون لها انعكاسات على السياسة المستقبلية للولايات المتحدة، بما في ذلك سياستها في الشرق الأوسط، فعدم الاستقرار في العراق قد يحوله إلى أكبر بيئة للمجموعات الإرهابية المتطرفة العالمية، وأن يتحول العراق أيضا إلى حالة اختبارية لقدرات الغرب، ولهذا الأمر انعكاسات كثيرة على المستقبل ومن ضمن ذلك على سرائيل".. ويشير التقرير الى القنبلة الموقوتة المتمثلة في ازدياد عدد المسلمين في دول الاتحاد الاوروبي. ويضيف" إن عدد المهاجرين المسلمين يزداد في الغرب، وصعوبات استيعابهم إلى جانب تطرفهم الديني، يشكل مشكلة ذات انعكاسات متوقعة على الجاليات اليهودية".. ويواصل التقرير " إن التغير المركزي في العمليات التفجيرية الأخيرة التي وقعت في بريطانيا وإسبانيا وهولندا وأماكن أخرى في أوروبا يكمن في حقيقة ان هذه التفجيرات تم تنفيذها بمساعدة وتخطيط مسلمين أوروبيين، أبناء الجيل الثاني للمهاجرين الذين ولدوا ونشأوا في أوروبا".. ويهاجم التقرير الدين الاسلامي قائلاً " أن المساهمة الأساسية للإسلام المحافظ في تنمية اللا سامية تكمن في الدعاية المعادية لليهود من النوع القديم ضمن: سلسلة كتب ومواقع انترنت ومواعظ في المساجد، والقصة المحزنة حول علاقة النبي محمد بيهود المنطقة العربية، ومكانة اليهود كدين أقلية وضيع في الشريعة".. ويواصل التقرير مزاعمه "إن المعركة المعادية لليهود تتسع، وتشمل في هذه الفترة "برتوكولات حكماء صهيون"، التي تظهر بحلل جديدة في الشاشات العربية تقريبا سنويا، وتنتشر الكتب في الأحياء الإسلامية في أوروبا".. ويستخلص التقرير قائلاً " على خلفية غزارة الدعاية المعادية لليهود، كجزء ثانوي، ولكن غير منفصل عن الحياة اليومية، بإمكاننا ان نتوقع استمرار الاحتكاك باليهود، وحتى أن يتصاعد، وهناك احتمال أكثر من ذي قبل، بأن تختار شبكات وتنظيمات مستقلة بإيعاز من تنظيم القاعدة، المس بمؤسسات يهودية كأهداف سهلة، في حين ان الأهداف الصعبة، مثل السفارات، محاطة بالحماية، وهذا ليس فقط في أوروبا بل أيضا في شمال أمريكا وفي جنوب شرق آسيا". توظيف المحرقة: يدعو التقرير بإسهاب الى مواصلة احياء ذكر ى ما اسماه بـ " المحرقة " التي تعرض لها اليهود خلال الحرب العالمية الثانية، وإلى عدم إسقاط مسألة "المحرقة" عن جدول أعمال جميع الدول والمجتمعات التي يعيش اليهود فيها. ويضيف التقرير قائلاً " الذاكرة التاريخية هي مركّب أساسي ومميز خاص للهوية اليهودية، على صعيد الفرد، والصعيد العام ". ويضيف "تذكّر" هي وصية أساسية في اليهودية، ولها أهمية مركزية من ناحية التواصل التاريخي والشعور بالمصير المشترك، فالكارثة (المحرقة) هي إضافة مأساوية " ويوصي التقرير بتنظيم حملات دعائية واعلامية لتذكير العالم بالمحرقة عن طريق زيادة النصب التذكارية والمعاهد والمتاحف التي تخلد ذكراها. التكامل مع اسرائيل على صعيد العلاقات الخارجية: يدعو التقرير الى أن يواصل اليهود لعب دوراً مؤثراً على الأحداث في العالم. ويضيف التقرير " فهناك فرصة ليتحول الشعب اليهودي إلى لاعب هام أكثر بالشكل الذي يلائم أجواء العولمة، هذا من جانب، ومن جانب آخر (استغلال) كِبَر حجم وظيفة الحضارات على الصعيدين العالمي، والدولة، ولهذا فهناك مبرر للتفكير في التخطيط والعمل ضمن "سياسة خارجية للشعب اليهودي"، بمعنى عدم الاكتفاء بسياسة إسرائيل الخارجية ". ويرى التقرير أن المنظمات اليهودية مطالبة بتحقيق اربعة أهداف رئيسية في تحركها الدولي، وهي: دعم اسرائيل وسياساتها، ومواجهة اللاساميثة والمطالبة بدفع تعويضات (لضحايا النازية)، ومعالجة قضية الهجرة اليهودية لإسرائيل. ويحث التقرير على تعزيز علاقات اليهود ومنظماتهم بقوى عظمى صاعدة، وتحديداً الصين واستغلال الفرص لتحسين العلاقات مع مؤسسات الاتحاد الأوروبي. ويحث التقرير على ضرورة استغلال التطورات السكانية في الولايات المتحدة سيما ازدياد عدد الأمريكيين من أصول أسبانية ومحاولة كسب اليهود لهم. ويشير التقرير الى الأمريكيين ذوي أصول اسبانية "كأقلية متنامية"، بوتيرة أعلى من باقي المجموعات السكانية الأمريكية، وأن من بينها "يتبعون للكنيسة الكاثوليكية ويتبنون أفكارا لا سامية"، إلا أن التقرير يدعو إلى توثيق العلاقة مع هذه المجموعة نظرا لوزنها الانتخابي المستقبلي. ويتوقع التقرير ازدياد الوزن السياسي للأمريكان الإسبان، ولهذا يرى انه على "الجالية" اليهودية، ان تبادر منذ الآن لتعزيز العلاقات والروابط مع الأمريكان الإسبان، على مستوى الأقاليم والولايات، وأيضا على المستوى العام، وينتقد التقرير بعض المنظمات اليهودية التي تهمل الأمريكان الإسبان، ويدعوهم للإسراع بإقامة روابط معهم. ويدعو التقرير الى رفع مستوى عمل المنظمات اليهودية أمام الأمم المتحدة وتنظيمات دولية "من أجل الحصول على إنجازات أفضل" |