|
إعلاميون واعلاميات يطالبون بتغيير السياسات الجندرية في وسائل الإعلام
نشر بتاريخ: 11/07/2011 ( آخر تحديث: 11/07/2011 الساعة: 09:53 )
غزة- معا- نظمت مؤسسة فلسطينيات عبر نادي الإعلاميات الفلسطينيات ورشة عمل حول وسائل الإعلام والنوع الاجتماعي برعاية منظمه التربية والعلوم "اليونسكو" بحضور العشرات من الصحفيين والصحفيات وممثلين عن مؤسسات المجتمع المدني وكتاب ومثقفين وعضوات النادي وذلك في مطعم مارناهاوس في المدينة.
وافتتحت الورشة منسقة النادي في غزه منى خضر مقدمة نبذة عن النادي والنشاطات والفعاليات التي نظمها منذ تأسيسه في أوائل عام (2009) والهادفة إلى صقل وتطوير مهارات الإعلاميات لتبني قضايا المرأة ضمن سياقها الاجتماعي والثقافي. وأوضحت أن النادي بصدد الانتهاء من الدليل الإعلامي الذي يتضمن معلومات عن الاعلاميات ويعمل حاليا على إجراء مقابلات للدليل المهني للمرأة الفلسطينية بهدف نماذج نسائية ناجحة في جميع الوظائف من كل المناطق في الأراضي الفلسطينية، كما يسعى النادي إلى توفير فرص عمل لحديثات التخرج، لافتةً أن النادي نفذ عدة ورش عمل ذات علاقة بواقع الصحفيات وسبل تطوير أدواتهن للوصول إلى جودة في نوعية الرسالة الإعلامية المقدمة للجمهور. وقدم الكاتب والمحلل الإعلامي هاني حبيب مداخلة أشار فيها أن الموضوع المطروح للنقاش لا يحمل جديد رغم كل الحراك المؤسساتي السابق حول المعالجة الإعلامية للنوع الاجتماعي والتي لم تؤت بثمارها بعد، ولكن هذا الإصرار على معالجة هذه القضية يدلل على أن المرأة الإعلامية ما زالت لديها العزيمة كي يصل الإعلام ويعالج كل القضايا. وإعتبر حبيب أن الإعلام الفلسطيني تناول قضايا المرأة ببالغ الجرأة في موضوعات معينة وكان خانعاً في قضايا أخرى جوهرية، وتعامل بسطحية في جوانب عديدة وصور المرأة الضعيفة والجاهلة والصامتة على القهر. وتطرق حبيب الى الفرق ما بين الإعلامي والصحفي وأهميه الحرص في استخدام المصطلحات لعدم الوقوع قضايا السطو على الحقوق. وأشار إلى الإعلام الجماهيري والذي يعد من أكثر وسائل الإعلام خطورة كون رسالته تصل بهدوء وتروى وبشكل عميق ومؤثر للجمهور المستهدف مؤكداً أن الإعلام تعاطي مع قضايا المرأة بمعزل عن سياقها الاجتماعي والثقافي وكأنها مقلوعة الجذور وبشكل صنمي جامد. فيما تناولت الكاتبة والصحفية دنيا الأمل إسماعيل في مداخلتها حول الإعلام النسوي أشارت فيها أن موضوع وسائل الإعلام والنوع الاجتماعي هو موضوع شديد التشابك والتعقيد ولا يمكن نزع المرأة عن سياقها الاجتماعي والثقافي وإلا سينعكس ذلك على طريقة تعاطي المرأة مع ذاتها ومحيطها. وانتقدت الإعلام النسوى الذي يفتقد في بعض الأحيان إلى رؤية ويحصر المرأة في جنسها النسائي، ويعزلها عن المحيط الاجتماعي الذي يتشارك فيه النساء والرجال وهذا ما لا تنتبه إليه وسائل الإعلام. وأوضحت أن المرأة العاملة في وسائل الإعلام تنفذ سياسات ولا تصنعها وبالتالي تتبع للنظرة ا لتقليدية لمسؤلي التحرير في المجلات النسوية، موجهة النقد لبعض الصحفيات التي تتبني الرؤية الذكورية في كتاباتها ولا تدعم المرأة مشددة على ضرورة أن يكون لدى الهيكلية الإعلامية إلمام ورؤية نسوية، منوهةً أن الإعلام الناقل والعاكس للواقع السيئ لا يمكن أن يحرز أي تقدم لأن وظيفة الإعلام ليس عكس الواقع بقدر ما هو أداة تغيير مجتمعي نحو الأفضل ويحسن من مكانة المرأة. وشددت إسماعيل على أهمية وجود إعلام جندري يتشارك في المساحة والمضمون والرسالة ويعطي أهمية لقضايا المرأة من منظور تنويري. وانتقدت وسائل الإعلام التي لم تتطرق إلى أوائل الإعلاميات الفلسطينيات اللواتي نجحن واحترفن العمل الإعلامي في الخارج ولم يتم تسليط الضوء عليهن من أمثال أسماء طوبي، سمية عزام وغيرها. وأوصت إسماعيل بضرورة التركيز على المدخل المفاهيمي والاجتماعي والثقافي عند التعاطي مع قضايا المرأة وابتكار وجهة أخرى لوسائل الإعلام ترتكز إلى الولوج إلى عمق السياسات ومقاطعة الإعلام الذي ينتهك حق المرأة. وفي نهاية الورشة التي أدراتها الإعلامية رشا فرحات فتح باب النقاش والمداخلات من قبل المشاركين. |