وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الفتى عز الدين إسليم: أطمح لأمثل وطني في أولمبياد السباحة

نشر بتاريخ: 11/07/2011 ( آخر تحديث: 11/07/2011 الساعة: 19:43 )
غزة- معا- يطمح الفتى عز الدين أسامة إسليم ابن الحادي عشر ربيعاً أن يصبح سباحاً مشهوراً، وأن يمثل وطنه فلسطين في الأولمبياد الدولية، أسوة بكل شعوب العالم.. ورغم مرور 63 عاماً على احتلال وطنه، إلا أن هذا الأمل لا يفارق هذا الفتى، الذي يملأه التفاؤل يوماً برفع علم بلاده على ساريات البطولات الرياضية، وأن يصعد على منصات التتويج محرزاً ميدالية، يعتبرها دين عليه لوطنه وشعبه.

بهذه الكلمات واجهني عز الدين، داخل مخيم "نصرت بالشباب" بمنطقة الدرج شرق غزة، الذي تطلقه اللجنة المركزية.

عز الدين أو عز كما يناديه أقرانه داخل أسوار المخيم محدود الإمكانات على أرض نادي الدرج، بدأ كأنه يحمل عتاباً على المعنيين والإعلام، الذين يغفلون عن الكثير من الإبداعات الصغيرة، التي يطمح أن تصبح يوماً حقيقة.

ويعبر عن ذلك بقوله: أليست هذه مخيمات الشباب، وركزت هذا العام بقرار من الحكومة على أجيالنا، الذين يمثلون الغالبية الكبرى داخل شعبنا، فلماذا تغفلون عنا؟.. لم أكن أتوقع أن يكون هذا الفتى، الذي أوقف اللعب بمضرب كرة الطاولة وهو يحدثني، وكأنه وجد مبتغاه ليعبر عما يجول في خاطر نحو 150 طفلاً من عمره، داخل نادٍ يكاد يضيق بهذه المواهب.وجهت حديثي له، ما هي المواهب، التي تملكها: رد بالقول هناك الكثير من الجوانب الرياضية كالسباحة، التي أهواها وأطمح أن أكون سباحاً حقيقياً.. ألم ينعم علينا الله عز وجل بهذا البحر، في إشارة للبحر المتوسط الممتد على ساحل قطاع غزة؟

رد بهذا السؤال الإنكاري، لا لينتظر جواباً..ليكمل لماذا لا نستغل هذه النعمة، ونعد مزيداً من السباحين، خاصة من أصحاب المواهب.

وعن باقي مواهبه يعدد عز الدين المقيم في حي الدرج بغزة، ويعمل والده مدرساً في قطاع التعليم الحكومي، السباحة، وكرة الطاولة، والرماية، إلى جانب النشيد، كونه قد حباه الله بصوت جميل.

كغيره من أبناء بلداته، يعتمد عز الدين، الذي بدأ يتحدث بجرأة مرتدياً فانيلة بيضاء تشير إلى اسم مخيمه، ووضع على رأسه قبعة خضراء، يعتمدون على الجهود الشخصية في الارتقاء بمواهبهم من خلال التوجه للبحر مع الأهل، لكنه يتطلع إلى تطوير مواهبه في دورات للسباحة بأنواعها، خاصة أنه يجد دعماً وتأيداً من الوالدين، والأهل والأصدقاء.

يقول مشرف المخيم نائل راضي إنه استطاع من خلال المنشطين الوقوف على العديد من القدرات المخزونة لدى هؤلاء الفتية، والعمل بالقدر المستطاع على تنميتها وتفعيلها، عبر إفساح المجال لهم لأخذ وقتاً أطول في التدريب، وكذلك تقديم المحفزات المعنوية والجوائز لتقديم المزيد من الإبداع.

ويذكر أن القائمين على المخيمات هذا العام، استطاعوا توسيع المجالات، التي يمارسها روادها، كالبرامج الرياضية، والثقافية، والترفيهية، والكشافة، وغيرها من المعارف..

كما ربط القائمون رواد المخيم بتاريخهم المطموس وجغرافيتهم، التي تعيقها الحدود بإطلاق أسماء المدن المحتلة، كحيفا، التي هجرت عنها أسرة والدته عام 1948، ويافا الشقيقة الأخرى للبحر، وباقي المدن الساحلية كالمجدل، وعكا، واللد، ولم ينس القائمون العاصمة السليبة القدس.

رأفت لولو مسؤول المخيم، يوضح أن المنشطين والمشرفين تم اختيارهم هذا العام من أصحاب الكفاءات والأكاديميين، للمساهمة في تتبع هذه الإبداعات بعين فاحصة، ويقوم المشرفون بتطويرها بالقدر المتوفر، قبل أن يتم نقل تقرير كامل بشأن كل مشارك، وطريقة الاهتمام به وتطويره خلال العام.

تركت عز الدين لأتحدث لمبدع آخر، وعيني ترقبه، ولسان حاله يقول: لعلي قد أوصلت صوتي ليسمعه المعنيون، ونجد مزيداً من الاهتمام والعناية لنخدم وطننا، الذين ينتظر رجالات المستقبل.