|
"ضحية" حرب لبنان الثانية يتحدث عن أسباب الهزيمة بعد 5 سنوات على الحرب
نشر بتاريخ: 12/07/2011 ( آخر تحديث: 13/07/2011 الساعة: 09:03 )
القدس- معا- قبل 5 سنوات وفي هذا اليوم بدأت الحربُ، والتي وقع "ضحيتها" قائد الجيش الاسرائيلي آنذاك دان حالوتس، وتم تحميله المسؤولية عن الفشل الذي لحق بالجيش الاسرائيلي في تلك الحرب ما اجبره على التخلي عن منصبه، ولم تكن فقط نتائج لجنة التحقيق برئاسة القاضي فينوغراد وما ذكره عن قلة الخبرة والاخطاء التي وقع فيها حالوتس، وانما الموقف الاسرائيلي العام والحكم عليه وتحميله كامل المسؤولية.
وبعد هذه السنوات توجهت صحيفة "معاريف" لدان حالوتس في محاولة لفتح هذا الملف واستحضار بعض تفاصيل حرب لبنان الثانية وما بعدها. دان حالوتس، ماذا تعلمت في الخمس سنوات الماضية؟ تعلمت ان كل شئ قد يرتفع ويسقط على الاشخاص، تعلمت العمل كطاقم، طوال الوقت عملت ضمن طاقم، وعلى الطيار أن يعمل دائما ضمن طاقم، ولكن الحكمة اختيار مجموعة من العقول واستخلاص اقصى ما يمكن، ودائما يجب ان تدرك تماما موقعك في هذا الطاقم، وضمن هذا الوضع المركب يجب عليك ان توضِّح نفسك بشكل جلي وواضح، تعلمت ايضا ان من يعمل ضمن مجموعة قد يخطئ، وهذا ليس درسا جديدا ولكنه تعزز، تعلمت وتعرفت على موقع ومكانة الاعلام، وكيف يمكن خلق صورة معينة ومن الصعب تغييرها، تعلمت أنك اذا كنت تتعرض للهجوم فان مزيدا من السهام سوف تصوَّب نحوك وهذا صعب وموجع، انا لحم ودم، لذلك فان الاذى يكون داميا. الظاهر انك تضررت كثيرا من الانتقادات؟. من لا يعمل لن توجه له انتقادات، التقي بالعديد من الجنود والضباط ممن شاركوا في حرب تموز طوال الوقت واتلقى منهم الدفء، هذا يعطيني القوة ويكفيني. انت في حالة سلام مع نفسك؟ كل ما قمت به وعملته طوال 40 عاما خدمة، عملته بايمان كامل لصالح الدولة، الدولة بالنسبة لي هي جوهر كل شئ، في سجلي يوجد اشياء قمت بها وعملتها طويلة الامد والتي بقيت داخل الجيش، وكيفية استخدام القوة، وهذا لم يأت يوم 12 تموز عندما بدأت الحرب، وانما كان لدي من خلال السنوات التي امضيتها كشريك كبير في هيئة الاركان، ومن يتمتع بمسؤولية عالية.|137282| ماهو المكان الذي تحتله الحرب في حياتك؟ وما رأيك بها؟ الحرب هي جزء من الاشياء التي عملتها في حياتي، هذه المرة الاولى التي اشترك فيها بالحرب ليس كمقاتل وانما كقائد، وهذا الامر يحمل كثيرا من التعقيد في كافة الحروب التي شاركت فيها كان لدي دور مقاتل، ولكن في هذه الحرب كنت مسؤولا عن ارسال الجنود الى القتال، اثناء مشاركتك في القتال تدرك الخطر الذي يقع عليك وتشعر به، ولكنني كنت ارسل الجنود وانا ادرك الخطر الذي ينتظرهم وهذا الامر صعب جدا، كنت انتظر عودة الجنود من الميدان وكنت أدرك ان بعضا منهم لم يعد، هذا الامر ليس سهلا، ولكنني كنت مجبرا ومكرها على ادراك ان هذا الامر هو جزء من ثمن الحرب، وهذا الثمن يجب تقليصه من خلال منع وقوع الحرب وليس السعي لها. ما هي الاهداف الرئيسية التي تحققت في الحرب؟ بين الاهداف التي تحققت حقيقة واضحة، الردع، حزب الله لا يقف اليوم على الحدود، عاد الهدوء الى الشمال، يمكن لهذا الوضع ان ينهار في أي لحظة، ولكن هذا هو الواقع، والعمل الذي يقوم به حزب الله منذ 5 سنوات تحت الارض يتحدث عن نفسه، مع ذلك فانني كنت دائما اتحدث وفي هذا اليوم بالذات، يوجد ثمن باهظ للحرب، والثمن الاصعب من كل الاثمان هو حياة البشر. اذا يعلمون ان الحرب لم تحقق اهدافها؟ الاهداف تم تحديدها من قبل الحكومة مساء 12 تموز وفي اغلبها اهداف عامة، ولكن بعضها تم نسيانه، مثل تواصل تراكم التسلح لحزب الله الذي لم يتوقف لحظة واحدة، واليوم يوجد لديه ترسانة من السلاح، لكننا لا نكتفي بما حققناه. يوجد اتهام في حرب لبنان، القوات البرية كانت نقطة الضعف، لانها لم تكن جاهزة، هل توافق على ذلك؟ لا يوجد شك انه إذا كان يوجد أوجه قصور في النظام فانه لا يعمل بفاعلية قصوى، والقوات البرية عانت نسبيا من قصور اكبر في قلة التدريب والموارد، مع ذلك جنودنا هم الافضل لدينا، لا يمكن لاحد ان يقلل من قدرتهم وروحهم القتالية العالية، التحقيقات التي قمنا بها بعد الحرب تثبت ذلك، مع وجود ادانة لبعض الجنود ولكن في اغلبهم كانوا عكس ذلك. قرار المستوى السياسي التركيز على اهداف حزب الله، واقتراحك كان ضرب البنية التحتية لكل لبنان، لو تم الاخذ باقتراحك هل نتائج الحرب كانت مختلفة؟ انا اقترحت تحميل لبنان كامل المسؤولية والقيام بعملية ضد الدولة اللبنانية، ولكن هذا الاقتراح رفض، لا يوجد لدي أي طعونات ضد موقف المستوى السياسي، لانه يمكن ان يكون لديهم اشارات دولية وقد يواجهون صعوبات محددة، وهذا واجبهم وهم قادرون على اتخاذ القرار. ومع ذلك، يمكن لو تم الاخذ باقتراحك لكانت نهاية اخرى لهذه القصة؟ لكي تكون حكيما بعد وقوع الحدث يمكن من الاهمية القيام بعمليات جراحية مسبقة، ولكن نتائج الحرب على ارض الواقع تحدد القرارات. هل العمق الاسرائيلي اليوم اكثر جاهزية لحرب الصواريخ، ام لا زال سلاح الجو الاسرائيلي هو العنصر الرئيسي والقادر على اخماد مواقع اطلاق هذه الصواريخ؟ منذ عام 1991 سقطت صواريخ سكاد على اسرائيل، ومنذ ذلك التاريخ جرى تطوير الجبهة الداخلية الاسرائيلية، واصبح العمق الاسرائيلي جزءا من الحرب، وقد اصبح العمق الاسرائيلي هدفا للحروب القادمة، وهذا يتطلب مزيدا من التطوير والاستعداد لمواجهة هذه الاخطار. ما هو شعورك وموقفك مما دار من تناقض بين قائد الجيش السابق اشكنازي ووزير الجيش باراك؟ التناقض بين المستوى السياسي والعسكري لا يوجد منتصرين، في هكذا تناقض الجميع يخسر. |