وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

هل يجدي استعمال الدولار نفعاً للإقتصاد الفلسطيني؟

نشر بتاريخ: 12/07/2011 ( آخر تحديث: 12/07/2011 الساعة: 15:26 )
بيت لحم- معا- قال الخبير والمسشار المالي د. جمال السلقان ان استصدار عملة وطنية فلسطينية سيكسب الخزينة الفلسطينية الكثير، ويساهم في استقلال دولتنا ما سيجعل الخزينة الاسرائيلية تمنى بخسارة كبيرة.

وتساءل الخبير: هل هناك اي فائدة لتبني الدولار الامريكي كعملة في فلسطين؟ هل يكسب ذلك فلسطين عوامل قوة جديدة كانت تفتقدها؟ هل هذه الفوائد- ان وجدت- هي فوائد حصرية للدولار ولا تتوفر في اي خيار أخر؟. محاولا تفسير تل التساؤلات بالقول: لنبدأ بالاجابة على الاسئلة ذات الصلة، ولكن قبل ذلك بالنسبة لسؤال لماذا الان؟ طبعا الموضوع يطرح في سياق اعلان الدولة والاستقلال، وكلما اقتربنا من هذه المرحلة يكتسب موضوع العملة اهمية أكبر. لكن وحتى نركز على المفيد يجب ذكر الحقائق التالية:

1- ان تداول 3 عملات غير وطنية في فلسطين يكلف الاقتصاد الفلسطيني خسائر مشتقة من التعرض لسياسات نقدية لثلاث دول ويحرم فلسطين من تبني اي سياسة نقدية في سبيل مواجهة الازمات الاقتصادية ومشتقة من صعوبة التوفيق بين الودائع والقروض للنظام المصرفي الفلسطيني

2- الخيارات المتوفرة لفلسطين هي الجنيه الفلسطيني، الدينار الاردني، الدولار الامريكي.

3- في حالة تبني اي من العملات الاخرى سيخسر الاقتصاد الفلسطيني دخلا هاما وهو "السينيوريج" .4- اي الارتباط بأي عملة يجعلك رهينة لسياسات البلد المصدر لهذه العملة من الناحية النقدية.

واضاف ان ميزان المدفوعات الخاص بفلسطين يخبر الكثير فيما يتعلق بالتحويلات النقدية، فمثلا هناك عجز تجاري مع اسرائيل بقيمة ما يقارب ال 3 مليار دولار سنويا، السؤال هو من اين تغطي فلسطين هذا العجز وبأي العملات؟ الجواب هو ان العجز دائما يغطى من المصادر التالية: تحويلات المغتربين، القروض، والمنح الدولية، هذه المصادر عادة ما تأتي بالعملة الصعبة وتذهب بمحصلتها لتمويل التجارة مع اسرائيل وبالتالي تستقر العملة الصعبة في بنك اسرائيل المركزي. لكن هذا المصدر من العملات الصعبة الذي توفره السوق الفلسطينية لإسرائيل سيبقى حتى في حالة التحول للدولار لأنه ظاهرة متصلة بالعجز التجاري مع اسرائيل وليس بالعملة ذاتها.

وارف قائلا: وللإحاطة بكل جوانب الصورة يجب الاشارة الى جزء هام من العملة الاسرائيلية التي يتم "شرائها" من بنك اسرائيل بالعملة الصعبة او بالصادرات الفلسطينية ل"إسرائيل" يتم بهدف المبادلات التجارية المحلية للسوق الفلسطيني بحكم استعماله للشيكل ففي حال تبنينا الدولار لن نكون ملزمين ب "شراء" العملة الاسرائيلية لهذه الأغراض وستخسر إسرائيل هذا الجزء. لكن ماذا نكسب نحن؟؟ الجواب لا شيء حقيقي!! لكن في حالة طرح عملة وطنية فلسطينية سنكسب وستخسر اسرائيل: وسيكون بمقدورنا جمع العملات المتداولة لأغراض التبادل التجاري المحلي ولأغراض الايداع في البنوك (ولو جزئيا) واستبدالها بعملة محلية، وهنا لا بد من تغطية هذه العملة بعملات أخرى (وذلك لتعزيز الثقة بالعملة الوطنية) وهو ما يعرف بغطاء الاحتياطي. لكن التغطية لا تكون مائة بالمائة لأن هناك ما يعرف بمصطلح(hard core) اي الجزء الثابت من العملة التي لا يطلب أحد تحويلها لعملة صعبة وهو ما يمثل الجزء الذي يمكن طباعته من العملة الوطنية بلا تغطية وهذا هو مصدر "السينيوريج".