وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الرجوب للرأي الاردنية: ثلاثة عناصر ساهمت في تطور الرياضة

نشر بتاريخ: 12/07/2011 ( آخر تحديث: 12/07/2011 الساعة: 20:27 )
بيت لحم - معا - قام اللواء جبريل الرجوب رئيس اللجنة الاولمبية الفلسطينية بزيارة الى صحيفة "الرأي "الاردنية قال عنها الرجوب انها اول زيارة لي لموقع إعلامي في الاردن عرفاناً بالاهتمام الاردني بالرياضة الفلسطينية عندما وفر مناخاً اخوياً وافراً في المشاركة في الاحداث التي اقيمت على ساحات فلسطين .

وقد قالت الصحيفة الاردنية التي نشرت نص الجوار الذي دار مع الزملاء الصحفيين في الصحيفة الاردنية : ان الزيارة التي قام فيها الرجوب الى «الرأي» اخذت بحكم العلاقة التي تربط «التوأمين» الاردني والفلسطيني اكثر من منحى، حيث نحيّنا شقه السياسي جانباً رغم ما يحمله «الزائر» من رؤى حول هذه العلاقة التي وصفها الرجوب انها في غاية التوحد وفي هذه المرحلة العصيبة التي تمر فيها الشعوب العربية والمخاض الذي تعانيه المنطقة.

وتابعت الرأي : اما ما اورده في الشأن الرياضي خلال لقائه اسرة الدائرة الرياضية ورده على استفسارات الزملاء فهو ما نضعه امام القارىء الاردني والقارىء الفلسطيني والقارىء العربي.

وكان مدير الدائرة الرياضية في الرأي الزميل امجد المجالي رحب بالرجوب في بداية اللقاء الذي حمل عناوين عديدة تؤكد دعم «الرأي» للرياضيين والاعلاميين الفلسطينيين والمشاركة الدائمة في المناسبات الرياضية والاعلامية ايماناً بدور الاعلام ورسالة «الرأي» الوطنية والقومية، وتالياً نص الحوار الذي شارك فيه الزملاء بلقيس خشمان ومفيد حسونة وعبدالحافظ الهروط وحسام المجالي :

ما هو تشخيصكم لواقع الرياضة الفلسطينية، وما هي مرتكزات مسيرة التطور والنهضة التي شهدتها خلال الفترة السابقة ؟

هناك ثلاثة عناصر ساهمت في احداث التطور على مسيرة الرياضة الفلسطينية، اولها العامل الوطني حيث كانت هناك ارقى درجات التعاون بين الجهات المعنية، وتمثل ذلك باندماج الاسرة الرياضة الفلسطينية والنظام السياسي الفلسطيني والقطاع الخاص لتحقيق التطور المنشود، ولعل ذلك شكل اساسا رئيسيا لهذه الانطلاقة التي اثبتت حضورا وعنفوانا متميزا وعلى مختلف الصعد.

العامل الاخر هو العامل الاقليمي، ذلك ان الرياضة الفلسطينية كانت محاصرة وتواجه ثلاثة تحديات لقهر ارادتها واحتوائها خارج النص الوطني المأمول، وتتمثل هذه التحديات بسياسة الاحتلال ومحاصرة اللاعب الفلسطيني وشل حركته واعاقة أي جهد لتأسيس البنى التحتية، سواء بناء منشآت جديدة او تأهيل المرافق الموجودة، ولعل المتابعة المباشرة وغير المباشرة للرياضة الفلسطينية على ارض الواقع من خلال قدوم بعض المنتخبات والفرق الى فلسطين وتوفير فرص الاحتكاك واكتساب الخبرة والمساهمة في كسر الحصار الى جانب متابعة وسائل الاعلام ، عوامل ساهمت في دعم مسيرة التطور، كما تبرز المعوقات غير المسبوقة في التاريخ امام ادخال التجهيزات الرياضية الى فلسطين وحتى المقدمة من قبل المنظمات الدولية، الى جانب تعقيد الاجراءات وفرض القيود فيما يتعلق باستقبال الفرق الرياضية والخبراء، واعتقد اننا وحدنا نعاني من ذلك على مستوى العالم.

كما ان الاتحادات الرياضية تعاني من صعوبة التواصل بين مجالس اداراتها، حتى انه لا يوجد اتحاد واحد استطاع عقد اجتماع بكامل اعضاء ادارته، وتلك الامور ليست سهلة، وتشكل عوائق امام مسيرة الرياضة الفلسطينة.

العامل الثالث يتمثل بالعامل الدولي، حيث نلقى دعما من الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» ورئيسه بلاتر، وهذا الدعم خلق حدا اقصى من الحماية للاسس التي من الممكن ان تشكل قاعدة للانطلاق.

واعتقد ان اعتماد الملعب البيتي وزيارات بلاتر الى فلسطين تعكس هذا الدعم، ذلك انها تساعدنا في مواجهة الاجراءات الاسرائيلية بشكل قاطع وحاسم، كما انه يوجد تنسيق مع اللجنة الاولمبية الدولية التي ترعى حوارا ثلاثيا بين فلسطين واسرائيل الى جانب اللجنة بهدف توفير الية تسهل الحركة والتنقل والاستضافة الخارجية، الى جانب وضع اليات تساعدنا ايضا في توفير البنى التحتية في مناطق السلطة الفلسطينية، فيمكن للإتحاد الدولي والاولمبية الدولية تشكيل قوة ضاغطة على المحتل.

وازاء ذلك، نحرص على مواصلة مسيرة العمل دون أي كلل او ملل، وبروح العزيمة والارادة القوية والتحدي، في ظل اصرارنا على تحقيق اهدافنا وحاجتنا الى المزيد من البنى التحتية من منشآت ومرافق، صحيح انه هناك غياب للتخطيط الاستراتيجي، لكن الارتقاء في التعاون بين الجهات المعنية ساعدنا على تجاوز العديد من المعيقات.

كيف ترون طبيعة العلاقة ما بين الرياضة الفلسطينة والرياضة الاردنية ؟

انطلاقا من بعد العامل الاقليمي الذي اشرت اليه، و اهميته في دعم الرياضة الفلسطينة، يبرز دور الاردن الطليعي في ذلك، فهو الدولة العربية الرائدة في مساعدتنا في كسر الحصار عن الشعب الفلسطيني وبأكثر من اتجاه، في ظل حرص القيادة الهاشمية على مساندة الشعب الفلسطيني وتقديم كافة اشكال الدعم.

وهنا نقدر الدور الاردني في تبني الحالة الفلسطينية من قبل القائمين على الرياضة الاردنية ونخص سمو الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الاولمبية، وسمو الامير علي بن الحسين رئيس اتحاد كرة القدم الذي نعتبر فوزه بمنصب نائب رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم عن قارة اسيا انجازاً للرياضة العربية وانتصاراً لنا.

فقد استقبلت فلسطين خلال فترات سابقة المنتخبات الاردنية في مناسبات عديدة شهدت حضورا للاعلام الاردني الذي تميز بتغطية الاحداث الرياضية ومتابعة الانشطة الرياضية في فلسطين.

شك أن الاردن يشكل العامل الاهم في توفير حاضنة اقليمية وجسر تواصل للاسرة الرياضة الفلسطينية، وبعد تثبيت الملعب البيتي في فلسطين واستقبال منتخبات تونس وموريتانيا وتايلند والبحرين وافغانستان، نأمل ان يمتد ذلك التواصل الى جميع الدول العربية وغيرها من الدول الاخرى وان تبادر رياضيا الى المساهمة في مقاومة الاحتلال و كسر الحصار , ونأمل ان يتحول السلوك الاردني في دعمنا الى سّنة من قبل الاشقاء، ذلك ان هناك اجراءات تتم من خلال التنسيق بين الجانب الفلسطيني والاتحاد الدولي واللجنة الاولمبية الدولية في حال وجود استحقاقات رسمية لهم على ارض فلسطين وهذا حق مكتسب يضمنه ميثاق الاولمبية الدولية والفيفا، فاسرائيل هي الكيان الوحيد الذي يمنع الزحف الرياضي الى فلسطين.

ما هي تطلعاتكم للمرحلة المقبلة والخطط المستقبلية للرياضة الفلسطينية ؟

نتطلع الى وضع استراتيجية عمل تشمل العديد من السياسات والقوانين والانظمة والبرامج القابلة للتنفيذ، كي تصبح الرياضة جزءاً اساسياً في سلوكنا وثقافتنا وفي اجندة عملنا الفلسطيني، فالحالة الفلسطينية تتميز بأنها ليست وسيلة لتحقيق انجاز رياضي بكل قيمه، بل وسيلة الى تحقيق اهداف وطنية في اطار الالتزام بسلوك واداء ملتزم باقصى درجات الانتماء للرسالة الرياضية الفلسطينية بمعايير من الكبرياء وثقافة الاستمثار والانفتاح، ولعل هذه العناصر تشكل مقومات اساسية لحماية هذه النهضة وتحويلها الى مجموعة من السياسات العملية الفاعلة.

و نسعى الى تطوير العامل الاقليمي والدولي كي يتسنى لنا توفير مفهوم واحد حول دور الرياضة في الاستقرار الفردي والاسري والمجتمعي الى جانب بعده السياسي ولصالح القضية الفلسطيينة بحيث يرى العالم فلسطين بعيون رياضية وانسانية واخلاقية وبمعنى يوفر لنا مكانا على الخارطة الدولية.

كما نسعى الى تطوير الرياضة الفلسطينية في كل الالعاب، وان لا تكون حكرا على فئة معينة او مقتصرة على كرة القدم، هناك تحسن وتطور على اداء بعض الاتحادات، وفي ذات الوقت هناك توجه لاعادة صياغة المنظومة كاملة وربطها بالعمل الوطني وطالبنا بعض الاتحادات بتصويب امورها فنيا واداريا ومنها من قطع شوطا طيبا في ذلك، وسنقوم بتوفير الرعاية ومصادر التمويل لـ 12 اتحادا، في حين ان هناك اتحادات بحاجة الى مراجعة مباشرة في الية عملها واخرى لا بد من تجميد نشاطها في المرحلة الحالية، فنحن نريد اتحادات جماعية فاعلة وفردية قادرة على تحقيق الانجاز والتطور للرياضة الفلسطينة والارتقاء بمستواها، ونهاية هذا العام سننتهي من اعداد خطط استراتيجية قادرة على الاقلاع بالرياضة الفلسطينية العام القادم الى افاق جديدة، وتستجيب مع خطوات التطوير وفق رؤية تأخذ بعين الاعتبار المصلحة الوطنية وبعيدا عن امراض الجهوية والتجاذبات السياسية والخلافات الشخصية.

متى نشاهد اللاعب الفلسطيني في الاردن كلاعب محلي، وبالعكس؟

هناك قرار من قبل الاتحاد العربي باعتبار اللاعب الفلسطيني كلاعب محلي في دوريات الدول العربية، وباعتقادي انه من حق أي اتحاد ان يوفر الحماية للاعب الوطن.
في فلسطين نتعامل مع اللاعب الاردني كلاعب محلي ونحن نرحب بذلك ولا نستطيع فصل اللاعب الفلسطيني عن نظيره الاردني، اما في الاردن فلا استطيع ان اتدخل في ذلك حول اعتماد الفلسطيني كلاعب محلي، ولا ارى أي عوائق امام تطوير العلاقة بين الطرفين من خلال تبادل الخبرات وتعزيز التعاون، فنحن نرى ان وجود اتحاد فلسطيني قوي هو مصلحة اردنية، وهنا لا بد من الاشارة الى مدى الخبرة التي اكتسبها اللاعب الفلسطيني من خلال تجربة الاحتكاك في الاردن.

عرفت كرة القدم الفلسطينية النجاح خلال فترات سابقة، واتجهتم مؤخرا لتطبيق الاحتراف، توقيت هذا التوجه هل يخدم الكرة الفلسطينية في ظل التحديات التي تواجهها ؟

تطور الرياضة باتجاه الحضور القاري والدولي يقتضي ان يكون هناك استجابة للحد الادنى من المتطلبات، ونحن في فلسطين نرى اننا وقياسيا مع تجارب معظم الدول العربية وان تجربتنا الاحترافية التي جاءت نتاج قرار سياسي تعد ناجحة.
البنية التحتية مقبولة الى حد ما، وهي قادرة على التطور واستيعاب متطلبات الاحتراف لبلوغ الموقع والمكانة الدولية التي نسعى اليها.
نعاني من معضلة التسويق في ظل الحصار، و نحن فقراء، لكننا عظماء في انتمائنا الوطني والقومي، وهنا تبرز اهمية ثقافة الاستثمار في المال والوقت والجهد من قبل المجتمع المدني والقطاع الخاص والنظام السياسي.
اما بالنسبة للغطية الاعلامية فهناك قصور واضح، ذلك ان الرياضة الفلسطينية تحتاج الى رعاية اعلامية عربية لايصال رسالتها الى العالم واطلاعه على التقدم الذي اصابها، وهنا لا بد من الاشارة الى دور «الرأي» المتميز في دعم الرياضة الفلسطينية من خلال تخصيص مساحات لنشاطاتها وفي ظل معاناتنا من الازمة الاعلامية وجدنا «الرأي الرياضي» جزءاً من الحل.


في ظل الاحتلال والحصار، ما هو دور السلطة الفلسطينية في تجيير العمل السياسي لخدمة الرياضة الفلسطينية ؟

هناك اهتمام من قبل الاتحاد الدولي لكرة القدم واللجنة الاولمبية الدولية بالحالة الفلسطينية، الى جانب حرصهما على ان تكون فلسطين في مكان متقدم وذلك جاء نتاج العمل والمتابعة والمثابرة، ولا شك أن هذا الاهتمام والحرص شجع العديد من الاتحادات الدولية على التجاوب والتعاون، وذلك يشكل قوة ضاغطة تخدم الرياضة الفلسطينية.
ونحن نرى ان الاتحادات العربية وغير العربية مطالبة باعادة صياغتها مع الرياضة الفلسطينية للمساعدة في التطوير واكتساب الخبرة من خلال الاحتكاك.



ماذا عن اعداد منتخب فلسطين لمباراته مع تايلند في تصفيات كأس العالم ؟

هناك معاناة في هذا الجانب، ذلك اننا نقوم حاليا بتجميع لاعبي المنتخب من غزة والضفة وتشيلي واميركا والخليج وافريقيا كما انه لا يوجد مكان لاقامة معسكر تدريبي.
نعول على ارادتنا وسنقوم بتجهيز المنتخب وفق امكاناتنا المتوفرة، وذلك لن يمنعنا من السعي الى تحقيق الانجاز.