وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

منظمة "أصدقاء الأرض" تدعو إلى مقاومة هيمنة الشركات على الأسواق المحلية

نشر بتاريخ: 13/07/2011 ( آخر تحديث: 13/07/2011 الساعة: 13:01 )
القدس- معا- اختتم مؤتمر "أصدقاء الأرض – آسيا والباسفيك" لعام 2011 أعماله في مدينة سيول بكوريا.

وشارك في المؤتمر الأسيوي منظمات بيئية آسيوية مناهضة للعولمة والليبرالية الجديدة بكافة أشكالها المؤدية إلى تدمير الأنظمة البيئية ونهب أراضي الفلاحين والمزارعين واقتلاعهم منها لصالح مشاريع الشركات الكبرى والعابرة للقارات المتمثلة في زراعات ما يسمى بالوقود الحيوي أو لتنفيذ مشاريع مدمر للبيئة والإنسان تحت أغلفة بيئية، كاالنشاطات النووية.

وشارك الخبير البيئي جورج كرزم في المؤتمر ممثلا عن فلسطين وعن شبكة المنظمات الأهلية البيئية الفلسطينية التي تعتبر الفرع الفلسطيني لمنظمة أصدقاء الأرض العالمية.

وناقش المؤتمر البرامج الرئيسية لمنظمة "أصدقاء الأرض – آسيا والباسفيك" وأهمها: "العدالة الاقتصادية ومقاومة الليبرالية الجديدة" المتمثلة في تدخلات البنوك والمؤسسات المالية الدولية المدمرة تنمويا وبيئيا والتي تهدف إلى فتح الأبواب على مصراعيها لأرباح الشركات الاحتكارية الجشعة على حساب الشرائح الشعبية ومواردها ومعيشتها.

كما ناقش المؤتمر مقاومة مشاريع الحكومات والشركات العالمية التي تعمل على تدمير البيئات المحلية من خلال عمليات التنجيم والتنقيب على النفط والغاز، وتدمير أراضي المزارعين والفلاحين.

وعالج المؤتمر أيضا ما يعرف بالعدالة المناخية وسيادة الشعوب على الطاقة، وذلك من خلال التشريع والعمل على الدفاع القانوني لحماية المجتمعات المتضررة من التغيرات البيئية والمناخية وتعويضها. فضلا عن العمل مع السكان المحليين لحماية حقوقهم في الحفاظ على الغابات والتنوع الحيوي.

كما دار نقاش حول مسألة السيادة على الغذاء وحق الشعوب في السيادة على إنتاجها الغذائي وأسواقها وإدارة مواردها الزراعية، وتشجيع وإغناء المعارف المحلية التقليدية؛ مما يتطلب كشف خطط الشركات في الهيمنة على الأسواق والإنتاج ولقمة عيش المزارعين والفلاحين، ومقاومة هيمنتها على الأسواق المحلية ونهبها لأراضي وموارد الفلاحين لصالح الزراعات المعدلة وراثيا وما يعرف بالوقود الحيوي الذي يتسبب في تدمير الأراضي والموارد؛ فضلا عن الدفاع عن مصالح المزارعين والشرائح الشعبية وحماية أراضيهم ومواردهم من نهم وجشع الشركات الزراعية الكبيرة التي تسلب أراضي المنتجين والمزارعين المحليين وتهمشهم لصالح الزراعات الأحادية التصديرية الكبيرة، مما يؤدي إلى تدمير الأصناف والمحاصيل المحلية وتنوعها. ولمواجهة هذا الواقع وتحقيق السيادة على الغذاء لا بد من تمتين العلاقات مع منظمات وحركات المزارعين والحركات الاجتماعية وتعزيزها ودعمها باتجاه تطبيق الحلول الإنتاجية المحلية البديلة.

ومن ناحيته، قارن كرزم بين السياسات النيوكولونيالية التي تتبعها الشركات الاحتكارية والمتمثلة في نهب أراضي الفلاحين والمنتجين الأسيويين وسلخهم عن أراضيهم، وبين ممارسات الاحتلال الصهيوني في اقتلاع المزارعين والفلاحين الفلسطينيين من أراضيهم والسيطرة عليها، والنتيجة، من الناحيتين الوطنية والطبقية واحدة في جوهرها: منتجون وفلاحون اقتلعوا من أراضيهم ونهبت وسائل إنتاجهم الأساسية.

وقد تبنى المؤتمر مفهوم اقتصاد المقاومة الذي طرحه كرزم ليس فقط في السياق الفلسطيني بل أيضا في سياق نضال الشعوب المقهورة والمنهوبة أراضيها ومواردها بشكل عام. وفي سياق الجدل الذي دار في المؤتمر تم دمج مفهوم اقتصاد المقاومة مع مفهوم سيادة الشعوب على أوطانها ومواردها وإنتاجها.

كما استعرض كرزم أهم نشاطات شبكة المنظمات البيئية الفلسطينية، وقدم ورقة مؤثرة وغنية بالوثائق والصور أثبت فيها دور إسرائيل في تدمير الأنظمة البيئية الفلسطينية، من خلال نهبها للمياه الفلسطينية، وتخريبها وتلويثها لنهر الأردن وتحويل أجزاء كبيرة منه إلى مستنقع آسن بالمياه العادمة، ومع ذلك عملت إسرائيل وتعمل على تجنيد بعض الفلسطينيين المتواطئين معها في التغطية على جرائمها البيئية وتجميلها. كما بين جرائم إسرائيل المتمثلة في صناعاتها الكيماوية والطبية والزراعية والعسكرية في الضفة الغربية التي تبعث سمومها الغازية والسائلة والصلبة الملوثة والمتسببة في تدهور خصوبة الأراضي الزراعية وإنتاجيتها.

وأبرز كرزم المواقع الجغرافية الفلسطينية في الضفة الغربية فضلا عن المواقع العربية في الجولان المحتل التي يشك بأنها تحوي نفايات نووية إسرائيلية، والنتائج المترتبة على ذلك في الكثير من الولادات المشوهة والسرطانات وغيرها، وبخاصة في قرى جنوب الخليل. كما تعرض للتدمير الواسع والشامل للأراضي الزراعية في قطاع غزة وتلوثها بالمخلفات الكيماوية والفسفورية والإشعاعية الإسرائيلية.

وركزت ورقة كرزم أيضا على الفلسطينيين في مضارب البدو بالأغوار الذين يتعرضون للموت أو الإعاقة جراء انفجار الألغام الأرضية الإسرائيلية المزروعة والمنتشر في أراضيهم ومراعيهم في كافة مناطق الأغوار الفلسطينية.

كما بين بالصور والخرائط ما أحدثته الجداران الكولونيالية العنصرية التي دمرت إلى حد كبير النظام البيئ والغطاء الأخضر والتنوع البيولوجي في الضفة الغربية، ناهيك عن الهدف الأساسي لهذه االجدران المتمثل في تخليد الهيمنة الإسرائيلية على الحوض المائي الغربي الذي يعد احتياطي المياه الاستراتيجي للضفة الغربية، وبالتالي فلا علاقة لهذه الجدران بالأمن الإسرائيلي وما إلى ذلك.

وانتقد كرزم انتقادا لاذعا صمت ما يسمى العالم الحر على سجن وإذلال الأطفال والشباب الفلسطينيين داخل الأسيجة والجدران العازلة التي تذكرنا بمعسكرات الاعتقال النازية.

وبين كرزم بالأرقام، أن البصمة الكربونية لإسرائيل تعد من أعلى البصمات في العالم، ولك بسبب نشاطاتها وعملياتها العسكرية العدوانية ضد العرب والفلسطينيين، فضلا عن إنتاجها معظم طاقتها الكهربائية بأساليب بدائية تتمثل في حرق الفحم.