وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: التشكيك والتشويه أزاء الأزمة المالية يستهدف تقويض الإنجازات

نشر بتاريخ: 13/07/2011 ( آخر تحديث: 13/07/2011 الساعة: 17:18 )
رام الله- معا- استهل رئيس الوزراء حديثه الإذاعي الأسبوعي بقوله: "على مدار العامين الماضيين، بلورت السلطة الوطنية، انطلاقاً من التزامها الكامل بالمصالح العليا لشعبنا استراتيجية عمل تتمثل في استنهاض كامل طاقات شعبنا لإنهاء الاحتلال، وتعزيز صموده على الأرض، وتوفير مقومات بقائه وثباته عليها في مواجهة المشروع الاستيطاني الإسرائيلي".

وأضاف: "لقد تجسدت هذه الإستراتيجية في إطار خطة فلسطين إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة، والتي تضمنت خطط عملٍ تفصيلية بالاستناد إلى أولوية إنجاز واستكمال بناء مؤسسات الدولة وبنيتها التحتية على أسس متينة راسخة وعصرية، لتأكيد الجاهزية الوطنية لقيام دولة فلسطين".

وأكد رئيس الوزراء أن قطاعات واسعة من أبناء شعبنا قد انخرطت في عملية ترسيخ أسس ومقومات وركائز الدولة، حيث شكل هذا الانخراط المتنامي تعبيراً عن الثقة المتزايدة في برنامج السلطة الوطنية، والقدرة على النجاح في تحقيقه، وتجاوز العقبات التي تعترضه، بل والتغلب عليها أيضاً، وقال: "إن ما تحقق خلال العامين الماضيين توّج بإقرار المجتمع الدولي بأن السلطة الوطنية قد أكملت جاهزيتها لإقامة الدولة، حيث باتت تمتلك مؤسساتٍ قوية وقادرةً على تقديم الخدمات إلى مواطنيها بكفاءة عالية، بل وربما بأفضل من مؤسسات دول قائمة. وهذا بالإضافة إلى توسيع قاعدة الإجماع الدولي إزاء حقوقنا الوطنية، ووضع العالم بأسره أمام مسؤولياته إزاء العقبة الأساسية أمام تجسيد دولة فلسطين، والمتمثلة بالاحتلال الإسرائيلي، وأمام الاستحقاق الأهم الذي ينتظره شعبنا من المجتمع الدولي لإنهاء هذا الاحتلال، بما يمكنه من العيش بحرية وكرامة، ومن ممارسة حقه في تقرير مصيره، وتجسيد دولته المستقلة كاملة السيادة على حدود عام 1967".

وقال فياض في حديثه الإذاعي: "يحق لكم، أيها الأخوات والأخوة، أن تفخروا بما تحقق من إنجازات، والتي لم يكن لها أن تتحقق لولا التفافكم حول برنامج السلطة الوطنية، وانخراطكم المتعاظم في تنفيذه، والتقدم بثبات لانجاز أهداف مشروعنا الوطني، والمتمثلة أساساً في إنهاء الاحتلال، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على حدود عام 1967، في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي القلب منها القدس الشريف العاصمة الأبدية لهذه الدولة. كما يحق للملايين من كافة شعوب العالم، الذين وقفوا متضامنين ومساندين لشعبنا وقضيته العدالة، وحقه في الحرية والكرامة، أن يفخروا بما حققه الشعب الفلسطيني وسلطته الوطنية من خطوات أساسية وهامة على هذا الطريق".

وشدد فياض على أن الإنجاز الرئيسي الذي تحقق في إطار هذه العملية، وانخراط الأغلبية الساحقة من شعبنا فيها، تمثل في بعث وتعزيز ثقة الإنسان الفلسطيني بقدرته على النجاح والانجاز، والتغلب على التحديات والصعوبات مهما بلغت، بديلاً عن التسليم بالواقع كقدر، أو محاولة التعامل معه فقط من خلال اطلاق الشعارات الرنانة والتي كثيراً ما افتقرت إلى أي مضمونٍ عملي حقيقي، ودون عناءٍ حتى بمجرد الإشارة إلى ما هو مطلوب لتحقيقها، وقال: "على ما يبدو أن هذا الانجاز هو ما بات مستهدفاً، إزاء ما نواجهه من صعوبات، سواء على الصعيد الداخلي، من خلال محاولات الانتقاص من تلك الانجازات التي تحققت، أو الانجرار لتشويهها ومحاولات تقويضها"

وحول الأزمة المالية الحادة والمتفاقمة التي تمر بها السلطة الوطنية قال رئيس الوزراء:" لا يمكن النظر إلى ما يجري من تشكيك، لا بل وتشويه، في إطار التأويل اللامنطقي والمجحف بشأن الأزمة المالية الراهنة إلا على أنه يمس بصورة جوهرية بهذه الثقة، تماماً كما يؤدي إلى تقويض ما تحقق من انجازات أخرى في إطار عملية استكمال بناء مؤسسات دولة فلسطين وبنيتها التحتية، والتي بات العالم أجمع يقر بها. ومن حق شعبنا أن يتساءل لمصلحة من يجري كل ذلك"، وتابع: " إن الأزمة المالية التي تمر بها السلطة الوطنية اليوم تمثل صعوبةً حقيقية ينبغي علينا جميعاً مضاعفة الجهود، وكل من موقعه، لتجاوزها"، وأضاف: " لقد أكدت مسؤوليتنا الكاملة إزاء هذه الأزمة. فنحن لم نحاول أن نتهرب، أو نصدر هذه المسؤولية، وحاولنا تجنيب الموظفين التأثير السلبي الناجم عن الأزمة، والوفاء باستحقاقات رواتبهم كاملةً. إلا أن الضرورة، وبعد استنفاذ كل الوسائل الأخرى المتاحة، اقتضت دفع نصف فاتورة الرواتب فقط، مع الحرص على عدم المساس بمخصصات ذات حساسية خاصة، كمخصصات أسر الشهداء.

وشدد فياض أنه وعلى الرغم مما يواجهه المشهد السياسي من صعوباتٍ بفعل تعنت إسرائيل، وسعيها الدائم للتهرب من مسؤولياتها، وعدم الالتزام بقواعد القانون الدولي، وقرارات الشرعية الدولية، فإن الاعتراف الدولي بحق الشعب الفلسطيني في العيش بحرية وكرامة في دولته المستقلة يتعاظم بصورة ملموسة، كما يتزايد يومياً التعاطف الشعبي الدولي بصورةٍ غير مسبوقة مع قضية شعبنا العادلة وحقوقه الوطنية المشروعة، وقال: "لعل في توافد مئات المتضامنين إلى فلسطين، بمناسبة الذكرى السابعة لصدور فتوى لاهاي، ولمطالبة إسرائيل الالتزام بتنفيذ هذه الفتوى، ما يؤكد دعم شعوب العالم قاطبةً لحقوق شعبنا، وفي مقدمتها حقه في الحرية والاستقلال".

وختم رئيس الوزراء حديثه الإذاعي الأسبوعي بقوله: " لقد واجه شعبنا دوماً صعوبات وعقبات كثيرة. إلا أن ما يُميز هذه المرحلة، وما يعطينا الثقة بالقدرة في التغلب على هذه العقبات، هو أن شعبنا، وبما يمتلكه من تجارب غنية وملموسة، بات يدرك الطريق، وإنني على ثقةٍ بأنه لن يضل، وسيكون قادراً على تجاوز هذه المحنة التي تبدو وكأنها الأكثر خطورة. فأحلك اللحظات هي تلك التي تسبق الفجر. ونعم، سيبزغ فجر الحرية على فلسطين بإذن الله، ولنا مع الحرية موعد قريب".