|
من رياض منصور الى سلام فياض هل تسمعني ؟ حوّل
نشر بتاريخ: 13/07/2011 ( آخر تحديث: 16/07/2011 الساعة: 10:52 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير من بودابست - في مؤتمر الامم المتحدة في هنغاريا ، فوجئ الحضور بما قاله الامريكي جيفري ارونسون مدير مركز ابحاث الشرق الاوسط في واشنطن ، فقد استهل حديثه بالسؤال عن العلاقة بين اعلان الدولة والسيادة ، واستطرد يقول : ان واحد زائد واحد يساوي اثنان لكنني ساقنعكم بنظريتي الجديدة التي تقول ان واحد زائد واحد يساوي واحد !!!!!
واردف يشرح ان الرئيس الامريكي جورج بوش قال للعالم وللفلسطينيين بالذات . انه اذا تخلصتم من ياسر عرفات سوف اعطيكم دولة مستقلة ، وللأسف صدّق بعض الفلسطينيين وعد بوش ومات عرفات ولم يأخذوا دولة ! ولم يعطنا ارونسون وقتا لالتقاط انفاسنا فقال ايضا ( ان بوش كذب مرة اخرى حين قال للقادة العرب ان 1+1= 2 لان الحقيقة في السياسة الشرق الاوسطية ان النتيجة تساوي واحد وليس 2 ). ومن وجهة نظره ان الدولة تحتاج الى سيادة والرئيس عباس ومعه د. سلام فياض شخصان طيبان لكنهما لا يملكان السيادة على الضفة الغربية التي تعاني من الاستيطان وفيها مناطق كثيرة لا تخضع لسيادة السلطة ولا تتصل جغرافيا . وان العالم يريد اعطاء دولة للرئيس ابو مازن لكنه لا يملك مقومات السيادة لذلك من الافضل ان تكون الدولة الفلسطينية في قطاع غزة ، فقطاع غزة يملك كل مواصفات الدولة والفلسطينيون يبسطون سيادتهم على القطاع وغزة لها بحر ومناطق حدودية مع مصر ، وان مصر قد تحررت من نظام مبارك وعلاقتها طيبة مع حماس وبالتالي اذا كان ولا بد من دولة فلسطينية مستقلة فلتكن في قطاع غزة !!!! الى حين يتمكن السياسيون من العودة للمفاوضات وحل مشاكل الضفة والقدس والمياه وحق العودة واللاجئين والمياه و...الخ . نظرت الى وجه السفير رياض منصور والى وجه السفير الدكتور عفيف صافية فوجدت الدم يكاد ينفجر من وجنتيهما حين سماع ذلك ، فنحن نعرف ان الامريكيين لا يمزحون بشأن الشرق الاوسط او كيان اسرائيل ، وان ما يقوله مدير مركز البحوث لا بدّ وانه يشكّل توجها جديدا عند قطاعات هامة في واشنطن . وقبل ان يختم كلامه قال الامريكي : انا اوجه تحذير لمحمود عباس واقول يا أبا مازن لا تتمنى قيام دولة بسرعة لان هذا قد يحصل فورا . فالاماني تتحقق في الشرق الاوسط لكن ليس بنفس التفاصيل التي تتخيلها ، واذا كانت السلطة ومنظمة التحرير تطلب دولة ، فليكن ذلك لكن حماس ستأخذ الدولة وليست انتم !!!!!!!!!!!!!!! سفير فلسطين في الامم المتحدة رياض منصور رد بقوة على هذا الطرح ، وكان على درجة عالية من الالمام والاقناع ، وتحدّث بروح ونص القانون الدولي وكانت كلمته من اهم الكلمات التي طرحت في المؤتمر لدرجة ان الصحافيين الاسرائيليين سارعوا لاجراء اللقاءات معه ، وقد نشرت هارتس مقابلة مع رياض حول هذا الامر ، واعتقد ان معركة الدولة في سبتمبر ستكون على ارض رياض منصور ، لكنه لم ينساق وراء الاوهام وهو يعرف تماما ان تقديم طلب دولة للامم المتحدة قد لا ينجح من اول مرة ، فهناك دول انتظرت اسابيع او اشهر او سنوات بل هناك دول انتظره عشرات السنين لتحصل على لقب دولة . رياض منصور وكما قال لي انه لا يعرف حجم المكاسب التي ستحققها السلطة من تقديم طلب دولة ، لكنه يعرف تماما حجم الخسائر التي ستتكبدها اسرائيل من جراء ذلك . وهو كلام صريح ومباشر ومهني لا يدركه العديد من القيادات الفلسطينية التي تطلق تصريحات للجمهور بهذا الصدد . وعلى ما يبدو ان رئيس الوزراء المستقيل سلام فياض اقتنع بشكل كامل ، وبتناغم شديد مع رياض منصور حول هذا الامر ، بل ان تصريحات فياض ووزير خارجيته رياض المالكي الاخيرة تكاد مستبنطة بالكامل من اقول واوراق رياض منصور . السفير عفيف صافية تحدث ايضا في المؤتمر وكان رفيع الثقافة وشديد التصميم ، اعجبتني ثقافته كثيرا ، واكثر ما اعجبني حين قال للاسرائيليين : هل تعرفون الفرق بيننا وبينكم ؟ اذا اردتم المعرفة اقرأوا غرامشي مرة اخرى لتجدوا الفرق . نحن نفكر لاننا نعاني اما انتم فتعانون لانكم تفكرون !!!وقد سأل صافية الامم المتحدة " كيف تسمحون للاسرائيليين باجراء استفتاء حول الانسجاب من الاراضي الفلسطينية المحتلة ؟ وهل كان مقوبلا في التاريخ لو ان صدّام حسن بطلب اجراء استفتاء وسط العراقيين قبل ان تطالبوه بالانسحاب من الكويت المحتلة ؟؟؟ والى رياض منصور مرة اخرى ، وهو دبلوماسي مخضرم ، اصله من يافا من عائلة الرمحي ، عمل مع السفير زهدي الطرزي في نيويورك ومن ثم مع ناصر القدوة وصولا الى ما هو عليه الان ... رياض منصور يوضح ويقول : سنتقدم بطلب دولة في سبتمبر لكنني لا انصح المجهور ان ييرفع سقف توقعاته اكثر من هذا الطلب ومن دون اسناد شعبي هائل لا يمكن تحقيق الكثير من الانجازات ، وان على القادة ان لا يتهوّروا في نثر الوعود الكبيرة امام الجمهور . فاستيفاء متطلبات الدولة في اروقة الامم المتحدة امر ، والامنيات امر اخر . وظل القادة والسفراء يتحدثون وانا احدّق في وجه الباحث الامريكي الذي ابلغنا ان مقوّمات الدولة موجودة في غزة وليس في را م الله ، وسألته : وما هو مستقبل الضفة الغربية ؟ وسألت الصحافيين والدبلوماسيين الاسرائيليين عن مستقبل الضفة ... ولم احصل على اية اجابة . وتصوّرت ان رياض منصور يجلس في الامم المتحدة ويتحدث عبر اللاسلكي : من رياض منصور في نيويورك الى سلام فياض في دير الغصون هل تسمعني ؟ اجب . |