وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مصادر إعلامية إسرائيلية: الاقتتال الفلسطيني الداخلي نتيجة تخطيط إسرائيلي بعيد المدى

نشر بتاريخ: 09/10/2006 ( آخر تحديث: 09/10/2006 الساعة: 15:12 )
اريحا- معا- أكدت مصادر إعلامية إسرائيلية، اليوم، بأن الفوضى والاقتتال الداخلي الفلسطينية، هو نتيجة لتخطيط إسرائيلي بعيد المدى تحت عنوان "مسيرة تخريب السلطة الفلسطينية".

وتقول الكاتبة والمحللة السياسية المختصة بالشؤون الفلسطينية، أورلي نوي، في مقال تحليلي أوردته "صحيفة يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية الصادرة باللغة العبرية، بأن إسرائيل نجحت بتخطيط إستراتيجي بعيد المدى، في دفع الفلسطينيين، إلى هاوية الفوضى والاقتتال الداخلي، عبر إضعاف "طرفي النزاع" الفلسطيني، وممارسة الحصار الاقتصادي والضغط السياسي على الشعب الفلسطيني خصوصاً في قطاع غزة.

وتضيف الكاتبة بأن "هناك من لم يفاجأ للمشاهد الدموية في الأراضي الفلسطينية، وهم بالتأكيد، النخبة السياسية الإسرائيلية التي سارعت قبل أسبوع للإعلان عن موت القضية الفلسطينية، وفي الوقت الذي تدعي فيه إسرائيل نقاء كفيها مما يجري في الأراضي الفلسطينية، وتصفه بأنه شأن فلسطيني داخلي، تعود جذور هذا الصراع الخطير إلى السياسة الإسرائيلية في إضعاف الطرفين، فتح وحماس، بشكل متساوٍ، بحيث لا يستطيع أي منهما السيطرة على الأراضي الفلسطينية بشكل فعال".

وتشير الكاتبة، إلى أن إسرائيل تعاملت مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، منذ انتخابه، كعنصر "ضعيف وغير مسيطر"، وبهذا مهدت الطريق لسقوط حركته في الانتخابات التشريعية وصعود حركة "حماس" للسلطة.

وتقدم الكاتبة مثالاً واضحاً للسياسة الإسرائيلية في التعامل مع الرئيس الفلسطيني، حيث رفضت، كما هو معروف، تنسيق الانسحاب أحادي الجانب من قطاع غزة مع الحكومة الفلسطينية السابقة، التي لم تكن تحتوي على نفوذ "حمساوي"، ونفذت مخططها أحادي الجانب، الذي يعفيها بالنسبة لنفسها، من التطرق للجانب الفلسطيني "الوهمي" حسب الطريقة الإسرائيلية.

وتضيف الكاتبة، بأن سياسية "لا يوجد شريك فلسطيني"، لم تبتكر من أجل "حماس"، وإنما أصبح لها وجه آخر فعال وخطير، فلم يعد الأمر يتمثل في عدم الحديث مع "الشريك الفلسطيني"، وإنما لم توفر إسرائيل أي فرصة في اختطاف المنتخبين وتجويع الناخبين.

وتوضح الكاتبة، أنه كلما شعرت إسرائيل بأن "حماس" تخسر من قاعدتها الجماهيرية، وأن هناك احتمال لعودة قوة "أبو مازن"، فإنها تقوم بإضعافه بخطوات سياسية أو عسكرية مدروسة، وهكذا باستمرار، حتى الحديث عن "تقوية أبو مازن"، لم يعد سوى "فكاهة حزينة"، تعرف إسرائيل وواشنطن أنها قليلة الحيلة ومتأخرة جداً.

وتوضح الكاتبة، بأن المسرحية التي أخرجتها إسرائيل بعناية، أضافت إليها مسرحاً مهماً يسمى قطاع غزة، الذي اهتمت إسرائيل بتحويله، بعد الانسحاب منه، إلى برميل بارود بفتيل قصير جداً، ينتظر الانفجار في أي لحظة، وفي حين تجاوز مستوى البطالة كل المعدلات الممكنة، مع حصار بحري وبري وجوي، ومعابر مغلقة بوتيرة مزاجية، وحصار اقتصادي، وتجميد مدفوعات الضرائب التابعة للسلطة الفلسطينية بحق، بحيث أصبحت الحكومة الإسرائيلية على يقين بأن المسألة مجرد مسألة وقت حتى يتدهور قطاع غزة لحالة فوضى عنيفة، كما حدث بالفعل، وهكذا استطاعت إسرائيل أن ترفع بارتياح "علامة انتصار" إستراتيجيتها التي وضعتها منذ زمن بعيد.
وتؤكد الكاتبة بأن إسرائيل لا ترغب بفلسطينيين متطرفين، ولا بفلسطينيين معتدلين، وإنما تطالب بانهيار شامل لكل مؤشر سيادي مؤسساتي فلسطيني مهما كان حجمه، ودفع النظام الفلسطيني لفوضى مطلقة.