وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

القصف الاسرائيلي يعيد لسكان القطاع ذكريات الحرب

نشر بتاريخ: 17/07/2011 ( آخر تحديث: 17/07/2011 الساعة: 17:31 )
غزة- خاص معا- هل تقاضي هذه السيدة الغزية إسرائيل؟ لقد بعثروا حياتها بعد أن رتبت أوراقها بشق الأنفس في ضربة صاروخ واحده أتوا على أواني المطبخ وغرف نوم الأطفال وسكبوا حقدهم على رأس أطفالها فنجوا بعناية إلهية من حجارة تساقطت على رؤوسهم وهم نيام.

المواطنة منى محمد أبو مراد كانت تلملم شظايا بيتها من حلل وأطباق وأكواب والتقطت ابنتها حجراً كبيراً عن الأرض بغرفة الأطفال قائلة: "لقد سقط هذا الحجر على سرير شقيقي وأصاب رأسه ولكن العناية الإلهية أنقذته".

سارت هذه السيدة وكاميرات الصحافيين خلفها تقفز عن مكونات بيتها المهشمة والحجارة المدمرة وشظايا زجاج النوافذ المتناثرة وثلاجتها المنشطرة لنصفين قائلة: "لقد بنينا هذا البيت وجهزناه بعد تعب كبير، فأين لنا أن نعيد بناءه"، وتستدرك: "الحمد لله الذي سلم أطفالي".

|137903|لقد كان أطفالها ينامون في غرفهم التي تطايرت مكوناتها فوق رؤوسهم وبعضهم أصيب بجراح طفيفة.

في شمال قطاع غزة وبالتحديد بلدة بيت حانون الزراعية الهادئة، كان التوقيت يشير للثالثة فجراً، صرخ الجميع بمنطقة الزعانين صرخة واحدة، هبوا من فراش نومهم إلى خارج بيوتهم يهرعون من بيوت وألواح حديدية وخشبية تتساقط فوق رؤوسهم، كان الأمر يذكرهم بشيء أكبر وأكثر فاكثر بحرب مروا بها قبل عامين، عاد البعض ليتفقد من لم ينهضه الصوت خشية على حياته، فكان من بينهم عريسان لا زالا في شهر العسل وقد اقتحمت ألواح الزينجو وحجرة السقف والجدران عليهما سكون الليلة، وأنقذهما الجيران من تحت الأنقاض.

القصف الإسرائيلي فجر اليوم والذي يأتي ضمن سلسة تصعيد بدأها الاحتلال الاسرائيلي قبل أيام على غزة جاءت مفاجأة لسكان منطقة الزعانين لقوتها ولعدم وجود مبرر لها كما يقول المواطن خالد محمد الزعانين أبو مراد الذي قال: "لقد استيقظنا وخرجنا من أسفل أنقاض منازلنا وكان السبب قصف إسرائيلي عنيف لا نعرف لماذا فلا مبرر له على الإطلاق وتبين أن الهدف كان بئر مياه يغذي 38 دونماً زراعياً".

|137902|وتابع لـ "معا": هل إسرائيل تستهدف إرباكنا وهل تريد تخويفنا إننا نعلم أنها هي من تخاف منا وعليها حقاً أن تخاف فنحن ننهض من تحت الركام ونعيد بناء بيوتنا؟.

مشاهد الحرب الأخيرة شتاء 2008-2009 تعود للمنطقة التي تشهد خراباً كبيرا بعد القصف الإسرائيلي فقد قال العريس الشاب مروان خالد الزعانين أنه سمع صوت انفجار قوي هز المنطقة في الساعة الثالثة فجراً وهو ما يذكٍر بأصوات انفجارات الحرب وتابع: "حاولت النهوض ومعرفة ما حل بزوجتي ولكنني لم أتمكن من النهوض فقد كان كل سطح الغرفة فوق سريرنا الذي تهشم بنا وأنقذنا الأهالي بعد أن قاموا برفع كل الأنقاض بأيديهم".

|137901|فارق الصحفيون سكان المنطقة الذين لم يكفوا عن البحث بين أنقاض المنازل عن ضالة هنا أو هناك ولم يتوقفوا عن محاولة ترتيبها وإعادتها ليبيتوا ليلتهم القادمة بها.