وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ميساء ابو غنام .. معركة مفتوحة مع السرطان حتى النصر

نشر بتاريخ: 20/07/2011 ( آخر تحديث: 20/07/2011 الساعة: 16:04 )
رام الله - معا - "معركتي مع المجتمع وليس مع مرض السرطان"، هكذا وصفت الإعلامية ميساء ابو غنام معركتها مع سرطان الثدي التي بدأت بعد ان تمكنت من اكتشافه مبكرا في كانون ثاني من هذا العام.

وتلخص ابو غنام معركتها بالقول " انا مازلت انا" في اشارة الى تبدل مواقف المجتمع والمحيط في التعامل معها بعد معرفتهم بمرضها ما دفع اقرب المقربين منها للتخلي عنها على حد قولها، مؤكدة ان مرضها الذي قررت ان تتحداه بكل ما لديها من قوة ساعدها في اكتشاف عناصر قوة وطاقة غير عادية في مواجهة التحديات والمصاعب اضافة الى انها تعرفت على الكثير من الاشياء التي كانت تعتبرها من المسلمات.

وقالت أبو غنام لـ" معا": اكتشفت مرضي عن طريق الصدفة في التاسع من كانون ثاني بداية العام الجاري من خلال إجراء فحص ذاتي لجانب الثدي وعرفت انه بداية الإصابة بسرطان حتى قبل التوجه للطبيب".

وتصف تلك اللحظات بالقول" لقد شعرت بان قلبي وقع مني "، فتوجهت للطبيب الذي أخضعني لفحص أولي وطلب مني التوجه الى جراح مختص الذي رفض تصديق إصابتي بالمرض وكانت ردة فعله تتنقل بين نتائج الفحص وبيني.

وأشارت أبو غنام إلى أن طبيبها قال لها عندما شاهد قوتها و معنوياتها العالية "ابتسامتك المرسومة على وجهك سوف تجعلك تأكلي السرطان بدلا من ان يأكلك".

وتابعت " منذ ذلك الحين بدأت مرحلة جديدة في حياتي حينما قررت الانفصال عن زوجي الذي سعى للوقوف الى جانبي لكنني رفضت التعامل معي على اساس الشفقة سواء من زوجي او حتى من اقرب الناس لي".

واضافت " انا لم اتغير مع المرض بل بقيت كما انا قبله"، مشيرا الى ان سقوط الشعر بسبب العلاج الكيماوي لم يؤثر على نفسيتي بل زادني اصرار على مواجهة هذا المرض رغم كل الاقاويل وبعض الاحاديث الجانبية "الوتوتة" التي تبدأ مع مروري بمنطقة معينة.

وتقول ابو غنام " الموت ليس قراري ولن يستطيع احد يمنعه حين يحل موعده، لكنني علينا ان نواجه حتى اللحظة الاخيرة ونكون اقوياء على الدوام". وتم اخضاع ابو غنام الى 8 جلسات للعلاج بالكيماوي منها جلسة سوف تاخذها يوم غد الخميس لتبقى لها ثلاث جلسات اخرى .

ومن يشاهد ابو غنام وهي تتحدث وتتصرف لا يمكن ان يصدق انها مصابة بالسرطان، حيث تمتلك شخصية غير عادية ومنطق يهزم الجميع ويمنح من يصابوا بمثل هذا المرض معنويات لا يمكن تخليها.

وتقول ابو غنام " انا لست منزعجة من المرض بقدر انزعاجي من بعد الناس عني او نظرة الشفقة ، انا اريد ان يقفوا الى جانبي لانهم يحبونني وليس بدافع الشفقة".

وتتابع " بعد المرض بدأت اشعر بثقة عالية بنفسي وقدرة على اتخاذ قرارتي كامراة بدون مساعدة احد "، موضحة انها تتصرف على طبيعتها دون ان تعديل او تغيير في مسلكياتها اليومية العادية.

واشارت ابو غنام الى انها اصبحت معروفة لدى جنود الاحتلال المرابطين على الحواجز العسكرية المحيطة بالقدس حينما تدخل للمدينة كما انها مطمئنة بعدم تحرير مخالفات بحقها من قبل افراد الشرطة الفلسطينية في مدينة رام الله خاصة انها تسير بالمركبة دون ارتداء "الباروقة"، حيث باتوا يعرفونها ايضا. واضافت " حينما اسير في شوارع المدن داخل اسرائيل يعتقد الغالبية بانني اقص شعري "كموديل" وليس بسبب مرض السرطان".

وتمتلك ابو غنام معنويات كبيرة الى حد انها مقتنعة بقدرتها على الحاق هزيمة نكراء بمرض السرطان ، مؤكدا انها تفكر الان في البدء بانجاز كتاب يحمل عنوان " انا ما زلت انا" تروي من خلاله تجربتها الشخصية مع المرض بكل تفاصيلها النفسية والاجتماعية والطبية.

الى ذلك فان ابو غنام وجهت دعوة لكل النساء اللواتي يصبن بمثل هذا المرض، تؤكد فيها على اهمية تعلم المراة على كيفية اجراء الفحص الذاتي للثدي والكشف المبكر عنه، اضافة الى ضرورة رفض العزلة والانكماش على الذات بل ممارسة الحياة على طبيعتها، كما اكدت على دور الاهل والأصدقاء في تقديم الدعم المعنوي والنفسي للمصابين بهذا المرض كونهم يكونوا بامس الحاجة للدعم المعنوي اكثر من العلاج نفسه.

ورغم انتظامها على العلاج فان ابو غنام ترفض الالتزام باراء الاطباء خاصة فيما يخص استخدام المركبة حيث تصر على قيادة سيارتها ونقل طفليها من المدرسة الى البيت واخراجهما للسوق والتنزه معهما.

وعن موقف طفليها تجاه مرضها قالت " في البداية الامر شعروا بالصدمة حينما شاهداني بلا شعر لكن مع مرور الوقت اصبحوا عاديين في تعاملهم معي خاصة انني لم اتقبل فكرة ان يهزمني المرض".