وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض:قصص النجاح والإبداع تبرهن للعالم تمسك شعبنا بحقه في الحياة

نشر بتاريخ: 20/07/2011 ( آخر تحديث: 20/07/2011 الساعة: 19:48 )
رام الله -معا- شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن إقامة العديد المهرجانات وليالي الصيف التي انطلقت في ربوع الوطن، إنما تؤكد أصالة شعبنا وتمسكه بتراثه وحضارته وهويته الوطنية وإصراره على الحياة والتفاؤل والأمل.

وقال: ""تميّز صيف فلسطين هذا العام بإقامة العديد من المهرجانات وليالي الصيف، والتي تحمل أجواء ثقافية مميزةً وغنية. فتنوعت المهرجانات، وكان من ضمنها مهرجان فلسطين الدولي الثالث، والذي توزعت فعالياته في عدد من محافظات الوطن، في رام الله ونابلس وقلقيلية وبيت جالا، ومهرجان ليالي بيرزيت الذي عاد بعد غياب دام 25 عاماً إلى ساحات الجامعة، ومهرجان أيام جفناوية في قرية جفنا، ومهرجان البيرة، ومهرجان ليالي الصيف المقدسية في بيت عنان، وغيرها الكثير من المهرجانات الثقافية والتسويقية والزراعية السنوية التي انطلقت في ربوع محافظات وطننا المختلفة، والتي تؤكد جميعها أصالة شعبنا وتمسكه بتراثه وحضارته وهويته الوطنية، لا بل، وإصراره على الحياة وتجديد التفاؤل والأمل".

وأشار رئيس الوزراء إلى أن انتشار العديد من المخيمات والمعسكرات والأندية الصيفية تعكس أيضاً إصرار أبناء شعبنا على إطلاق الطاقة الإبداعية لدى الأطفال والشباب، وبما يؤدي إلى تعميق الشعور بالانتماء إلى الوطن، وبث روح المشاركة والتعاون والحس بالمسؤولية، بالإضافة إلى تعزيز قيم العمل الجماعي والتطوعي، والتأسيس لتواصل دائم بين أطفالنا وشبابنا في مختلف المناطق.

وقال: " لقد جذبت هذه المهرجانات والمخيمات الصيفية والأندية الآلاف من أبناء شعبنا، وعمّقت التواصل بين أبناء الشعب الواحد، من ناحية، ومع العالم من ناحية أخرى عبر استضافة العديد من الفرق الفنية والفنانين العرب والأجانب لإحياء فعالياتها، بالإضافة إلى المشاركة الفلسطينية من الفرق الفنية والشعبية التي تميزت بأدائها الرائع، وروت قصصاً قصيرة تحكي عن تراث شعب وتحاكيه".

وأكد فياض على أن هذه المهرجانات والفعاليات تشكل بمجملها فسيفساء ثقافية تعكس مصدر ثراءٍ لشعبنا، كما تشكل جزءاً من الهوية الثقافية الفلسطينية، لما لها من دور حاسم في الحفاظ على الذاكرة التاريخية لتراثنا. وهي رسالة للعالم بأسره بما يتطلع إليه شعبنا في الوصول إلى الحرية والخلاص من طغيان الاحتلال وإرهاب مستوطنيه، واستعادة مكانته الطبيعية في صنع وحماية الحضارة الإنسانية وقيم التعايش والتسامح بين البشر، وقال: "لقد جمعت هذه المهرجانات وبشكل فريد بين الأصالة والعراقة، من جهة، والحداثة والريادية، من جهةٍ أخرى. ومثلت نموذجاً للحضارة الفلسطينية، والقدرة على بعث إرادة الأمل وصنع الفرح، رغم ما نعانيه من الاحتلال، واستيطانه وإرهاب مستوطنيه".

وشدد فياض على أن شعبنا سطّر قصصاً من النجاح في صموده الأسطوري، وإصراره على الحياة، وتجاوز العقبات والصعوبات التي تعترضه. كما قطعت السلطة الوطنية شوطاً هاماً في الارتقاء بالعمل المؤسساتي، وتعزيز أسس التميز في الأداء الحكومي. فقد تحققت جملة من الإنجازات في إطار المؤسسة الأمنية، وترسيخ الأمن وحالة حقوق الإنسان، بالإضافة إلى النهوض بالبنية التحتية، والخدمات التعليمية والصحية.

وقال: " لقد أثبت شعبنا أنه على أهبة الاستعداد لقيام الدولة، وذلك في تطابقٍ وتناغمٍ تام مع ما وجه عمل السلطة الوطنية في ترسيخ أسس ومقومات وركائز الدولة، ولقد نجحنا وبفضل جهودكم في تخطي عتبة هذه الجاهزية لاستكمال بناء المؤسسات القادرة على تقديم الخدمات بقدرة وكفاءة، وتعزيز صمود وبقاء أبناء شعبنا".

وأكد رئيس الوزراء أن عمل السلطة الوطنية ركّز في إطار الجهد المبذول لتحقيق الجاهزية الوطنية لاقامة الدولة على تعزيز صمود وبقاء أبناء شعبنا في أماكن تواجدهم، وقال: "وصلنا بخدماتنا وعملنا إلى كافة المناطق المهمشة والمهددة من الجدار والاستيطان وفي مناطق خلف الجدار، وتجاوزنا كافة التصنيفات المجحفة بحق شعبنا وأرضنا الفلسطينية المحتلة، وبات تعاظم الالتفاف الشعبي حول هذا العمل والإنخراط الواسع في تنفيذه يؤكد يومياً أن شعبنا في كل مكان أهالي بيت سيرا غلبَّ إرادة الحياة والبقاء على إرادة الهدم والتدمير والاقتلاع والتهجير، وأن مشهد البناء والأمل يتعاظم، بل، ويطغى على مشهد الإحباط واليأس الناجم عن ظلم الاحتلال وطغيانه".

وشدد فياض على أن هذا التحول في اتجاه الأمل والتفاؤل أعطى الثقة بحتمية استكمال مسيرة البناء والخلاص من الاحتلال، وقال: "فحراس الأرض، وفي كافة المدن، والقرى، والمخيمات، والخرب، ومضارب البدو، يتحدون كل يوم جرافات الاحتلال التي تُخرب أرضهم ومنازلهم وخيمهم وبركساتهم وأشجارهم.. ويرسمون، ومعهم كل أبناء شعبنا، ملامح فلسطين المستقبل".

وأشار فياض في حديثه الإذاعي إلى أنه كان قد شارك أهالي بيت سيرا افتتاح مدرستهم الثانوية، والتي تقع بالكامل في المنطقة المصنفة "ج"، حيث لم تمنح سلطات الاحتلال ترخيصاّ بإنشائها، والذي تم تحت تهديد هذه السلطات الدائم بهدمها في حال استكمالها. وقال: "وكنت قبل ذلك أيضاً مع أهلنا في الفارعة وطوباس، وشاهدت هناك، وعن قرب صوراً حية تُعبر -كما في كل جزء من وطننا الحبيب -عن ممارسة شعبنا لحقه الطبيعي في التمسك بحقه في الحياة على أرضه والبقاء عليها".

وأضاف: "لكم أن تفخروا بما أنجزتم، فقد أبديتم من العزيمة والإصرار والإرادة ما لا يلين في مواجهة ممارسات الاحتلال وظلمه، هنئياً لكم ما سطرتم من قصص انجاز ونجاح وما تسطرون منها يومياً، والتي تبرهن للعالم حقيقة أن شعبنا يسير بخطواتٍ ثابتة ومدروسة، نحو إقامة دولته المستقلة".

وختم رئيس الوزراء حديثه الإذاعي بقوله: "لأبناء شعبنا أقول حتماً ستنتصر إرادة البناء والحياة، وحتماً سيبزغ فجر الحرية على مدن وقرى وبلدات ومخيمات وخرب ومضارب بدو فلسطين، وصولاً إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولتنا المستقلة كاملة السيادة على أرضنا المحتلة منذ عام 1967".