وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النضال تنظم ندوة مركزية بعنوان " الدكتور سمير غوشة المناضل والإنسان"

نشر بتاريخ: 23/07/2011 ( آخر تحديث: 23/07/2011 الساعة: 17:05 )
رام الله - معا- نظمت جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، اليوم السبت في قاعة بلدية البيرة ندوة حوارية بعنوان "الدكتور سمير غوشة المناضل والإنسان "، وكرمت بدرع الدكتور غوشة للتطوير والتمييز كلا من جمعية القدس للرفاه والتطوير، ولجنة اعمار مدينة الخليل، لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لرحيل القائد المؤسس الدكتور سمير غوشة، والذكرى 44 لانطلاقة جبهة النضال الشعبي الفلسطيني.

وتحدث بالندوة الدكتور أحمد مجدلاني الأمين العام لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني، وقيس عبد الكريم "أبو ليلى " عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية عضو المجلس التشريعي الفلسطيني، وبحضور الأمناء العامون لفصائل منظمة التحرير، والوزراء وممثلي القوى الوطنية والمؤسسات الرسمية والشعبية، وأعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية للجبهة وكوادرها وأعضائها.

وفي مداخلته قال زكي حينما نتحدث عن د. غوشة فهو رجل الحوار والقرار الفلسطيني المستقل، فما تحدثت معه إلا وتناول الوضع الفلسطيني، فكانت فلسطين وقضيتها محور اهتمامه وفكره في كل الأوقات وأصعب المنعطفات.

وأضاف زكي مثل د. غوشة حالة وطنية نادرة فقد خرج عن تنظيمه جبهة النضال ليكون لكل فلسطين وكنا في حركة فتح نعتبره واحدا منا يألم لوضعنا، فمثل مغناطيس جذب، وحدوياً صلبا مبدئيا قائدا ومناضلا.

وتابع زكي :"حتى وهو في جبهة الرفض وأمين سرها كان جسر تواصل ومحبة وعكس روح المناضلين والثوار، وكلنا يعلم مداخلاته ومواقفه في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمجلس المركزي والوطني، كان حريصا على منظمة التحرير فكان يصفها بعقل وشرف الشعب الفلسطيني".

ونوه الى أن د. غوشة كان في كل محطات النضال الوطني الفلسطيني شجاعا خلوقا معطاءً، متسامحا وقورا متفهما لاحتياجات المرحلة دون أن يفرط بالثوابت الوطنية، لم ينظر سمير قط إلى مصالحه الشخصية بل مصلحة الوطن والمصالح العليا لشعبنا، افتقدناه قائدا من الرواد المبدعين ستبقى روح د. سمير ترفرف حولنا في الذاكرة والوجدان، وستبقى لجبهة النضال وأعضائها روحا للعطاء والوحدة والنضال.

وقال زكي:" أن التوجه للأمم المتحدة قد أعاد لنا الاعتبار فنحن قدمنا للسلام كل شي وحكومة إسرائيل هي من تقف ضد السلام، فخطاب اوباما ونتنياهو راوحت مكانها، ونحن ذاهبون في إطار الشرعية الدولية".

وأشار زكي :"نحن سنأخذ أكثر مما يتصورون في التصويت على الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الأمم المتحدة وأن أمريكا لن تجرؤ على اتخاذ الفيتو بل سيمتنعون عن التصويت، وإذا تراجعنا عن هذا الاستحقاق سنحكم على أنفسنا بالاستيطان والتهويد".

ودعا زكي ليكون يوم تقديم الطلب طلب العضوية للأمم المتحدة بمشاركة جميع أبناء شعبنا برفع الأعلام الفلسطينية، على البيوت وفي الشوارع، مشيرا إلى أن الوحدة الوطنية طريق شعبنا فلنذهب إلى الأمم المتحدة موحدين.

وفي مداخلته قال قيس عبد الكريم، :"عندما نذكر د. سمير غوشة نذكر الإنسان والمناضل الذي ناضل ووهب عمره وشبابه من أجل فلسطين، الذي ولد ونشأ في مدينة القدس من عائلة مناضلة، منخرطا في الكفاح وهو ما يزال فتى يافعاً، فكان قائدا من قادة الاتحاد العام لطلبة فلسطين، وكان قائدا مؤسسا لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني التي انطلقت من مدينة القدس، لينتخب أمينا عاما لها منذ عام 1974 وليقود مسيرتها النضالية والكفاحية".

وأضاف :عرفناه مناضلا تطغى عليه سمات الشجاعة والنبل ونكران الذات والتفاني من أجل قضية شعبه ووطنه، قاد الجبهة فصيلا مميزاً من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، وحظي باحترام وعلاقات وثيقة مع كافة الحركات الوطنية له دور بارز في النضال الفلسطيني في مختلف المراحل.

وتابع :ها نحن اليوم نرى أبناء جبهة النضال ورفاق دربه في كافة الميادين وفي كافة أماكن التماس مع قوات الاحتلال قادة للنضال الشعبي والجماهيري في بلعين ونعلين والمعصرة ودير الغصون ضد الاستيطان والجدار من اجل حرية واستقلال شعبنا ، متابعا كان الدكتور غوشة من المتمسكين بوحدانية التمثيل الفلسطيني واستقلال القرار الوطني الفلسطيني، مدافعا صلبا وعنيدا عن المنظمة باذلا كافة جهوده في سبيل وحدانية تمثليها لشعبنا.

وأشار عبد الكريم إلى الدور الذي لعبه الدكتور غوشة في المبادرة لحوار يجمع القوى الديمقراطية في الساحة الفلسطينية، ويوحدها لتشكل قطبا ديمقراطيا في الشارع الفلسطيني ولمعالجة الآثار السلبية للاستقطاب الثنائي، والذي كان يرى فيه مناخا يشجع نحو الانقسام لتشكل قوة قادرة للحفاظ على الوحدة الوطنية الفلسطينية.

وقال عبد الكريم :"ونحن نلتقي اليوم لنكرم د. سمير غوشة في ذكراه السنوية الثانية وبالذكرى 44 لانطلاقة جبهة النضال لنؤكد على العبر والدروس التي ينبغي استخلاصها من مسيرة هذا القائد المناضل وهذا الفصيل الوطني" .

وحول استحقاق أيلول أكد عبد الكريم أن ما أراه ليس فقط مؤكدا على الجاهزية الفلسطينية لإعلان الدولة فنحن جاهزون دوما لقيامها وما يعطل ذلك هو الاحتلال الإسرائيلي الذي يحرم شعبنا من قيام دولته المستقلة ، مشيرا إلى أن المفاوضات مع الجانب الإسرائيلي قد تفردت بها الإدارة الأمريكية ، لصالح حكومة الاحتلال واقتصرت على مدى مراحلها لمرجعية واحدة واستثنت قرارات الشرعية الدولية .

وقال عبد الكريم:" إننا أمام لحظة الحقيقة لإنهاء مسيرة فشلت تماما، وان فك استعصاء العملية السياسية والانسداد في حل قضية شعبنا يتطلب تغييرا في النهج ويقوم على إستراتيجية جديدة تجمع ما بين المقاومة ومفاوضات متوازنة تستند للشرعية الدولية الإطار المعبر عنه الأمم المتحدة ".

وتابع استحقاق أيلول هو للابتعاد عن الانفرادية أحادية الجانب التي تمارسها الإدارة الأمريكية ودعوة للمجتمع الدولي والعالم اجمع إلى أن يتحمل مسؤولياته كي تتحول عملية السلام إلى عملية مثمرة حقا .

ومن جانبه أكد د. مجدلاني:" أنا نتحدث عن مدرسة فكرية ونضالية أسس لها الدكتور سمير غوشة، وعندما نتحدث عن مسيرة الجبهة وتطورها نتحدث عن حياة القائد المؤسس الذي لم يكن هناك تمييز بين حياته الشخصية وحياته في الجبهة التي تميزت بالعطاء والمصداقية والإخلاص والتفاعل الحي والحريص مع كل رفيقة ورفيق في جبهة النضال الشعبي الفلسطيني، وتابع د.مجدلاني فقد كان الدكتور غوشة جسرا للحوار بين أطراف الحركة الوطنية الفلسطينية ولم يعتقد أن التباين والاجتهاد في وجهات النظر تؤدي إلى انقطاعا بل تكاملا في الأدوار والمسؤولية والمهمات الوطنية تجاه قضية شعبنا ومصالحه الوطنية".

وأضاف د. مجدلاني:" نعتقد أن هذا اللقاء الحواري الذي يجمع بين فكر سياسي وممارسة سياسية، لنستخلص العبر والدروس من تجربة هذا المناضل الوحدوي الأصيل في هذه الفترة الصعبة التي تمر بها قضية شعبنا، فلنحافظ على وحدانية تمثيل منظمة التحرير لشعبنا ولنحافظ على القرار الوطني المستقل.

وحول استحقاق أيلول أشار د. مجدلاني الى" أننا نعمل على إنهاء المرحلة الانتقالية ونهج التفاوض والتفرد الأمريكي والإسرائيلي، الذي يحاول فرض أجندته على العملية السياسية، مؤكدا أنه لم يعد بالإمكان العودة للنهج السابق، داعيا إلى التغيير في الأسلوب والفكر والمنهج وقواعد العملية السياسية، ليصبح المجتمع الدولي طرفا أساسيا ليساعدنا على إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة.

وحول المصالحة الوطنية أكد د. مجدلاني وقعنا على المصالحة ولم نبدأ بعد بالخطوات العملية، محذراً من نهج الاحتكار الثنائي وعدم الاحتكام إلى الكل الفلسطيني الذي شارك في صنع المصالحة وأن هذا النهج يؤدي إلى تكرار مأساة اتفاق مكة.

هذا وكرمت الجبهة في نهاية الندوة بدرع الدكتور غوشة للتطوير والتمييز كلا من جمعية القدس للرفاه والتطوير، ولجنة اعمار مدينة الخليل، لدورهما المتميز في حفظ التراث الوطني الفلسطيني، للحفاظ على مدينة القدس عاصمة دولتنا الفلسطينية.

وبكلمته شكر احمد البطش رئيس الهيئة الإدارية لجمعية القدس للتطوير والرفاه، جبهة النضال على حرصها الوطني، مؤكدا أن الجمعية تعمل على البناء والترميم في مدينة القدسي وتتحدى حكومة الاحتلال الإسرائيلي قائلا الاحتلال يهدم مبنى ونحن نبني ونرمم 100، مستذكراً أن أهالي القدس ومؤسساتها تعلمت من القائد الراحل معنى الصمود والتحدي، حيث لم يكن يؤمن بالشعارات بل بالعمل الدؤوب معاهداً القائد فارس القدس وكل فرسانها أن يعملوا من أجل أن تبقى القدس عاصمة للدولة الفلسطينية.