وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

الصيدلة مهنة يرغب الرابع في القطاع بوراثتها عن جده وأبيه وشقيقته

نشر بتاريخ: 24/07/2011 ( آخر تحديث: 24/07/2011 الساعة: 16:57 )
غزة- تقرير معا-هدية الغول- ليس غريبا على أمير انطون إفرنجية أحد طلاب مدرسة العائلة المقدسة أن يتوج رابعا على مستوى قطاع غزة في الفرع العلمي بنسبة 99.1% وهو آخر أفراد أسرته التي توارثت مهنة الصيدلة من جده في البداية وليس أخيرا بشقيقته التي تعمل في صيدلية تركها والدها الصيدلاني انطون إفرنجية ورحل قبل ثلاث سنوات.

فأمير انتظر لساعات طويلة إعلان النتائج لكن النعاس غلبه قبل إعلانها بوقت قصير ليصحو من جديد على رسالة تحمل له البشرى بأنه الرابع على القطاع فتحول الهدوء في منزله إلى صخب شديد.|138942|

ويعجز امير عن وصف فرحته بالنتيجة التي حصل عليها إلا أن علامات الفرحة بادية على وجهه ولا تخفى ابتسامته التي استقبلنا بها قائلا:" بقيت مستيقظا طوال الليل أترقب النتائج ولكن النعاس باغتني في ساعات الفجر الأولى ثم استيقظت على صوت الرسالة من شركة جوال فتفاجأت بالنسبة 99.1% وأخذت اصرخ وأنا غير مصدق ،،،شعور لا يوصف فانا لم أكن اعلم إني الرابع على القطاع إلا عندما ذهبت إلى المدرسة".

لم يتوقع أمير هذه النسبة التي اعتبرها عالية مقارنة مع صعوبة الامتحانات التي واجهها الطلاب هذه السنة فجد واجتهد وتعب خلال السنة فكان له ما تمنى.

لم تخل السنة الدراسية لأمير من صعوبات يواجهها أي طلاب في قطاع غزة فاستمرار انقطاع التيار الكهربائي والقصف الإسرائيلي المتواصل بحق القطاع كان يؤرق ليل أمير إلا ان دعم الأم سناء بث فيه الأمان وشكل دعما نفسيا له في ظل غياب أحد أعمدة العائلة والده الذي غيبه الموت قبل ثلاث سنوات ما أثر عليه سلبيا "غياب والدي وهو أهم فرد في الأسرة اثر جدا وكنت أحب أن يشاركني هذه الفرحة ولكنه القدر الذي غيبه".

ويتابع أمير:"أمي دعمتني التي اشكرها ولم تتخل عني ووفرت لي جميع وسائل الراحة وسهرت على راحتي ،،،وأهلي وكل أساتذتي وأصدقائي الكل ساعدني ولم يتخلوا عني خلال السنة ولا أنسى فضل مدرستي التي كان لها الدور والأثر الأكبر على تفوقي".

|138945| حالة من الفرح والحزن امتزجت بها مشاعر والدة أمير السيدة سناء التي افتقدت شريكها في يوم فرحت به بأصغر أبنائها فضحكت فرحا.. بكت حزنا في أن واحد وقالت:"فرحت كثير بالنتيجة المشرفة التي حاز عليها أمير وكنت أتمنى أن يكون والده معنا ليفرح في هذا اليوم ويفتخر بإبنه"، موضحة أنها كانت تخاف على أمير بعد موت والده خاصة انه تواجد لوحده مع أمه عندما حدثت الوفاة بينما كان أشقائه الثلاثة يكملون تعليمهم الجامعي في الأردن.

لم تبخل الأم على فلذة كبدها بكل ما لديها فوفرت له سبل الراحة ليدرس ويحافظ على معدل تميز به منذ الصغر وتقول:"تعبت مع أمير خلال السنة كثيرا ولكن تعبي لم يذهب خسارة والنتيجة دليل على ذلك.

وتتمنى الوالدة لابنها أن يكمل مشوارا علميا ناجحا بدأه بالثانوية العامة من خلال اختيار تخصص يعود بالنفع على المجتمع وتفتخر بها العائلة.

أمير مازال حائرا في المسار الذي يسلكه بعد الثانوية العامة فبين الصيدلة مهنة العائلة وصيدلية تنتظر منه أن يتولاها وبين طب الأسنان لا بد لأمير أن يختار ويقرر.