|
اسرائيل تحتج على اهالي بيت لحم ونابلس لانهم يبصقون على جنود الاحتلال
نشر بتاريخ: 24/07/2011 ( آخر تحديث: 24/07/2011 الساعة: 15:22 )
الكاتب: رئيس التحرير / د. ناصر اللحام
كتب رئيس التحرير - يأخذ العديد من الاصدقاء على كتاباتي مؤخرا انها انفعالية ولا تلتزم بحدود الادب والبروتوكول ، ويبدو ان انتقاداتهم في مكانها ، ومع ذلك لا أفكر في تغيير طريقتي في الكتابة لانها الاسلوب الوحيد الذي يليق بالواقع الراهن .
في العام 1995 وقبل ان يفقد رئيس وزراء اسرائيل اسحق رابين حياته برصاصات متطرف يهودي وسط تل ابيب ، كان اعرب خلال لقاء مع ضباط جيشه عن امتعاظه من ان جنود اسرائيل لا يتمكنون من نسيان انّهم احتلال ، ولا يستطيعون ان يفهموا انهم لم يعودوا بعد مسؤولين عن حياة الشعب الفلسطيني !! وقال رابين في تصريح نقلته اذاعة جيش الاحتلال : على ضباط الجيش الاسرائيلي ان يعرفوا انهم بعد اوسلو لم يعودوا مسؤولين عن حياة الفلسطينيين وان ينسوا انهم كانوا جنود احتلال . وبعد 16 عاما من هذه التصريحات ماذا نجد اليوم ؟ نجد جيلا جديدا من جنود الاحتلال يمتازون بالجهل والحماقة والعنف والشوفينية والتطرف ، ونجد مجندات مصابات بمرض نفسي خطير ويقعن في خطأين كبيرين ، الاول انهن يعتقدن انفسهن انهن مجنّدات عسكريات يحملن صفات الانوثة والثاني انهن يعتقدن انهن مسؤلات عن الفلسطينيين . ولأن اسرائيل كيان تافه احتلالي مريض ، ولان اسرائيل تتحوّل الى أكبر مستشفي امراض عقلية في العصر الراهن ، يظن الجنود والمجندات في جيش الاحتلال انهم مسؤولون عن الشعب الفلسطيني ، ومن خلال طريقة تعاملهم مع السكان المدنيين ترى بأن الرد الانسب في مثل هذه الحالة ان تتقيأ عليهم وتبصق في وجوهم ... وهي أقل ردة فعل يستحقها هؤلاء الجنود وضباطهم وجنرالاتهم . بل وأذكر ان قيادة اسرائيل كانت اشتكت في العام 1995 للزعيم ياسر عرفات من ان سكان المدن الفلسطينينة لا يودّعون جيش اسرائيل بالتحية العسكرية حين الانسحاب من نابلس وبيت لحم ، وان اهالي المدينتين بصقوا عليهم وهم ينسحبون !! وأذكر اننا كتبنا حينها ردا على ذلك " ان البصق في وجوه جنود الاحتلال لا يكفينا ولا يشفي غلّنا ، بل اننا بحاجة الى ان نبصق سنة كاملة في وجه كل جندي وكل ضابط احتلال سواء كان من اصل عربي او يهودي او درزي او افريقي ، فهذا أقل الواجب " ورغم ان الزعيم ياسر عرفات قد طلب منّا ان لا نسخّن الامور ولا نكتب هكذا حتى لا ينهار اتفاق اوسلو ، الا اننا كنّا بحاجة ماسة ان نقول لهم الحقيقة عارية . عميرا هس الصحافية الاسرائيلية اليسارية ذكرت في كتابها الشهير ( عميان في غزة ) ان الجندي اليهودي لم يعد يكتفي باحتلال الشعب الفلسطيني والاعتداء على رجاله وشبانه ، بل انه الان يبحث عن طريقة لاجبار شبان فلسطين ان يعجبوا به ويحبونه !!!! وان احدهم قال لها انه يتمنى ان يواصل ضرب كل شاب فلسطيني بالعصا حتى يحبّه !!!!! وفي لقاء اخر لها مع قنّص اسرائيلي يصاب القارئ بالرعب من مستوى الانحطاط الذي وصل اليه الجنود بينما وسائل الاعلام الاسرائيلية لا تأت على ذكر ذلك . شاب من بلدة قرب بيت لحم جاء الى مكتبي وشرح لي كيف قام جنود حرس الحدود الاسرائيلي بالتبوّل في زجاجة واجباره على شرب البول !!! وشاب اخر وصف كيف قام جنود الاحتلال بامتطائه وركوبه على الحاجز !!!! وقصص لا يمكن للعقل البشري ان يتصورها ، ولا تدل الا على اننا امام جيش من الحيوانات السافلة ، واما مجموعة من الجنود المجردين من الاخلاق والثقافة ، جنود لا يستحقون سوى ان يبصق الشعب الفلسطيني في وجوههم فردا فردا . وانا اذكر كيف قام جنود الاحتلال بالبصق في وجهي عندما كنت عائدا من الجامعة ومن دون اي سبب وحينما سألت الجندي لماذا فعل ذلك قال لانكم حيوانات ونحن جئنا هنا كي نعيد تربيتكم . قبل ايام كنا نأكل في مطعم على طريق اريحا . وبينما نحن نتناول الطعام اصرّ جنود الاحتلال على فحص هوياتنا !!! فتوقفنا عن تناول الطعام ووقفنا للفحص داخل المطعم بصورة لا يصدّقها عاقل ... وعلى الحواجز والمعابر ترى المجندات وهن يصرخن بصورة هسترية في وجه الاطفال والعجائز ما يثير الاشمئزاز . ان جنود اسرائيل الذين هربوا من جنوب لبنان مثلما تهرب العاهرات من شرطة الاداب ، ان جنود الاحتلال الذين كانوا يرتعدون خوفا من الفدائيين الفلسطينيين حين كان القرار السياسي ان نقاتل ونحمل السلاح ، ان جنود الاحتلال الذين هزمناهم في الانتفاضة الاولى والانتفاضة الثانية وجعلناهم عبرة لكل احتلال رخيص ، يسيئون الفهم الان ويعتقدون اننا قبلنا بهم ورضينا عن الاحتلال ونقبل ان يكونوا مسؤولين عنّا واننا نوافق على الجلوس معهم والتطبيع مع ثقافتهم المريضة واعلامهم الرخيص ، وهنا لا بدّ من تحميل وسائل الاعلام الاسرائيلية المسؤولية مناصفة مع جيش الاحتلال لانها لا تذكر الاعتداءات اليومية على كرامة وحقوق الفلسطينيين . ونقول للاحتلال ولجنوده : انتم لستم مسؤولين عنا ،ولا عن مدننا ولا عن اولادنا وطلابنا وجامعاتنا . ونحن لم نسامحكم اساسا ولن ننسى ما فعلتموه بنا منذ 60 عاما ، ولا نريد ان نحبّكم ولسنا معجبين بكم ولا بمدنكم ولا بثقافتكم ، وانتم بالنسبة لنا مجموعة من السفلة والمرضى النفسيين ، وحين تتحدثون معنا او تطلبون من رئيسنا ان يأخذ تصريح منكم كي يتحرك من مكان الى مكان ، او تطلبون هوياتنا كي تفحصوها نعطيكم اياها لاننا نحتقركم ولا نفرق بينكم وبين الحيوانات ... بل ان الحيوانات لها ميزة افضل منكم ... وسوف يأتي اليوم الذي تنصرفون فيه من ارضنا ، وحينها سوف نبصق عليكم ايضا مرة اخرى ولو قالت عنّا وسائل الاعلام العالمية اننا غير مؤدبين ، سنقول لهم : نحن غير مؤدبين ولا نريد ان ندرس في كليات الاداب حتى نعبّر عن مشاعرنا الحقيقية تجاه الاحتلال .. فاحترموا انفسكم ولملموا ما تبقى لديكم من كرامة وانصرفوا ونتمنى ان تدور الايام ونراكم تحت الاحتلال لتشربوا من نفس كأس المرار والذل والاهانة وحينها ربما . ربما نفكر حينها ان نكتب عنكم او نشفق عليكم . |