وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

مناقشة رسالة ماجستير حول علاقة روسيا بحلف الناتو (1991-2008)

نشر بتاريخ: 24/07/2011 ( آخر تحديث: 24/07/2011 الساعة: 14:37 )
رام الله -معا- استنتج الطالب اشرف عكة في رسالة الماجستير التي ناقشها أمس في جامعة بيرزيت حول علاقة روسيا بحلف الناتو (1991-2008) إن سلسلة الإصلاحات السياسية والاقتصادية والعسكرية التي اتبعها بوتين خلال فترة ولايته مكنّت روسيا من تأكيد دورها كدولة عظمى على الساحة العالمية، بعد أن استطاعت أن تعيد بناء الدولة ومرتكزاتها الأساسية، حيث أنه بعد أن استطاعت روسيا أن تلملم أوراقها الداخلية استطاعت أن تقف في وجه التحديات وتحديدا في وجه توسع الناتو.

وتشكلت لجنة المناقشة من الدكتور عبد الرحمن حاج إبراهيم مشرفا والدكتور أحمد أبو ديه عضوا والدكتورة لورد حبش عضوا ، وتأتي أهمية هذه الدراسة لتوضيح طبيعة علاقة روسيا بحلف الناتو وإبعادها المختلفة وتداعياتها على الأمن والاستقرار العالمي ، وتبيان سياسة الناتو التوسعية واثر ذلك على مصالح روسيا وأمنها القومي ،وتحاول الدراسة تحليل ودراسة العلاقة بين توسع الناتو والطموحات الإمبراطورية الأمريكية وتأثيره على التوتر في العلاقات الدولية ،وتحليل السياسة الروسية تجاه الناتو وأوروبا والعلاقة مع الدول الأوروبية ،وتبيان سعي روسيا لتأكيد دورها العالمي وعدم رغبتها بالانضمام لعضوية الناتو لما في ذلك من انتقاص لدورها القيادي العالمي ،وتبيان أن روسيا لا ترغب في عودة توتر العلاقات مع الغرب، ولكنها لن تقبل توسع الناتو في مجالها الحيوي وهي مستعدة في سبيل ذلك للتصدي بكل الوسائل لسياسات الناتو التوسعية ،تبيان أهمية اعتراف الناتو لروسيا بدورها ومصالحها وارتباط ذلك بالاستقرار والتوازن الدولي ،وإظهار العلاقة بين الاستمرار في سياسات الحلف التوسعية في شرق ووسط أوربا والبلقان والتوتر في النظام العالمي الجديد وعودة الحرب الباردة بصور وأشكال جديدة.

وتناولت الدراسة علاقة روسيا بالناتو من العام 1991م حتى عام 2008م وأثرها على مستقبل النظام العالمي هي موضوع هذه الأطروحة، حيث تناولت الدراسة طبيعة العلاقة بين روسيا وحلف الناتو بأبعادها ومحدداتها الإستراتيجية، واستعرضت الدراسة أبرز وأهم التغيرات والتبديلات والمحطات الجوهرية في هذه العلاقة.

وحاولت الدراسة أن توصف أنماط العلاقة في كافة المراحل، انطلاقا من السياسات والتوجهات الإستراتيجية لروسيا الاتحادية وحلف الناتو، حيث توصلت الدراسة إلى توصيفات محددة لتاريخ وواقع العلاقة ومستقبلها إضافة لمحاولة تحديد التحديات والتداخلات المعقدة، حيث اهتمت هذه الدراسة بتحليل أهم المتغيرات والاعتبارات عند أطراف العلاقة وتأثيراتها المباشرة وغير المباشرة على مواقف الأطراف في حالات وأحداث وأزمات محددة داخلية وإقليمية ودولية إضافة إلى أهم القضايا التي ستتأثر فيها العلاقة مستقبلا من جهة وتداعياتها على مستقبل النظام العالمي من جهة ثانية .

وتناولت الدراسة علاقة روسيا الاتحادية بحلف الناتو في خمسة فصول إضافة إلى المقدمة والاستنتاجات والخاتمة ومناقشة أهم الدراسات السابقة إضافة إلى أسئلة الدراسة الرئيسية والفرعية وفرضيات الدراسة وأهميتها ،والسؤال الرئيسي الذي تتناوله الدراسة:هل يمكن أن يعود العالم إلى حالة مماثلة لأيام الحرب الباردة من سباق للتسلح وتكتلات وتحالفات متصارعة في حال استمر الناتو في التوسع شرقا مخترقا المجال الحيوي الروسي؟

واعتمدت الدراسة على المناهج التقليدية والمعاصرة للوصول إلى النتائج المرادة ولإثبات الفرضيات قيد الدراسة، وذلك في محاولة للاستفادة من خصائص كل منهج وأدواته في وقت واحد، وسيعتمد الباحث على منهج النقد التاريخي وهو الذي يصف ويسجل ما مضى من وقائع وأحداث الماضي ويدرسها ويفسرها ويحللها على أسس علمية ومنهجية دقيقة، إضافة لاعتماد الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ،إن الدراسة ستستخدم تلك المناهج لإثراء الدراسة بالأدوات والوسائل العلمية النظرية والتجريدية لفهم طبيعة علاقة روسيا بحلف الناتو بعد تفكك الاتحاد السوفيتي، وذلك من خلال ربط الواقع بأهم المتغيرات والأحداث التاريخية التي مرت بها هذه العلاقة وتحليل وتفسير عناصر التداخل والتباعد بين المتغيرات التاريخية والأحداث والمتغيرات الراهنة، لكي يتم ربطها وتحليلها وتفسيرها لتوقع طبيعة العلاقة من جهة وواقع العلاقات الدولية والنظام الدولي من جهة ثانية في المستقبل المنظور، ولوصف واقع وطبيعة علاقة روسيا بحلف الناتو ومحدداتها وتأثير ذلك على التوازن الدولي والاستقرار العالمي. حيث ستعتمد الدراسة بشكل أساسي على جمع المعلومات والبيانات من الكتب والدراسات والدوريات والمقالات واللقاءات والمقابلات التلفزيونية والوثائقية، حيث سيتم تحليلها وبناء الإطار المفاهيمي حولها للخروج باستنتاجات تصل إلى إثبات الفرضيات المعنية بها الدراسة.

وتوصل الباحث إلى الاستنتاجات التالية من خلال دراسته أن الشكل الذي تفكك عليه الاتحاد السوفيتي أدى إلى واقع معقد، ظهرت فيه روسيا الاتحادية في بدايات تسعينيات القرن العشرين، وظهرت روسيا كوريث شرعي للاتحاد السوفيتي من الناحية القانونية، ما جعل بحثها عن المكانة والهوية أمر يتطلب منها إدراك واقعها الجديد، حيث أنه في السنوات الأولى لحكم يلتسن اتسم هذا البلد بالتباين في الرؤى بين التيارات السياسية المختلفة من قومية ودينية وصنّاع قرار حول علاقات روسيا مع الغرب وفي أي اتجاه تسير، هل هي باتجاه الأطلسي أم باتجاه محيطها الإقليمي الأوراسي؟ مثّل توسع حلف الناتو تهديدا جيوسياسي وجيو إستراتيجي لروسيا، وأجمعت كافة التيارات القومية والقيادات العسكرية إضافة إلى المحللين والخبراء الروس أن توسع الناتو يُعد أكبر التهديدات لروسيا، لذا لجأت القيادة الروسية لوضع إستراتيجية للتعامل مع الناتو إدراكا من ظروفها الداخلية وربط تلك الإستراتيجية بالإمكانيات، حيث اتسمت الإستراتيجية الروسية ببراغماتية وواقعية ومرونة تنطلق من محاولة لفهم طبيعة التحديات والقدرة على التعامل معها، حيث أن الدراسة توصلت إلى استنتاج أن روسيا تدير أزمة مع الناتو، والناتو وأعضائه يديرون أزمة معها، لكن هذه الأزمة لا تصل إلى صراع محموم ، حاولت روسيا الاستفادة من الصلات المتعددة بأوروبا وتحديدا التعاون في مجال الطاقة وفي العلاقات التجارية، إلا أن الأوروبيين اهتموا بأجنداتهم الأمنية الخاصة، وليس جعل روسيا شريكا رئيسيا لهم في هذا المجال تحديدا، حيث حاولت روسيا أن تستفيد من علاقتها بأوروبا لتوازن العلاقة مع الولايات المتحدة التي تختلف معها في الكثير من المسائل العالمية، لكن في الوقت نفسه بقيت أوروبا متخوفة من ضم روسيا بمقدراتها ومشاكلها.

وأشادت لجنة المناقشة بجهد الباحث أشرف عكة في هذه الرسالة و موضوعيته العالية ، بالإضافة للاختيار لموضوع الرسالة ، وبعد انتهاء النقاش أوصت اللجنة باعتماد الرسالة ونجاح الطالب استكمالا للحصول على درجة الماجستير