وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

وضع حجر الأساس لضاحية الغدير: فياض: لا تعارض بين أيلول وانجاز المصالحة

نشر بتاريخ: 24/07/2011 ( آخر تحديث: 24/07/2011 الساعة: 17:45 )
رام الله - معا - شدد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على الدور الحيوي للقطاع الخاص، ومساهمته الحيوية في تعزيز وتعميق الجاهزية الوطنية لقيام دولة فلسطين، وأشار إلى الانجازات الهامة التي حققها القطاع الخاص للنهوض بالاقتصاد الوطني وتحقيق استقلاليته.

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء في مراسم وضع حجر الأساس لضاحية الغدير السكنية، إحدى استثمارات شركة فلسطين للاستثمار العقاري "بريكو"، شمال مدينة رام الله، وذلك بحضور السيد منيب المصري، والسيد نبيل الصراف رئيس مجلس إدارة شركة فلسطين للاستثمار العقاري، وعدد واسع من رجال الإعمال وممثلي القطاع الخاص.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن وضع حجر الأساس لضاحية الغدير يأتي في وقت نواجه فيه العديد من الصعوبات ليس فقط على المستوى السياسي، والذي كان قائما وما زال، ولكن أيضا في الشأن المالي والاقتصادي، والتكبيل الواضح لاقتصادنا الوطني من قبل الاحتلال الإسرائيلي، بكل ما يمثله من قمع وتحكم وسيطرة وتعسف على مقدرات شعبنا وموارده، وعدم تمكينه من القيام بما هو حق طبيعي له بإدارة هذه الموارد والاستفادة منها، وقال "الاحتلال الإسرائيلي يحرمنا من ممارسة هذا الحق الطبيعي في حوالي 60% من أرضنا المحتلة منذ عام 1967، و30% منها لا يُمكَّننا إطلاقاً من القيام بأي أنشطة عمرانية فيها، و70% منها يمكن القيام بذلك، وإنما بعد الحصول على التراخيص اللازمة، وانتم تعلمون مدى صعوبة وتعذر ذلك، لا بل وفي معظم الحالات استحالة الحصول على هذه التراخيص"، وأضاف "أتحدث عن مناطق عدة خاصة في منطقة الأغوار وفيما يتجاوزها وبكل تأكيد مدينة القدس الشرقية" .

وقال فياض :"صحيح أننا نمر في ظروف صعبة الآن، وخاصة في الشأن المالي، وما أدت إليه هذه الأزمة المالية، بداية من عدم انتظام وتأخر في تسديد مستحقات القطاع الخاص، وكذلك عدم التمكن من الوفاء باستحقاقات رواتب موظفي القطاع العام، ولكن فيما أراه من استمرار في تنفيذ هذه المشاريع ما يؤكد امتلاك شعبنا للثقة وإصراره على التسلح بالأمل الثقة والأمل، بما في ذلك مؤسسات القطاع الخاص"، وأضاف "رغم ما يحيط بنا من معيقات وأزمة مالية خانقة، فقد بادر بنك فلسطين بدفع نصف فاتورة الرواتب للشهر الماضي، وهناك اتصالات تجري معنا من بنوك أخرى لاتخاذ خطوات مماثلة، الأمر الذي يؤكد روح المسؤولية الوطنية التي يتحلى بها القطاع المصرفي من جهة، وكذلك ثقته بالسلطة الوطنية وقدرتها في التغلب على هذه الأزمة وتجاوزها، والأمل بخلق ظروف أفضل في المرحلة القادمة من جهة أخرى".

وتابع رئيس الوزراء "في كل هذا ما ينسجم تماماً مع رؤية السلطة الوطنية الفلسطينية بقيادة الأخ الرئيس أبو مازن وهي تسعى يوميا لتثبيت شعبنا الأرض، وخلق الوقائع الايجابية، وترسيخ مفهوم الدولة كواقع على الأرض لا يستطيع ولا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو ينكره إطلاقا، وهذه هي الفكرة الأساسية التي استند إليها مشروع السلطة الوطنية الذي استهدف الإعداد والتهيئة وتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة التي تشكل الهدف الأساسي لمشروعنا الوطني"

وأكد رئيس الوزراء على أن الدولة لا تقوم على خلفية فراغ، وإنما على أسس متينة ومؤسسات قوية وأنظمة حكم وإدارة ناضجة وقادرة على تلبية كافة الخدمات لمواطنيها بكفاءة عالية واقتدار، وقال "إن انجاز الجاهزية الوطنية لقيام الدولة، والنجاح في تقديم نموذج جيد للحكم والإدارة وتقوية المؤسسات وتعزيزها، وأيضا من خلال توفير البنية التحتية الأساسية اللازمة ، إن كان ذلك من قبل القطاع العام، أو من قبل القطاع الخاص، والتي شكلت بمجملها الركيزة الأساسية للجهد والنضال السياسي المبذول من قبل منظمة التحرير الفلسطينية للوصول بهذا المشروع الوطني إلى نهايته الحتمية والمتمثلة أساسا في تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له على كامل الأرض المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وأضاف "نحن في المراحل الأخيرة من هذا الجهد السياسي المبذول على الساحة الدولية، وبما يشمل الإعداد للاجتماعات القادمة للأمم المتحدة، وهذا التحرك مستند بشكل أساسي على النجاح الذي حققته السلطة الوطنية على صعيد انجاز ما هو مطلوب لتحقيق الجاهزية الوطنية لقيام الدولة".

وحيا رئيس الوزراء شركة فلسطين للاستثمار العقاري وكافة ممثلي القطاع الخاص على كل ما يقومون به محاولين كسر الطوق الإسرائيلي والحصار المفروض على شعبنا، من خلال الإصرار على التعمير والبناء في مختلف هذه المناطق، وخاصة ما تقومون به في منطقة الأغوار من خلال المشاريع الزراعية النموذجية والبحث عن فرص استثمارية في تلك المناطق، وقال "هذا هو منهجنا وهو ما وجه عمل السلطة الوطنية في إطار ما أسميناه تحقيق الجاهزية الوطنية لقيام الدولة"، وأضاف "هذه الجاهزية الوطنية تحققت بشهادة القوى المؤثرة في العالم، وهذه الشهادة أعطيت لنا في شهر نيسان من العام الحالي عندما أقرت بأن السلطة الوطنية الفلسطينية قد تجاوزت بالفعل عتبة الجاهزية لقيام الدولة من خلال مؤسسات دولة قوية قادرة على تقديم الخدمات لمواطنيها بكفاءة واقتدار عاليين، وبما يفوق مؤسسات دول قائمة". وتابع فياض "هذا مهم ولكن الجاهزية تشمل أيضا مشاريع البنية التحتية الأساسية المنفذة من قبل القطاع العام كالطرق والمنشات, والكهرباء والمياه، وتشمل بشكل واضح أيضاً ما يقوم به القطاع الخاص من مشاريع بالبنية الأساسية وفي مقدمتها الإسكان، وفي ذلك كله ما يثبت ويبرهن بما لا يدع مجال للشك إصرار شعبنا على البناء والبذل بالعطاء وعلى إبداعه وإصراره على العيش بحرية وكرامة"، وأضاف "أحيكم على ريادتكم وعلى روح التفاؤل، وعلى ما تبثونه من روح الأمل، وبما يعزز صمود وثبات مواطنينا على أرضهم، وبما يخلق فرص عمل، وأيضا من خلال ذلك كله ما يضيف للانجاز وما يراكم على الانجازات الأخرى، وما يبرهن ويعكس صورة حقيقية عن الشراكة الفاعلة بين مختلف مكونات المجتمع الفلسطيني في القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلي ومؤسسات الحكم المحلي"

وشدد رئيس الوزراء على ضرورة إنهاء الانقسام، وتنفيذ اتفاق المصالحة الذي تم التوقيع عليه، وقال "لا ينبغي أن يكون هناك أي تسليم بأن هناك عقبة أمام عدم انجاز هذا الاتفاق، وأؤكد لكم أنها ليست قائمة ولا بد من انجاز هذا المشروع فلا يجوز التفكير بالتأجيل تحت أي عنوان أو مبرر كان"، وأضاف "علينا استحقاق سياسي وعلينا التحرك دولياً، ولا بد من متابعته وصولا إلى الأمم المتحدة، فالجاهزية الوطنية ومنذ اليوم الأول عرفناها بما يشمل قطاع غزة، وهذا عنصر قوة، وبالعكس الذهاب إلى المحافل الدولية والوطن مقسم وممزق هو عنصر ضعف وإضعاف لهذا المشروع الوطني" وتابع فياض " الأمر الذي يحقق المصالحة هو الصدق مع الناس ومواجهتهم في الحقيقة فلا يمكن أن يكون هنالك عقبة إطلاقا في سبيل تحقيق ذلك".

وفي ختام كلمته أشاد رئيس الوزراء بصمود القطاع الخاص في قطاع غزة ومحاولاته الشجاعة للنهوض من تحت الركام ومن تحت الأنقاض.