وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

اطلاق الخطة الاستراتيجية لتطوير السياحة في محافظة بيت لحم

نشر بتاريخ: 25/07/2011 ( آخر تحديث: 25/07/2011 الساعة: 18:05 )
بيت لحم -معا- نظمت وزارة السياحة والآثار وغرفة تجارة وصناعة محافظة بيت لحم ورشة عمل للاطلاق خطة تطوير النشاط السياحي في المحافظة، وذلك بحضور د. خلود دعيبس وزيرة السياحة والآثار والمحافظ عبد الفتاح حمايل محافظ بيت لحم ود. سمير حزبون رئيس الغرفة التجارية وجون كرايفيلد من الوكالة الامريكية للتنمية الدولية US Aid والدكتور فكتور بطارسة رئيس بلدية بيت لحم والمهندي راجي زيدان رئيس بلدية بيت جالا واعضاء الجمعيات والنقابات الممثلة للقطاع السياحي الفلسطيني الخاص ومنظمات المجتمع المدني ذات العلاقة بالقطاع السياحي.

ورحب محافظ بيت لحم الوزير عبد الفتاح حمايل بالحضور، مشيرا الى أن هذه الورشة تأتي في سياق تطوير السياحة في بيت لحم نحو الأفضل وصولا الى وضع خطة إستراتيجية كاملة لاستغلال النعمة التي وهبها الله لنا بهذه الارض المقدسة وما تحويه من مواقع دينية وطبيعية واثرية هامة"، مشيرا الى ان السياحة في بيت لحم قد دفعت ثمنا غاليا في السنوات الماضية اثر الاحتلال الا انها اليوم تنهض من جديد ونرى مجموعات السياح تأتي الى المدينة لتنام وتاكل وتتحرك بخدمة جيدة وبأمان تام".

وفي كلمتها للمشاركين في الورشة فقد شكرت الوزيرة دعيبس كل من ساهم في اعداد هذه الخطة من فريق العمل والفريق الفني والوكالة الامريكية للتنمية على تعاونها المستمر في دعم السياحة الفلسطينية.

وتطرقت الى الهدف من عقد هذه الورشة، وخاصة في هذا الوقت بعد ان شهدت السياحة ازدهارا كبيرا تمثل بارتفاع أعداد السياح والزوار، وارتفاع نسبة الإقامة في الفنادق الفلسطينية، الأمر الذي أدى إلى المزيد من الاستثمارات في قطاع الفندقة، وبناء فنادق جديدة، مشيرة إلى أن ذلك يوفر ظرفاً مثالياً للبدء وبالشراكة بين كافة الأطراف لوضع خطة تطوير العمل السياحي في بيت لحم لتحقيق اكبر منفعة ممكنة، مشيرة الى ان خطة العمل هذه تشمل على آليات لإطالة فترة إقامة السياح في بيت لحم وتطوير المسارات السياحة، وأنماط سياحة جديدة وتنظيم الوضع السياحي، بما يشمل تجميل البلدة وتوفير كافة المرافق اللوجستية المطلوبة، وتنسيق العمل لتحويل تجربة زيارة بيت لحم إلى تجربة جذابة وديناميكية للزوار، ومساعدتها على جني المزيد للاقتصاد الفلسطيني، حيث من الممكن أن تصبح تجربة الزيارة اكبر من ذلك بكثير، وأكثر ربحية وذات توظيف أفضل للسوق السياحية، ما يعود بالفائدة على جميع أنحاء المحافظة وضواحيها.

اما جون كرايفيلد المتحدت باسم الوكالة الامريكية للتنمية الدولية US Aid فقد ثمن التعاون المثمر مع وزارة السياحة والآثار، مشيرا الى التزام الجانب الامريكي بمواصلة الجهود لدعم وتنمية الاقتصاد الفلسطيني والسياحة الفلسطينية

بدورها المهندسة ندى الاطرش التي تحدثت باسط فريق عمل اعداد الخطة والمكون من كافة المؤسسات ذات العلاقة فقد شكرت وزارة السياحة والآثار والغرفة التجارية على هذه المبادرة واشادت بالتعاون بين كافة المؤسسات للخروج بهذه الخطة.

وقدم الدكتور سمير حزبون رئيس الغرفة التجارية عرضا حول نتائج الدراسة المسحية التي نفذها فريق العمل من خلال استبيان وزع على اكثر من 500 سائح في بيت لحم تمحور حول انماط السياحة والجنسيات وكيفية تنظيم الرحلات ورضى السياح عن الخدمات المقدمة وفترة الاقامة وغيرها.

كما وقدم سامي خوري من الطاقم الفني المختص باعداد الخطة عرضا حول النتائج التي توصل لها الطاقم الفني وخطة العمل المقترحة وآليات التطبيق والتنفيذ من خلال الشراكة بين كافة الجهات والمؤسسات ذات العلاقة

وفي نهاية الورشة والتي ادارها غسان الجمل من الوكالة الامريكية للتنمية فقد فتح المجال للنقاش والمداخلات التي اثرت الخطة واضافة تعديات وتوصيات جديدة.

ملخص تنفيذي لخطة تنمية السياحة في بيت لحم

على مر السنين، اعتبرت بيت لحم واحدة من أكثر المدن الفلسطينية جذباً لملايين الزوار والحجاج من مختلف بقاع الأرض، كونها مدينة "مهد المسيح" حيث أن البعد الديني لبيت لحم جعل من زيارتها "تجربة" خاصة لحجاج وزوار الأراضي المقدسة. وقد سجلت الأعوام السابقة أرقاماً قياسية من حيث اعداد الزوار وليالي المبيت في بيت لحم. حيث شهدت المحافظة نمواً متزايداً في الطلب عليها من قبل الأسواق التقليدية والجديدة وشهد القطاع السياحي في بيت لحم انتعاشاً رافقه العديد من الاستثمارات الجديدة المتزايدة سنوياً. فقد تم إنشاء الفنادق، المنتجعات، المطاعم، المتاحف والعديد من أماكن الجذب السياحي المختلفة والتي افتتحت للتكامل مع الخدمات الموجودة لتلبي حاجات زوار المحافظة من محليين وأجانب.

وعلى الرغم من الأرقام القياسية اقتصاديا والقدرة الاستيعابية إلا أن بيت لحم لم تستطع تحقيق الغايات المنشودة لقطاع السياحة ولا سيما أن جزءًا كبيراً من عائدات السياحة يذهب إلى جهات خارج الاقتصاد المحلي وبشكل أساسي إلى إسرائيل. ومن المعروف أن غالبية السياح إلى بيت لحم يقومون بزيارة المدينة ليوم واحد فقط وبعض الأحيان لنصف يوم مع التأكيد بأن برنامج رحلتهم المعد مسبقاً يشمل زيارة كنسية المهد ثم حقل الرعاة في بيت ساحور ومن ثم القيام التسوق من أحد محلات بيع التحف الشرقية المحلية. بالتالي فان معظم مرافق الجذب السياحي المحيطة بساحة المهد وأية مواقع أخرى في المحافظة لا تحظى بزيارة من قبل غالبية هؤلاء السياح والزوار.

ومما لا شك فيه بأن المواقع السياحية خاصة في بيت لحم وفي فلسطين بشكل عام تواجه مجموعة من العقبات والتحديات. وعلى رأس هذه العقبات الاحتلال الإسرائيلي واستمرار الصراع.

بالإضافة إلى ما سبق ذكره ولو وضعنا جانباً العقبات الخارجية والمناخ السياسي، فان بيت لحم ما زالت تواجه مجموعة من نقاط الضعف الداخلية والتحديات التي يجب تجاوزها حتى تستطيع تحقيق الأهداف والغايات المنشودة.

لقد هدفت هذه الخطة للتركيز أساساً على القضايا الداخلية والضعف القائم، آخذين بعين الاعتبار ضرورة الاهتمام بالنواحي التي يمكن لنا كفلسطينيين السيطرة عليها في القطاع السياحي. إن التدخل أو المساهمة المطلوبة في بعض الأحيان تحتاج وتتطلب الإدارة والالتزام والتعاون من أجل تطوير وتنمية بيت لحم باعتبارها مقصداً سياحياً.

وحتى هذه اللحظة، يلاحظ وبشكل واضح عدم توفر التعاون والتنسيق الكافي بين اللاعبين الأساسيين لهذا القطاع، مما يعني بأن المحافظة تفوت الفرصة لتصبح مركز الضيافة الرئيسي من خلال تطوير السياحة والمرافق التابعة لها. اذ أن مخاطبة نقاط الضعف هذه وتعزيز نقاط القوة يمكن أن يشكل مدخل للتغيير في ديناميكية هذه الصناعة.

في الخامس من آذار لعام 2011 أطلقت وزارة السياحة والآثار وبالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة بيت لحم مشروع خطة تطوير السياحة في بيت لحم من خلال المؤتمر الذي عقد لهذه الغاية. حيث كان الهدف الرئيسي لهذا المؤتمر، بناء إجماع بين الشركاء الأساسيين للصناعة السياحية وتأكيد أهمية توفير خطة شاملة للتطوير. حيث تم تشكيل فريق عمل لهذا الغرض برعاية وزارة السياحة والآثار من أجل إعداد وتحديد الأولويات ووضع خطة عمل للنهوض بهذا القطاع وتحسين أداءه والاستفادة من تجربة السياح في المحافظة.

وقد وضع فريق العمل سوياً مع الفريق الفني خطة عمل لمدة أربعة أشهر شملت تقييم للوضع الراهن (العرض مقابل الطلب السياحي)، ثم دراسة وتحليل تجربة السياح لهذه المحافظة من خلال القيام بدراسة مسحية للتعرف على مدى رضا زوار المحافظة ومن ثم التعريف بالاحتياجات على المديين القصير والمتوسط والتداخلات المطلوبة لمواجهة التحديات والفرص.

وعلى الرغم من وجود استراتيجيات عديدة، فقد قدم فريق العمل أفكاراً مختلفة ركزت بشكل كبير على السياح وتحقيق عائد مرتفع على الاستثمار. وقد شملت بعض هذه التوصيات ضرورة الاهتمام بتطوير البنية التحتية وتوفير مسارات سياحية عبر المحافظة وتعزيز الاهتمام بالزيارة إلى ساحة وكنيسة الميلاد، كذلك إدخال منتجات وخدمات جديدة تشمل النواحي التراثية والزيارات البينية، بالإضافة إلى وضع استراتجيات ترويجية وتسويقية وتوفير أفضل الوسائل لإيصال المعلومات للسياح وتطوير مجمل البنية التحتية وتأهيل المشاريع المختلفة.

إن أحد جوانب دراسة مدى رضا السياح عن تجربة زيارتهم، كانت لفحص مجموعة من الاقتراحات التي تقدمت بها مجموعة فريق العمل والتي شملت اقتراح توفير خدمة نقل السياح مساءاُ وذلك بتشغيل حافلات سياحية بشكل منتظم لنقل زوار الفنادق للمشاركة في الفعاليات التراثية والثقافية المسائية أو لمشاهدة شروق الشمس، حيث لاقت غالبية هذه الاقتراحات والأفكار إقبالا عالياً من خلال نتائج الدراسة الميدانية.

وقد كلف فريق العمل بإعداد وتصميم خطة لتطوير السياحة في محافظة بيت لحم لتكون قابلة للتنفيذ وليست وثيقة توضع على الرف. خطة عمل قابلة للتطبيق ولذلك تم التركيز في هذه الخطة على الفعل والعمل.

لذلك، إن كل مقترح في هذه الخطة مرتبط بواحدة أو أكثر من المؤسسات التي يجب أن تكون منخرطة بتنفيذها ومن أجل السير إلى الأمام. ولاسيما وأن العديد من هذه النشاطات تعتمد في نجاحها على التطبيق الناجح لبعضها البعض مما يتطلب تعميق المفهوم والتعاون والتكامل بين الجميع لإنجاح هذه الخطة.