وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: نمر بأزمة مالية صعبة مرتبطة بالمساعدات الخارجية

نشر بتاريخ: 25/07/2011 ( آخر تحديث: 25/07/2011 الساعة: 23:44 )
رام الله - معا - أكد رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض على أن السلطة الوطنية تمر بأزمة مالية صعبة لم تمّكنها من دفع فاتورة الرواتب للشهر الماضي، وقال "مره أخرى أود التأكيد، وفي إطار ما يشار له ويستخدم كاداه للتشكيك، بأنه لدنيا أزمة مالية خانقة" وأضاف "مصدر الأزمة المالية مرتبط في ورود المساعدات الخارجية، التي حصلنا على أقل مما ينبغي أن نحصل عليه والملتزم به".

ودحض فياض بقوة محاولات استخدام الأزمة المالية للتشكيك بالجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، ووصف المشككين بالانهزاميين والذين يسلمون بالمر الواقع وقال "إن موازنة السلطة الوطنية على مسار تحقيق المزيد من الاعتماد على الذات والقدرات الذاتية، وهذا مثبت، ولكن ما حصل هو نقص في المساعدات الخارجية المستمر والمتصل من شهر إلى الشهر الذي يليه، وهناك قدرة على احتمال مثل هذا النقص، وعندما يستمر لا بد أن تتعرض الدولة إلى هزه مالية أو أزمة مالية".

|139056|

وأوضح فياض أن هذا الأمر لا يتعلق بالمطلق بعدم الجاهزية أو بما يدلل على ضعف في الجاهزية بالقياس مع الدول الأخرى، وقال "هناك دول قائمه تاريخية وعريقة تتعرض لأزمة ماليه خانقة تعصف بها، وهي أشد بكثير من الأزمة التي نواجهها"، وتساءل رئيس الوزراء "هل هذا يعني أن تنحل هذه الدول ؟"، وقال "هذا غير واقعي ولا يوجد منطق في هذا الطرح، والحكم لا يأتي على هذا الأساس، فالحكم يتم على أداء المؤسسات التي تعمل وفق موجهات ومحددات لسياسة ماليه تهدف إلى تحقيق المزيد من الاعتماد على الذات أو لا".

جاء ذلك خلال كلمة رئيس الوزراء لدى افتتاحه منتزه بلدية بيتوبنا، بحضور المهندس مازن غنييم وكيل الحكم المحلي، وصفوان الحلبي مدير عام الحكم المجلي برام الله محافظ رام الله والبيرة د.ليلى غنام، ورئيس بلدية بيتونيا عرفات خلف، وأعضاء المجلس البلدي، وعدد من مثلي المؤسسات الرسمية والأهلية، وحشد من الأهالي.

|139055|

وأضاف فياض "نحن الدولة الوحيدة في المنطقة خارج الدول النفطية، والتي استمرت في تخفيض العجز في موازنتها سنه تلو الأخرى منذ عام 2009 حتى يومنا هذا، وقال "احتياجنا التمويلي لسد العجز في الموازنة انخفض بمقدار النصف وهو مستمر في الانخفاض، وكلي ثقة بأننا سوف نتمكن من الوصول إلى نقطة تعادل بحلول أواخر عام 2013" وأضاف "سيساهم في تحقيق ذلك كثيرا النجاح في عودة الأمور إلى طبيعتها فيما يتعلق بالوضع الداخلي وإنهاء الانقسام وعودة الوحدة للوطن، وبطبيعة الحال نحن بحاجة إلى ما هو أهم من الوضع المالي والاقتصادي، ألا وهو الشأن السياسي الوطني"، وتابع "بدون غزه لا أرى كيف يمكننا الوصول بمشروعنا الوطني إلى ما نبتغيه في قيام دولة مستقلة على كامل أرضنا المحتلة منذ عام 1967"، وقال هذا الأمر سيساعد في اتجاه تسريع وحث الخطى في اتجاه الوصول إلى درجه أفضل من الاعتماد على الذات وتعظيم القدرات الذاتيه. فهذا واقع، وهذا ليس خيالاً , بعيداً عن المزايدات والشعارات الرنانة التي تضر ولم تعد تنفع". وأضاف "بجهد حقيقي وتطوير مستمر نواجه الأزمة ونتجاوزها، ويُحكَم لنا أو علينا وهذا أمر نتركه للتاريخ، ويجب أن نعمل وفقاً لقاعاتنا.

|139054|

وشدد فياض على أن السلطة الوطنية ستستمر في بذل قصارى جهدها لتوفير الدعم المطلوب، وقال "لكن في المحصلة النهائية لا يمكننا أن نتهرب من المسؤولية والاستحقاق المترتب علينا"، وأضاف "علينا أن ندير الأمر بأقصى درجات الكفاءة والمهنية مهما واجهتنا الصعاب"، وتابع "شعبنا الفلسطيني لم تكن يوماً طريقه يوما مفروشة بالورود، وهو لن يضل الطريق، ولكن أقول لكم أن هناك نهاية لهذا النفق المظلم، وسنصل بمشروعنا الوطني إلى نهاية النفق وسيبزغ فجر الحرية على فلسطين وقراها ومدنها ومخيماتها ومضارب بدوها وصولا إلى أزقة البلدة القديمة في القدس الشريف العاصمة الأبدية لدولة فلسطين".

وأكد رئيس الوزراء على أن السلطة الوطنية تعمل وبكل الإمكانات المتاحة لديها على تعزيز صمود المواطنين وتثبيتهم على أرضهم في مختلف المناطق، وخاصة في المناطق الريفية والمهمشة والمتضررة من المشروع الاستيطاني الإسرائيلي.

وأشار إلى أن جوهر عمل السلطة الوطنية استهدف في المقام الأول بناء المؤسسات القوية والقادرة على الأداء كمؤسسات دولة من حيث تقديم الخدمات للمواطنين بكفاءة عالية واقتدار، وقال "سلطتكم الوطنية وعلى كافة المستويات الرسمية والأهلية نجحت بالفعل بالقياس مع الأهداف المعلنة لبرنامجها الذي أطلقته في أواخر عام 2009 "فلسطين: إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة" في الوصول بهذا المشروع إلى ما تجاوزت به السلطة الوطنية الفلسطينية، وبشهادة القوى المؤثرة بالمجتمع الدولي، عتبة الجاهزية لقيام دولة فلسطين"، وأضاف "هذه محطة هامة عندما اجتمع المانحون وقرروا، وبناءً على العديد من التقارير التي قُدمت إليهم من مؤسسات دولية ذات اختصاص، بأن مؤسسات السلطة الوطنية الفلسطينية قد تجاوزت بالفعل عتبة الجاهزية لقيام الدولة من خلال مؤسسات دولة قوية قادرة على تقديم الخدمات لمواطنيها بكفاءة واقتدار عاليين، وبما يفوق مؤسسات دول قائمة".

|139053|
وشدد فياض على أن الدولة لا تقوم على خلفية فراغ، وإنما على أسس متينة ومؤسسات قوية وأنظمة حكم وإدارة ناضجة وقادرة على تلبية كافة الخدمات لمواطنيها بكفاءة عالية واقتدار، وقال "إن انجاز الجاهزية الوطنية لقيام الدولة، والنجاح في تقديم نموذج جيد للحكم والإدارة وتقوية المؤسسات وتعزيزها، وأيضا من خلال توفير البنية التحتية الأساسية اللازمة، واعتبر رئيس الوزراء أن النجاح في تحقيق ذلك هو الذي شكل الركيزة الأساسية للجهد والنضال السياسي المبذول من قبل منظمة التحرير الفلسطينية للوصول بهذا المشروع الوطني إلى نهايته الحتمية والمتمثلة أساسا في تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له على كامل الأرض المحتلة منذ عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية"، وأضاف "نحن في المراحل الأخيرة من هذا الجهد السياسي المبذول على الساحة الدولية، وبما يشمل الإعداد للاجتماعات القادمة للأمم المتحدة، وهذا التحرك مستند بشكل أساسي على النجاح الذي حققته السلطة الوطنية على صعيد انجاز ما هو مطلوب لتحقيق الجاهزية الوطنية لقيام الدولة"، كما أنه يستند إلى حقوقنا الوطنية التي أقرتها الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولي.

وأشار رئيس الوزراء إلى أن تنفيذ المشاريع التنموية والحيوية في مختلف المناطق لم يأتي إلا استجابة لحاجة فلسطينية أساسية بهدف تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له، وقال "أقول هذا في الوقت الذي ما زال البعض يواصل التشكيك بهذه الانجازات وكأنها مشروع وأجندة خارجية"، وأضاف "هذه الانجازات إنما هي انجازات الشعب الفلسطيني، وهي ليست مشروعاً شخصياً لفلان أو فلان، وتأتي على أساس الاستجابة لاحتياجات المواطنين كما يرونها هم بأنفسهم"، وتابع "هذه أسمى درجات الرقي في إعداد الخطط التنموية، وفي تنفيذها ويحصل هذا كله في فلسطين، نعم وتحت الاحتلال، وبالرغم من الاحتلال وللتعجيل في إنهائه، ثم ننتقل إلى مرحلة التصميم، الدراسات من وزارة الحكم المحلي"

وشدد فياض على أن انجاز هذه المشاريع هو نتيجة جهد جماعي تضافرت فيه الجهود على كافة المستويات الأهلية والرسمية، وقال "عندما يكون هناك انجاز من هذا النوع، يقال ساهمت به السلطة الوطنية الفلسطينية وليست الوزارة المعينة"، وأضاف "نعم، نرسخ لمستقبل يكون فيه الأساس هي الدولة وما تقدم لمواطنيها من خدمات وليس مؤسسة بعينها أو وزارة بعينها وإنما نتحدث عن دولة بمؤسساتها كافة على المستويين الرسمي والأهلي".

وحيا رئيس الوزراء العاملين في وزارة الحكم المحلي على المشاريع العديدة التي أنجزتها في كافة أنحاء الوطن، كما حيا وزارة الأشغال وسلطة المياه وسلطة الكهرباء، وكافة المؤسسات الرسمية والأهلية التي لها علاقة في تنفيذ هذه المشاريع وهذه المبادرات، من مراحل الدراسات إلى مراحل التنفيذ، وقال " إذا ما أردنا أن نأخذ على محمل الجد محاولات التشويه والتشكيك التي تطلق بدون عناء، والتي لا تدل إلا على روح انهزامية قائمة على أساس التسليم بالواقع، إذا لا بد لنا من أن نصدق بان كل هذه الأطراف والمؤسسات والمواطنين الذين انخرطوا في انجاز هذه المشاريع وترسيخها كوقائع ايجابية على الأرض من خلال العمل المتواصل ليلاً ونهاراً كلها تنفذ أجندة خارجية، هل يعقل بان يجري الاستخفاف بالشعب الفلسطيني الذي انخرط بغالبيته في هذا المشروع الوطني واتهامه بالارتباط في أجندة خارجية!!" وأضاف "أن الأوان لأن نتجاوز هذه الترهات، وهذا الإجحاف. فشعبنا لم يعد تنطلي عليه مثل هذه الأقاويل، وقد ولى زمن الشعارات الفارغة من أي مضمون عملي وحقيقي، وشعبنا يعرف الطريق ولن يضلها"

وفي ختام كلمته هنأ رئيس الوزراء أهالي بيتونيا على انجازهم وقال "من خلال ما ينجز ومن خلال مراكمة هذه الانجازات تتعاظم قدرت شعبنا على الانجاز، لا بل وأقول بحتمية الوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية المتمثلة أساساً بإنهاء الاحتلال وتمكين شعبنا من تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة".

جدير بالذكر أن منتزه بيتونيا تبلغ مساحته ما يقارب 6 دونمات، ويضم مطعماً ومساحات لألعاب الأطفال وجلسات عائلية وشبابية، وبلغت تكلفته الاجمالية 750 ألف دولار مولتها السلطة الوطنية.