وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

دوريتا: تحي رياضة المبارزة وتبعث الأمل في لاعبي نادي الطفل بالامعري

نشر بتاريخ: 25/07/2011 ( آخر تحديث: 25/07/2011 الساعة: 22:15 )
رام الله - معا - فراس العاروري الناطق الإعلامي - كثيرة هي المواقف البطولية التي نسمعها ونشاهدها في بلادنا سطرها متضامنون أجانب مع شعبنا ونادوا بحقه في الحياة وبعدالة قضيته على هذه الأرض وطالبوا بمنحه الحرية وأبسط حقوقه البشرية , فكسروا كل حواجز الخوف واللاإنسانية وتجاوزوا كل البروتوكلات الرسمية المتحفظة التي تلتزمها حكوماتهم , ونقلوا رسالتنا بكل جرأة وشجاعة ومصداقية وشفافية إلى العالم أجمع فكانوا صوت الحق والشرعية الذي سبق كل القرارات والمراسيم الدولية " الشكلية " .

قصتنا اليوم مختلفة نوعاً ما , فهي عبارة عن تضامن رياضي ومساندة بطريقة غير تقليدية ,فتاة لم تشدها المسيرات والمظاهرات والهتافات ولم تجذبها الإعتصامات والإضرابات , فتاة رأت في الرياضة طريقة أكثر نجاعة للمقاومة , وشعرت أن في المبارزة تأثيراً أكبر على العالم فمن خلال السيف القابع في قبضة المبارز الفلسطيني تكشف كل المؤامرات ويحشر العالم في الزاوية مذهولاً أمام جبروت وتحدي وعزيمة وإصرار وعظمة هذا الشعب , وعن طريق هذه اللعبة يرفع العلم الفلسطيني في المحافل الدولية أمام أعين البشرية جمعاء وفي مواجهة أعتى الدول وأعرق الحضارات ومن ضوء نصل السيف تتجلى الحقيقة وعلى وقع ضرباته يصرخ المبارز الفلسطيني ليصل صوت شعب مقيد محتل مظلوم قابع خلف جدار إلى العالم كله ولسان حاله يقول " أنا موجود , شعبي موجود , عاشت فلسطين "

|139135|

دوريتا فرونسكيه , إبنة السادسة والعشرين ربيعاً البطلة العالمية في رياضة المبارزة القادمة من بولندا في أقصى الشرق الأوربي دكتورة التاريخ في جامعة العاصمة " وراسو " , تروي لنا حكايتها مع نادي الطفل ومركز شباب الأمعري وتكشف لنا عن سر تعلقها بأرض وشعب فلسطين وزياراتها الدورية لهذه البلد الطاهرة .

تقول دوريتا أنا هنا في فلسطين وبالتحديد في مخيم الأمعري للمرة الرابعة على التوالي , زيارتي الأولى كانت في عام 2007 وقتها كنت في زيارة للمنطقة مع بعض الأصدقاء لتقودنا الصدفة إلى مخيم الأمعري وأتفاجئ بما شاهدته ولمسته من حسن الضيافة والإستقبال , والإمكانيات الجيدة والإهتمام برياضة المبارزة من قبل المسؤول عنها في نادي الطفل والأمعري عضو الإتحاد نضال عباس , الأمعري وفر لنا المسكن والمأكل وحتى أنهم يعلموننا اللغة العربية , حينها قررت أن أعود إلى هذا المكان , وأن أسخر خبراتي للذين يحتاجونها ويمكنهم الإستفادة منها ومن هنا داومت كل عام في مثل هذا الوقت أن آخذ إجازة من الجامعة على حسابي الشخصي وأن أحضر إلى هنا وأدرب لاعبين ولاعبات مركز شباب الأمعري ونادي الطفل لإنهم يكونون متفرغين في هذا الوقت ويقضون إجازتهم المدرسية .
|139136|

وعند سؤالها عن بداياتها وإنجازاتها في رياضة المبارزة قالت دوريتا : بدايتي مع المبارزة كانت في عمر الست سنوات على يد عمي البطل الأولمبي " وايكتش زلاتكوك " فهو من دفعني لممارسة هذه الرياضة وكان مصدر إلهامي , إلتحقت بنادي وارسو الأشهر في بولندا والذي يضم العديد من الأبطال العالمين وكان لهذا الأمر أثر إيجابي كبير علي , أخترت لتمثيل منتخب بولندا أول مرة في سن الخامسة عشر , ومن بعدها تم إختياري في جميع الإستحقاقات والبطولات الدولية لمدة خمس سنوات متتالية , حققت بطولة أوربا مرتين لفئة الـ ( إيبي ) والمركز الخامس في بطولة العالم التي جرت في بودابست والسادس في ألمانيا .

وعن طموحها وأهدافها في فلسطين قالت : أطمح بأن أساعد في إنشاء جيل من الشبان والشابات الفلسطينين قادر على تمثيل بلادهم وتشريفها في المحافل الدولية من خلال رياضة المبارزة .

وإختتمت دوريتا المقابلة بتوجيه رسالتين , الأولى كانت للعالم الخارجي
|139137|
والشعوب الأوربية والمسؤولين والرياضين حيث دعتهم لزيارة فلسطين وقالت بأن الشعب الفلسطيني شعبٌ ودود ومضياف ولكنه مظلوم في نفس الوقت , شعبٌ يملك الإرادة ويريد الحياة لكنه بحاجة إلى الفرصة ويحتاج دعمكم ومساعدتكم , الرسائل التي تذاع وتنشر عن المنطقة مغلوطة وخاطئة ولا تمت للواقع بصلة , عليكم بالقدوم إلى فلسطين ورؤية الواقع بأعينكم , أما الرسالة الثانية فوجهتها دوريتا إلى المسؤولين عن رياضة المبارزة في اللجنة الأولمبية وطالبتهم بمساعدة إتحاد المبارزة الفلسطيني , وقالت دوريتا يوجد هنا بيئة خصبة ومواهب عديدة وإمكانيات جيدة إذا أستغلت بالشكل الصحيح فإنها ستحقق أفضل النتائج , المبارزون الفلسطينيون لا يقلون كفائة وموهبة عن نظرائهم في الخارج لكنهم يحتاجون عناية وإهتمام , في فلسطين تصرف ملاين الدولارات على رياضة مثل كرة القدم ونرى تهميش على مستوى الرياضات الفردية , المبارزة رياضة مكلفة مقارنة بالرياضات الأخرى وتحتاج إلى دعم متواصل ومتابعة مستمرة , يجب ان يكون هنالك متابعة وإهتمام رسمي أكبر في هذه الرياضة .

|139138|

وشكرت دوريتا نادي الطفل ومركز شباب الأمعري على حسن الضيافة وقالت لا بدي لي أن أشكر النائب جهاد طمليه ورئيس إتحاد المبارزة الفلسطيني داوود متولي وعضو الإتحاد نضال عباس على حرصهم الدائم ومتابعتهم الحثيثة لأموري والتواصل المستمر معي وتوفير كافة إحتياجاتي , أتمنى للفلسطينين مستقبل مشرف وأفضل في كافة مجالات الحياة وفي رياضة المبارزة بشكل خاص .