وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: نعمل على تطوير نظام امتحانات التوجيهي للتخفيف من توتر الطلبة

نشر بتاريخ: 27/07/2011 ( آخر تحديث: 27/07/2011 الساعة: 21:06 )
رام الله -معا- استهل رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض حديثه الإذاعي الأسبوعي الذي سجلّه من العاصمة المصرية حيث كان يشارك في الاجتماع الطارىء لمجلس جامعة الدول العربية، بالقول:" أحييكم من القاهرة حيث أنهيت للتو اجتماعاً لي مع مجلس جامعة الدول العربية لعرض الصعوبات المالية التي تواجهها السلطة الوطنية الفلسطينية، لا بل وأقول الازمة المالية التي لا بد لنا من ايجاد علاج لها من خلال السعي الدائم للحصول على ما يكفي للتغلب عليها، ومعالجة التأثير السلبي الكبير الناجم عن نقص التمويل الخارجي بالقياس مع ما هو مبرمج في موازنة العام الحالي".

وأضاف: "كانت فرصة لي للقاء ممثلي الدول العربية كافةً وعرضنا الوضع عليهم، وطلبنا منهم أن ينقلوا صورة الوضع المالي بكامل مكوناته والصعوبات التي نواجهها الى عواصمهم مع الدعوة، والتأكيد، على ضرورة التحرك وبشكل حثيث لمساعدة السلطة الوطنية الفلسطينية على تجاوز هذه المحنة وفي هذا الوقت بالذات".

وكان رئيس الوزراء قد أفرد حديثه الإذاعي حول التعليم وعلى التوجيهي ونتائجه، وقال: "احتفلت الآلاف العائلات في فلسطين، ومعها كل أبناء شعبنا، قبل بضعة أيام، في مختلف محافظات الوطن وبعض دول المهجر بمناسبة نجاح أبنائهم وبناتهم في امتحانات الثانوية العامة، وإذ أهنىء جميع الطالبات والطلبة الناجحين وعائلاتهم، والمتفوقين منهم بشكل خاص، وأتمنى لمن لم يحالفهم الحظ، بأن ينالوا النجاح في إمتحانات الإعادة، فإنني أتوجه بالشكر والتقدير إلى أسرة التربية والتعليم بكافة مكوناتها من طلبة وهيئات تدريسية وإدارات على الجهد الحيوي والهام الذي بذلوه لإنجاز امتحانات الثانوية العامة حسب المعايير المعمول بها عربياً ودولياً".

وقال فياض: "ونحن نحتفل بنجاح طالباتنا وطلابنا هذا العام، لا بد لي من التوقف عند قصص متميزة من الإنجاز والتفوق سطرّها طلبة مميزون، وأخص الذين حصلوا على المرتبة الأولى، حيث حصل الطالب هائل فريد حسني عبد الرازق من قرية صيدا في محافظة طولكرم على المرتبة الأولى في الفرع العلمي على مستوى الوطن بمعدل 99.7%، والطالبة سيما وليد محمد عبادي من يعبد في محافظة جنين التي حصلت على المرتبة الاولى في الفرع الأدبي على مستوى الوطن بمعدل قدره 99.4%. كما أتوقف أيضاً أمام تميز الطالب الكفيف محمد غسان أبو دقة من قطاع غزة، الذي حصل على المرتبة الأولى على مستوى قطاع غزة، والرابعة على مستوى فلسطين في الفرع الأدبي، بمعدل قدره 98.9%".

وأضاف:"لهم جميعا وللأوائل والمميزين جميعاً، أقول إن تميزكم ونجاحكم في تحدي الظروف الصعبة القائمة هو مفخرة لكل الفلسطينيين، وعنوان لتميز فلسطين التي تفخر بكم".

وأكد رئيس الوزراء أن نجاح وزارة التربية والتعليم والأسرة التربوية بصورة عامة في إنجاز امتحانات الثانوية العامة وتجاوز العقبات الكثيرة التي اعترضت المسيرة التعليمية، يؤكد مدى التقدم الذي حققته المؤسسة التعليمية في فلسطين، ويراكم على الجاهزية الوطنية التي نواصل ترسيخها لإقامة دولة فلسطين المستقلة، ونجحت السلطة الوطنية ورغم كافة الصعوبات والمعيقات في حماية وحدة النظام التعليمي وضمان تماسكه في الضفة الغربية وقطاع غزة، الأمر الذي حمى مستقبل مئات الآلاف من الطلبة.

وقال: " في الوقت الذي نحتفل فيه بنجاح جهود أبنائنا وبناتنا الطلبة هذا العام، فإننا نتطلع إلى المزيد من التطوير والتحسين في نظام التعليم، فالسلطة الوطنية تسعى، ومن خلال خطة التنمية الخمسية، والعناصر الأساسية التي تضمنتها خطة التنمية الوطنية في مجال التعليم والتعليم العالي للأعوام الثلاثة 2011-2013، للنهوض بصورةٍ جوهرية بآليات التعليم ومخرجاته، ولتعزيز إرتباطه باحتياجات السوق، ومرحلة ما بعد اكتمال بناء الدولة وترسيخ ركائزها الاقتصادية والاجتماعية وتحقيق سيادتها الكاملة على الأرض والاستثمار الكامل والأفضل لمواردها الطبيعية، وبما يُساهم في تحقيق توجهات التنمية الشاملة في بلادنا".

وأكد رئيس الوزراء أن هذا الأمر يتضمن السياسات التربوية والخطط المتصلة بالمناهج، وطرق التدريس، وتدريب المعلمين، وأشار إلى أن وزارة التربية والتعليم تعكف حالياً على دراسة معمقة بهدف بلورة توصيات وآليات لإجراء تطوير جوهري في نظام امتحانات التوجيهي بما يُساهم في التخفيف من حالة التوتر والقلق التي تترافق مع إجرائها ليس فقط لدى الطلبة والطالبات وذويهم، بل والمجتمع برمته، ويُساعد هذا النظام، ويُمكن الطلبة من التركيز على توجهاتهم وخياراتهم في الدراسة الجامعية، الأمر الذي يُساهم كذلك في تحسين مخرجات التعليم بما يتناسب مع احتياجات السوق.

وقال: "إن جوهر العملية التعليمية يتركز بالأساس على بناء الشخصية الكفوءة والقادرة على التحول إلى عضو منتج وفاعل، وعلى الانخراط في عملية البناء والتنمية الشاملة لدولة فلسطين والنهوض باقتصادها وبقدرتها على مواكبة التطور الجاري على الصعيد الدولي". وأضاف "لتحقيق هذا الأمر فإن وزارة التربية والتعليم تعمل على تحقيق مشاركة واسعة للتدقيق في هذه التوجهات والأفكار، وبمساهمة عدد من الكفاءات التربوية والمتخصصة في المؤسسات التعليمية الثانوية منها والجامعية، وبما يُساعد في بلورة إجماع واسع حول التوصيات والإجراءات اللازم اتخاذها لتطوير نظام الثانوية العامة التوجيهي، تمهيداً لإقراره من الجهات المختصة والمصادقة عليه من قبل الحكومة بعد العام الدراسي القادم".

وشدد فياض على أن هذا التوجه الجديد الذي تعكف وزارة التربية والتعليم على بلورته وتنفيذه هو جزء من السياسات والاستراتيجيات التي أقرتها الحكومة ضمن خطة التنمية الوطنية للأعوام الثلاثة القادمة، والتي تضمنت توجهات وأولويات جوهرية للنهوض بقطاع التعليم والتعليم العالي والإرتقاء بمعاييره ومناهجه ومخرجاته، وأكدت على ضرورة تطبيق نظام جديد لاختبارات الثانوية العامة، والذي مرة أخرى يهدف إلى تخفيف حالة التوتر لدى الطلاب وذويهم، وتركيز جهدهم الاساسي حول المواد التي يرغبون التخصص بها في دراستهم الجامعية، الأمر الذي سيساهم أيضاً في ايجاد آلية واضحة من التكامل بين المرحلتين الجامعية والثانوية.

وأكد رئيس الوزراء على أن الجهود التي تبذلها السلطة الوطنية بالتكامل مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني لتطوير البيئة التعليمية والتربوية في فلسطين تأتي في سياق الجهد المبذول لترسيخ دولة فلسطين، كدولة ديمقراطية عصرية ومنفتحة توفر لهم الإمكانية في تحديد خياراتهم وتُساهم في رعايتها، وبحيث يشعر كل أبنائها وبناتها بالفخر بها والانتماء والولاء لها.

وقال: "لقد إرتكزت إستراتيجية عمل السلطة الوطنية على استكمال المكونات الأساسية لدولة فلسطين، بما في ذلك، بكل تأكيد مؤسساتها القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مختلف المجالات. وفي المقدمة منها المؤسسة التعليمية، والتي هي أحد أهم هذه المكونات، حيث أننا ندرك القيمة الاستراتيجية للاستثمار في التعليم، وفي تعزيز دور الشباب في صنع التغيير وبناء المستقبل".

وشدد فياض على أن نتائج الثانوية العامة وقصص النجاح والتفوق هذا العام قد أثبتت أن شعبنا سيبقى مسلحاً بالثقة والقدرة والأمل بغدٍ أفضل رغم كل الصعوبات والمعيقات التي تعترضنا، وختم حديثه الإذاعي بقوله: "لا يسعني إلا أن أتقدم لكم جميعاً وأشد على أياديكم، على ما حققتموه، وكلي أملٌ وثقة بأنكم قادرون، ومعكم كل أبناء شعبنا، على رسم مستقبل دولة فلسطين. فأنتم المستقبل، وصناع الحياة".