|
أبو مازن: ذهابُنا إلى الأمم المتحدة ليس مرتبطاً بالمفاوضات
نشر بتاريخ: 27/07/2011 ( آخر تحديث: 28/07/2011 الساعة: 10:00 )
رام الله- معا- جدد الرئيس محمود عباس، اليوم الاربعاء، اعتزامه الذهاب الى الامم المتحدة لنيل الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، مؤكداً أن هذا التوجه ليس مرتبطاً بالمفاوضات، بل انه الذهاب الى العالم من أجل نيل الحق الفلسطيني.
وقال الرئيس في كلمة أمام المجلس المركزي الفلسطيني الذي عقد في مقر الرئاسة: "سنذهب الى الامم المتحدة، وسنحشد الدعم لهذا التوجه, ولدينا الآن 122 دولة تعترف بدولتنا على حدود العام 1967، والان النشاط موزع في كل مكان، ونريد أن نحشد الدعم والتأييد لنا، والقيادة في حالة اجتماع دائم، لنطلب الرأي والمشورة واجرينا حوارات مع دول عظمى، واخذنا آراءها". وقال الرئيس إن اجتماعاً سيعقد في الرابع من شهر اب بين خبراء قانونيين ولجنة عربية مصغرة، للحصول على الخلاصة القانونية لكيفية تقديم الطلب، لأنها امور معقدة، حتى لا نقع في اي اخطاء، واضاف: "سألنا الكل وأخذنا رأيهم". واشار الى انه لم يسمع رأياً رسميا حول موقف الولايات المتحدة من المسعى الفلسطيني، ولكنه حصل على الموقف الرافض من وسطاء، مؤكداً أن القيادة الفلسطينية لا تريد أن تتصادم مع امريكا، بل تريد التفاهم وتنسيق المواقف، مشيداً بالدعم المالي للسلطة، واصفاً العلاقة مع امريكا بالشراكة. واكد الرئيس عباس ان القيادة ستتوجه الى مجلس الامين وتقدم طلب العضوية الى الامين العام، فقد ننجح او لا ننجح، فهذا ليس بديلاً عن المفاوضات, ولكن شكل المفاوضات سيختلف إن حصلنا على دولتنا". وجدد الرئيس تأكيده على ان خياره الاول و الوحيد لا يزال هو خيار المفاوضات، وانه لايريد ولا يقبل الحرب. واستغرب الرئيس من المزاعم الامريكية والاسرائيلية بأن التوجه الى الامم المتحدة يعد عملاً احادي الجانب، وقال: نحن نذهب لنشكي همنا امام (193) دولة، فهل هذا عمل احادي الجانب؟! بل ما تقوم به اسرائيل من نهب لأرضنا، والجنيرالات الذين يعملون في الاغوار عبر شركات انتاج في ارضينا وكسب مئات الملايين بدعوى الامن، هل هذا ليس عملاً احادي الجانب، هم كذابون ويريدون نهب ارضنا". واضاف: إسرائيل هي من تقوم بأعمال احادية الجانب، فخطة خارطة الطريق تطالب بوقف الاعمال الأحادية، ونحن نقبل بوقف كل الاعمال من جانب واحد، كما أننا لا نريد أن نعزل دولة اسرائيل، بل نريد أن نتعايش معها، من خلال دولتين تعيشان جنباً الى جنب بأمن وسلام واستقرار، ولكن نريد عزل السياسة الاسرائلية، فأسرائيل تقول اننا نريد نزع الشرعية عنها، رغم انها عضوة كاملة العضوية في الامم المتحدة، ولكن شرط قبولها كان الاعتراف بالدولة الفلسطينية، وبعد مرور 64 عاماً نريد دولتنا، إلا أن قلتم أن الاحتلال شرعي. وأكد الرئيس في كلمته: دولتنا قائمة لا محالة على اراضينا، وأن تكون القدس عاصمة لها، ونحن بنينا دولتنا ومؤسساتها. وشدد على أن المصالحة الفلسطينية عي خيار وطني وطريق اجباري نحو الدولة، "وقلنا اننا نريد تشكيل الحكومة لاعادة بناء غزة واجراء الانتخابات، ومن اجلهما يجب أن نتجاوز كل العقبات، وعلينا أن نشكل حكومة، وقلت اريد تشكيل حكومتي لتأخذنا الى الامام وهي حكومة انتقالية تشكل من مستقلين وتكنوقراط، ولكن يجب حل بقية القضايا كجوازات السفر, ولم شمل الشعب الممزق، فالحكومة يجب أن تعمل حتى الخامس من ايار ، وقد يبطلوا اجراء الانتخابات، ولكن لدينا نزاهة وتعددية ولدنيا نظام احسن من كثير من الدول المجاورة." وأضاف: يجب انجاز تشكيل الحكومة، وحل قضية جوزات السفر، وتفعيل معبر رفح وتفعيل لجنة منظمة التحرير، وأن تعطل تشكيل الحكومة، علينا ان نعمل على باقي القضايا، وأن تسير القضايا بشكل متوازي، وان يتواصل الحوار. وقال إن القيادة الفلسطينية قامت بزيارات مستمرة، وشملت القارات الخمس لا ننا نخوض معركة الذهاب للأمم المتحدة لحشد الدعم الدولي للتوجه الفلسطيني، وتخفيف المعارضة، وتوضيح عدم الفهم، لأن بعض الدول تستمتع فقط لأسرائيل وتتبنى مواقفها. وتابع: علينا أن نذهب لهذه الدول لنقول لها هذا موقفنا، ولا نخشى احداً، وسواء اثر ذلك ام لم يؤثر، فأنها وضعت سهماً في الموقف الاسرائيلي المتعنت, فكانت هذه الزيارات، إضافة ل 13 وفدذً ذهبوا الى مختلف دول العالم، وركزت على اوروبا، والتي كان اخرها زيارة اسبانيا والنرويج وهولندا، والموقف الهولندي صعب، فتحدثنا معهم وكانت النتيجة رفع مستوى التمثيل ورفع علم فلسطين على مقر البعثة الفلسطينية، وقرار الحكومة الهولندية برفع المساعدة المالية للمشاريع المقدمة لنا من 35 مليون الى 42 مليون، واصبحنا نتمتع بالدولة الاكثر رعاية، فالزيارة تفيد وتمكن ان نبني عليها. وحول زيارة اسبانيا والنرويج قال الرئيس: النرويج واسبانيا رفعتا مستوى التمثيل الدبلوماسي، واعلنتا عن وقوفهما معنا في الذهاب الى الامم المتحدة، ولكنهما لم تقولا انهما ستصوتان لصالحنا, بل ستدعمان ذهابنا. واكد أن اسرائيل اخترعت مؤخراً موضوع الغاء اتفاق اوسلو واوقفت تحويل الاموال الفلسطينية رغم أن إسرائيل خلال المصالحة كانت تقول: مع من سنتفاوض مع فتح ام مع حماس وبعد المصالحة طالبتني بالاختيار بينها وبين حماس، واقول ان حماس اخوتنا، واسرائيل هي شريكتنا في السلام، ولديكم في اسرائيل بلادي، وان رأيتم ان حماس غير مقبولة فلا تتعاملوا معها، ولكن لا تلغوهم، ولكننا سنذهب الى الامم المتحدة وهذا ليس بديلاً للمفاوضات. واستعد الرئيس الى العودة الى المفاوضات في حال اعلنت اسرائيل اعترافها بدولة فلسطينية في حدود العام 67 ووقف الاستيطان. وحول المفاوضات اكد ان اللقاءات مع نتيناهو لم تناقش مواضيع المرحلة النهائية، وان كانت هناك بعض اللمسات في كامب ديفيد،ولكن من دون الوصول الى نتيجة، واضاف: ناقشت مع اولمرت جميع قضايا المرحلة النهائية، وبحثنا كل القضايا بعمق، وتحدث كل منا عن موقفه، وكنا قربين من القضايا الخمس، واتفقنا على قضية الامن ولكن لم نوقع. وتابع الرئيس: كل ما حصل مع اولمرت ينكره نتنياهو ويريد ان نبدأ المفاوضات من الصفر، ولا احد يحمي امني إلا انا، وإن كانت اسرائيل تخشى الخطر الايراني القادم من غور الاردن، فهناك مناطق اخرى يمكن ان تشكل تهديداً. واضاف: نتنياهو لم يعط شيئاً، فنحن ذهبنا بدعوة امريكية الى امريكا في أيلول 2010 من اجل اطلاق المفاوضات، وليس من اجل المفاوضات، ولكن لم ننجح ؟، وذهبنا الى شرم الشيخ ثم الى القدس الغربية ولكن لم ننجح ايضاً، لأن نتنياهو لا يريد ان يناقش إلا الامن فقط. واكد الرئيس على ان الوضع المالي للسلطة صعب جداً، وهي امام كارثة مالية، ولكن ذلك لن يمنع السلطة من التوجه للأمم المتحدة. وقال: البعض يقول إن المانحين يدفعون أما البعض الاخر فهم يتلكؤوا، فإن حولت الاموال فستحول الرواتب، أما إن لم يحولوا فسيكون هناك مشكلة في الرواتب. وتابع: رئيس الوزراء ذهب الى جامعة الدول العربية، واخبرهم عن حقيقة الوضع المالي للسلطة، ونحن ننظر ماذا سيقولون، ولا اعلم لماذا لا يدفعوا، ونتمنى أن يسارع اخوتنا على دعمنا ماليا لأننا أمام كارثة. وشدد على دعمه لنهج المقاومة الشعبية السلمية، ولكنه دعا الى عدم جعلها شعاراً فقط، لأن ما يجري في القرى القريبة من الجدار هي مظاهرات موسمية قليلة العدد ومحزنة، والمشاركون فيها أوروبيون وامريكيون واسرائيليون وفلسطينيون، ولكن ما دامت حقاً مشروعاً فهي تحظى بدعم القيادة. واضاف: لدينا ما يحفزنا لكي نقوم بمقاومة شعبية سلمية واسعة النطاق، وليس في مكان واحد ولا تشمل شريحة واحدة، واصر على المقاومة الشعبية غير المسلحة، وأن نقتدي بمظاهرات الربيع العربي التي تقول: سلمية. واضاف: نحن مع ارداة الشعوب، ولا يطالبنا احد بغير ذلك، وما تتوافق عليه الشعوب فنحن معه، ولا نريد المزاودة، وأن نرفع صوتنا فوق صوتهم، فنحن نراقب ونقف مع ارداة الشعوب، لأن الشعوب لاتخطئ، ونأمل ان تصل لما تصبوا اليه. بدوره، دعا رئيس المجلس الوطني سليم الزعنون إلى ضرورة صمود المقدسيين في القدس، وحماية الأهل في أراضي العام 1948 من خطر الترحيل عبر يهودية الدولة، ومقاومة سياسة الترانسفير الصامت، واستعادة الوحدة الفعلية، ووضع استراتيجية وطنية واضحة، وثمن موقف خالد مشعل ود. عزيز الدويك في موقفهما الإيجابي بدعم مسعى التوجه إلى الأمم المتحدة. ودعا الزعنون لجنة تفعيل منظمة التحرير ولجنة تشكيل المجلس الوطني للأجتماع بالتوازي مع جهود تشكيل الحكومة، وحسن التصرف في العلاقة مع مصر ليكون مقدمة لمواجهة المخططات الاسرائيلية لأن اسرائيل تعد الخطط لأجهاض الاوضاع التحررية العربية. وقال الزعنون إن القيادة الفلسطينية اجلت الاعلان عن الدولة في العام 1999، وهي فترة نهاية المرحلة النهائية للمفاوضات، بعد تهديد نيتنياهو باجتياح الضفة، وتدخل الاتحاد الاوروبي وامريكا بطلب التأجيل، وإزاء هذه الخديعة مضت 11 عاماً، ودارت علينا الدوائر، وفي ظل التعنت الاسرائيلي والانحياز الامريكي وانشغال العرب بقضاياهم، وكان لابد من التوجه الى الامم المتحدة للحصول على اعتراف بدولتنتا على حدود العام 1967، وعلى الشعوب الحرة ان تقول كلتها امام الحلف والانحياز الامريكي، ونحن ندعم موقف الرئيس بالذهباب الى الامم المتحدة. واستغرب الزعنون من موافقة امريكا الفورية على استقلال جنوب السودان، في حين تنكر "استقلالنا رغم تعهداتها بضرورة تحقيق الحل وفق دولتين متجاورتين". وتابع الزعنون: رغم الانحياز الامريكي، فنحن ندعم الرئيس في الذهاب الى الامم المتحدة حتى في ظل اعتبار اسرائيل وامريكا أن ذلك يشكل استفزازاً لأسرائيل ورغم انقسام الموقف الاوروبي، فنحن في سباق مع نتنياهو، فهو بحاجة لخميسن دولة لوأد توجهنا، اما نحن فبحاجة الى 30 دولة لنحصل على الثلثين، وسيعمل اوباما على مساعدة اسرائيل لحشد دول لصالح اسرائيل واستخدام الفيتو. من ناحيته، اعتبر عضو الكنسيت العربي محمد بركة ان استحقاق ايلول بات ضرورياَ في ظل الموقف الاسرائيلي، لأن ما يخيف اسرائيل ان اي مفاوضات في ظل دولة يختلف عنه في ظل السلطة، فالاعتراف بالدولة الفلسطينية يعني ان اسرائيل تحتل اراضي دوله معترف بها في الامم المتحدة. واكد بركة أن الذهاب الى الامم المتحدة يجب الا يكون مرتبطاً بالمفاوضات، فالاعتراف بالدولة هو استحقاق من المجتمع الدولي، وهذه ساحة للحراك في ظل التجميد القصري الإسرائيلي لأي افق سياسي. واضاف بركة: ارجو من القيادة الفلسطينية ان تذهب الى الامم المتحدة بغض النظر عن المفاوضات، لأن الموقف الفلسطيني يملك اغلبية الثلثين المطلوبة، فلا غضاضة في أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته تجاه فلسطين، حتى وان لم نكن نملك الثلثين. وشدد على ان الموقف الامريكي منحاز لإسرائيل، ولكنه دعا الى فتح مسارات تلغي وحدانية الاستئثار الامريكي بالتفاوض، وتابع: لا نريد تحدي العام والقوى العظمى، ولا ينفي الدور الامريكي الهام، ولكن يجب الذهاب للأمم المتحدة للحصول على الاعتراف. وبين ان الكثيرين كادوا ينسون الاستيطان والقدس التي تئنُ وسط الهدم والتهجير وافتراس الشباب وفرض الضرائب الباهظة،ومصادرة الهويات وسط دعم امريكي وصمت اوروبي وعجز أوروبي. ودعا الزعنون الخبراء والقانونيين الى دارسة امكانية الاستفادة من القرار رقم(377/5) متحدين من اجل السلام لوصف حالة الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية، بما لا يتعارض مع قبول دولة جديدة في الامم المتحدة، للتأكيد على ان الشعب الفلسطيني يريد انهاء الاحتلال. وشدد الزعنون على ضرورة رفض الخدود المؤقتة، والدولة بلا حدود، كون الطرف القوي سيحول الحدود المؤقتة الى دائمة، واضاف: نحن مع المفاوضات كوسيلة لحل الدولتين، ولسنا مع الحجة الاسرائيلية الامريكية بأن المرجعية هي المفاوضات لا غير، كما أن اسرائيل وامريكا تعتبران ان الذهاب الى الامم المتحدة عمل مرفوض وحادي الجانب، ولكن استمرار الاستيطان وبناء الجدار هوعمل احادي الجانب. واضاف: اسرائيل تواصل البناء الاستيطاني وبناء الجدار وتعتبر ان القدس عاصمتها الابدية وغير القابلة للتجزئة، ليصل عدد المستوطنين الى 700 الف مستوطن. وقال الزعنون إن نتنياهو الذي رفض مبادئ اوسلو ، عاد الى عقيدته بأن حل الدولتين يشكل مصيبة عظمى، وان وجود دولة فلسطينية يشكل تهديداً ديمغرافيا واستراتيجياً لأسرائيل، وان لا سلام من دون الاعتراف بيهودية الدولة، وان يكون الحل عبر دولة حكم ذاتي محدود تسيطر من خلالها اسرائيل على المعابر والحدود والمجال الجوي، وتكون منزوعة السلاح ويخظر عليها عقد اتفاقات دولية حساسة. |