وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

النيابة توقف رئيس قروي نوبا بتهمة "الاهمال" والتي أدت لوفاة طفلة

نشر بتاريخ: 28/07/2011 ( آخر تحديث: 28/07/2011 الساعة: 13:27 )
الخليل-معا- تقرير محمد العويوي- هذا ما تبقى من آثار الطفلة هبة سامر حماد الدبابسة ( 4 أعوام) والتي ارتقت الى السماوات العلى، بعد أن قادتها العربة الى عمق 14.5 المتر وعلى بعد 10 أمتار منزلها.

كان الدور على هبة أن تركب العربة، ساعدها الأطفال ممن كان يلعب معها من أشقائها وأبناء أعمامها على الصعود للعربة، وما أن هم الأطفال بدفع العربة حتى أفلتت من بين ايديهم على الشارع المنحدر لتهوي في هذا المكان الذي تشاهدونه.

ما زالت الطفلة أسيل عشر سنوات، تتذكر ما جرى بتاريخ 2011/7/19، قالت وهي خائفة: "كنا نلعب باب الدار بالعربة، كنا بنركبها ع الدور، وكان دور احمد قبل دور هبه، فلتت العربة ووقعت هبة على الأرض تحت".

وتضيف الطفلة، "ماتت هبه الله يرحمها، لو كان في سور ما وقعت تحت، بطلنا نلعب باب الدار، وصارت أمنا تسكر علينا الباب وتمنعنا من اللعب باب الدار".

وقفت حيث كان الأطفال يلعبون ويمرحون فيما مضى، سمعت طفلاً يصرخ ويبكي وحينما اطل من باب منزله، كان عمه سامر يحاول إخراجه من المنزل، إلا أنه تشبث بالباب وبدأ بالصراخ "مش انا..مش أنا..فلتت العرباية.." فقال له جده حماد: خلص احمد أنت لم تفعلها، هي وقعت، سكت الطفل أحمد عن الصراخ، لكنه كان خائفاً جداً..

بعد ذلك، حاولت الحديث مع والد الطفلة هبة، وكذلك مع والدتها لمعرفة ما حدث، لكن لسان حالهم كان يقول: الإهمال وعدم الاكتراث من قبل المجلس البلدي لبلدة نوبا شمال غرب مدينة الخليل، كان السبب وراء مقتل طفلتنا...

قبل الخوض في تفاصيل ما حدث مع الطفلة هبه، أخبرني، خالد الشروف وهو خال هبه، بأن شقيقته وزوجها منذ أن توفيت طفلتهما ووضعهما النفسي في تدهور، وأملهما من الله العلي القدير، ومن وزير الأوقاف د. محمود الهباش، بأن يساعدهما على تأدية فريضة الحج لهذا العام، لعل الله يجعل من وفاة طفلتهما سبباً في الذهاب الى مكة المكرمة وتأدية فريضة الحج.
|139429|
وقال لي الشروف قبل يومين من نشر هذا التقرير: بات حلم وأمل شقيقتي وزوجها بأن يؤديا فريضة الحج، وإن شاء الله، يعوضهم عن فقدان هبه فلذة كبدهما بالحج".

وأعتقد كما يعتقد قراء هذا التقرير، بأن وزير الأوقاف د. محمود الهباش، الذي دائما يلبي استغاثة الملهوف، سيعمل قدر استطاعته لتلبية طلبهم ورجائهم، بالذهاب لتأدية فريضة الحج لهذا العام..

وبالعودة الى تفاصيل، مقتل هبه بسبب الإهمال، يقول الجد حماد: لم نكن في البيت لحظة وقوع الحادثة، علمنا بالأمر وتوجهنا للمستشفى الأهلي حيث كانت جثة هامدة، وأنا أحمل المسؤولية الكاملة عن مقتل هبه، لرئيس وأعضاء المجلس القروي لبلدة نوبا".

وأضاف: بينما كنا في المستشفى حضر وفد من المجلس القروي، وقالوا ما حدث، حدث، ونحن في المجلس جاهزين لتقديم أي شيء. كنت منفعلاً حينها فقمت بطردهم من المستشفى".

وقال حماد: منذ عام وأنا وكل سكان المنطقة نطالب المجلس القروي، بأن يجدوا حلاً سريعاً للخطر الذي يحيط بنا في منطقة شارع بطن حربي، وخاصة مقابل منزل عبد القادر حماد نظراً لوجود حفريات في المنطقة، وإن وقوع اي شيء في هذه الحفريات يكون في خبر المفقود، استصرخنا ضمائرهم الحية، لكن دون جدوى، وقدمنا للمجلس القروي كتاباً بهذا الشان بتاريخ 2010/6/5، وعليه توقيع كافة السكان في المنطقة، ثم تقدمت بطلي آخر للمجلس القروي بتاريخ 2011/1/15، أطالبهم فيه بعمل سور استنادي فوق الحفرة لتحمي السيارات والمواطنين والمواشي من الوقوع في الحفرة، لكن دون جدوى، وبعد أن وقعت هبه في الحفرة، صحيت ضمائرهم وجاءوا لتقديم المساعدة.."

وزاد، الجد المتألم: لقد استهتر رئيس وأعضاء المجلس القروي بأرواحنا وكذلك صاحب الحفرة الذي قام بعد يومين من مقتل هبه، بوضع سياج حول الحفرة، وهذا السياج لا يحمينا ويحمي الآخرين، ولم يتم وضع إشارات تحذيرية في المنطقة، إنهم مستمرون في استهتارهم بأرواحنا، ويجب على وزير الحكم المحلي إقالته من منصبه كرئيس لمجلس قروي نوبا لعدم اكتراثه بأرواح الناس".
|139422|
وأشار الى أنه قد جرت مراسم العادات والتقاليد العشائرية، بناء على تعهد من صاحب الحفرة ومن المجلس القروي بتاريخ 2011/7/21، برفع الخطر الواقع عليهم، الا أنه لم يحدث شيئاً، مضيفاً: لم يكتف المجلس القروي وصاحب الأرض بمقتل هبه، بل يريدون قتل ارواحنا جميعا، فنحن جميعاً معرضون للوقوع في هذه الحفرة".

على بعد نحو 2 كيلو الى الغرب من مكان وقوع الحادث، وجدت على الجانب الأيسر لأحد الشوارع في البلدة، سياج حديدي على الرغم من عدم خطورة المنطقة، وتسائل الجد حماد: لماذا يوضع هنا سياج حديدي بينما في منطقة الخطر لا توجد حتى إشارة تحذيرية واحدة؟.

النيابة العامة توقف رئيس المجلس ومسؤول المشاريع وصاحب الأرض:

وقال رئيس نيابة شمال الخليل، الأستاذ أشرف مشعل، خلال حديثه مع مراسلنا: بعد أن وصلت الطفلة هبه الدبابسه للمستشفى وهي جثة هامدة أمرنا بأن يتم تشريح الجثة، وبدأنا بتحرياتنا وتحقيقاتنا، وقمنا بتوقيف رئيس المجلس القروي لنوبا ومسؤول المشاريع في المجلس وصاحب الأرض ومهندسة المجلس، على ذمة النيابة بتهمة إهمال وتقصير أدى لوفاة شخص، وتم إخلاء سبيل المهندسة في نفس اليوم".

وأضاف، "بأن المحكمة قررت الإفراج عن المتهمين الثلاثة بكفالة مالية لحين موعد محاكمتهم. وهذا ما نعمل عليه في النيابة العامة حيث سيتم تقديم لائحة اتهام ضدهم بعد الانتهاء من التحقيقات والإجراءات القانونية".

يقول رئيس النيابة، مشعل: المتهم بريء حتى تثبت إدانته، والقضاء هو الفيصل بيننا، ونحن نؤكد على تعليمات المستشار النائب العام أحمد المغني، بأنه يجب إبراز مصلحة الفرد الفلسطيني والحفاظ على حياته وكرامته لتحقيق العدالة بين أبناء الشعب الفلسطيني".
|139428|
|139426|
|139419|