وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

فياض: هناك حاجة لتطوير القدرات التحليلية للطلبة

نشر بتاريخ: 28/07/2011 ( آخر تحديث: 28/07/2011 الساعة: 21:41 )
رام الله- معا- قال رئيس الوزراء د. سلام فياض اليوم الخميس، "إن هناك حاجة ملحة للتركيز على تطوير القدرات التحليلية للطلبة، وتكثيف الجهد الهادف لوضع حدٍ للعديد من مظاهر التزّمت التي باتت تلف أوساط مدارسنا وجامعاتنا"، مشيرا بالمقابل إلى التزام السلطة الوطنية بمواصلة تقديم المنح الجامعية، إضافة إلى المنح الدراسية التي تقدمها الجامعات الفلسطينية، والمنح الدراسية التي تقدم من الدول الصديقة والشقيقة، والتسهيلات والمساعدات التي يقدمها صندوق الإقراض للمساعدة في التحصيل الجامعي.

جاء ذلك في كلمة لفياض، خلال حفل تكريم الطلبة المتفوقين في امتحان الثانوية العامة "التوجيهي"، وأوائل الكليات والجامعات لعام 2011، ونظمته وزارة التربية والتعليم العالي، وشركة الاتصالات الخلوية "جوال"، وذلك في فندق "موفنبيك" برام الله.

وأضاف: من منطلق الاحترام المطلق للخيارات الفردية، فإن ما يجب أن نتفق عليه هو ألاّ يكون السلوك الشخصي، الذي يغلب عليه طابع التزمت، نتيجة للضغوط وأنماط العلاقات الاجتماعية التي تعتمد الترهيب والضغط، والتي تتناقض بالمطلق مع ضرورة أن تكون مدارسنا وجامعاتنا منارات فكر وانفتاح وابداع، بما يبني الثقة بالنفس ويؤسس لاستقلالية الفكر واحترام خيارات الأفراد، وبعيداً عن مظاهر التزمت والتعصب، والتي تعاظمت في مجتمعنا على مدار العقود الثلاث الماضية، لا لارتباطها بتعاليم دينية أو تراثية معينة، وإنما كنتيجة لتكوّن تصور عام بأن مثل هذه المظاهر ليست فقط مقبولة وإنما متوقعة.

واستدرك: إذا ما كان لهذا التقدم في إمكانات التحصيل العلمي، أن يؤدي إلى ما نبتغيه جميعاً من تحسين مخرجات العملية التربوية والتعليمية في كافة مراحلها، فإنه لابد من أن يواكبه جهد حقيقي من قبل القائمين على هذه العملية من معلمين ومعلمات، وأساتذة جامعات للتركيز على تطوير المهارات الأساسية للطلبة، بما يشمل المهارات اللغوية، وخاصة في اللغة العربية.

وذكر أن السلطة تواصل السير بخطوات وثابتة إلى الأمام، نحو تحقيق هدفنا الأسمى للنهوض بمؤسسات التعليم، والتعليم العالي، كي تصبح مؤسسات قوية ومميزة، وقادرة على توفير بيئة تعليمية ملائمة، وظروف عمل مريحة وعادلة لكافة العاملين في قطاع التعليم. وأضاف: الهدف المباشر أمامنا يتمثل في النهوض بنوعية التعليم، وربطه بحاجات التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتهيئة الإنسان الفلسطيني وتمكينه من الانخراط في مجال المعرفة والإبداع، والتفاعل بايجابية مع التطور العلمي والتكنولوجي، وبما يوفر التعليم للجميع في بيئة تربوية وتعليمية تتميز بجودتها العالية، واستخدام تكنولوجيا المعلومات، ويكفل تطوير قدرات وكفاءة العاملين، والارتقاء بالأداء المؤسسي، والقدرة التنافسية، إضافة إلى السعي الحثيث للوصول بالخدمات التعليمية والتربوية إلى كافة المناطق.

وفي مقدمتها القدس الشرقية، لضمان النهوض بقطاع التعليم، كأحد أهم وسائل صمود شعبنا في المدينة، وتمكينه من مواجهة مخططات تغيير المناهج الفلسطينية فيها، وكذلك في المناطق الريفية والمهمشة والأكثر تضرراً من الجدار والاستيطان، وكافة المناطق المسماة (ج)، بما فيها الأغوار، ومناطق خلف الجدار، وتطوير قدرة السوق على استيعاب الخريجين للحد من البطالة، ووقف هجرة الكفاءات وتعزيز انخراطها ومساهمتها في بناء الوطن وتحقيق استقلاله وتقدمه.

وقال: إن إستراتيجية السلطة وبرنامج عمل الحكومة، يستهدفان بشكل رئيسي بناء المؤسسات القوية والقادرة على تقديم أفضل الخدمات للمواطنين، وفي مختلف المجالات، وذلك بالتكامل مع مؤسسات القطاع الخاص والمجتمع المدني، وبما يساهم في تعزيز القدرة على مواجهة تحديات التطور والتنمية، وبناء اقتصاد ومجتمع المعرفة، وذلك في سياق الجهد المبذول وعلى كافة المستويات، لترسيخ هوية المجتمع، وطابع دولة فلسطين كدولة ديمقراطية تقدمية، ومنفتحة على العالم.

واستدرك: في الوقت الذي نحتفل فيه بجهود طلابنا وطالباتنا هذا العام، فإننا نتطلع إلى المزيد من التطوير والتحسين في نظام التعليم، فوزارة التربية والتعليم العالي تسعى عبر الخطة الخمسية، والعناصر الأساسية التي تضمنتها خطة التنمية الوطنية في مجال التعليم والتعليم العالي للأعوام 2011-2013، إلى النهوض بصورةٍ جوهرية بآليات التعليم ومخرجاته وارتباطه باحتياجات السوق، ويتضمن ذلك تطوير السياسات التربوية والخطط المتصلة بالمناهج، وطرق التدريس، وتدريب المعلمين.

وذكر أن الوزارة تعكف حالياً على إنجاز دراسة معمقة بهدف بلورة توصيات وآليات، لإجراء تطوير جوهري في نظام امتحانات التوجيهي، للتخفيف من حالة التوتر والقلق التي تترافق مع إجرائها، وبما يُمكن الطلبة أيضا من التركيز على توجهاتهم وخياراتهم في الدراسة الجامعية، الأمر الذي يُساهم في تحسين مخرجات التعليم.

وقال: ستعمل الوزارة على تحقيق أوسع إجماع ممكن، حول النظام الجديد للامتحان تمهيداً للعمل به بعد العام الدراسي القادم.

وأشار إلى أن السلطة تسعى بشكل دائم إلى تثبيت الشعب الفلسطيني على أرضه، وتكريس مفهوم الدولة كواقع على الأرض، لا يمكن لأحد أن يتجاوزه أو ينكره، مضيفا "هذه هي الفكرة الأساسية التي استند إليها مشروع السلطة، الذي استهدف الإعداد والتهيئة وتحقيق الجاهزية الوطنية لإقامة الدولة، والتي تشكل الهدف الأساسي لمشروعنا الوطني".

ومضى قائلا: الدولة لا تقوم على خلفية فراغ، وإنما على أسس متينة ومؤسسات قوية وأنظمة حكم وإدارة ناضجة، وقادرة على تلبية الخدمات لمواطنيها بكفاءة عالية واقتدار، وإن انجاز الجاهزية الوطنية لقيام الدولة، والنجاح في تقديم نموذج جيد للحكم والإدارة وتقوية المؤسسات وتعزيزها، وأيضا عبر توفير البنية التحتية الأساسية اللازمة، شكلت في مجملها الركيزة الأساسية للجهد والنضال السياسي المبذول من قبل منظمة التحرير، للوصول بمشروعنا الوطني إلى نهايته الحتمية، والمتمثلة أساسا في تمكين شعبنا من العيش بحرية وكرامة في دولة مستقلة له، على كامل الأرض المحتلة منذ العام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.

وقال: نحن في المراحل الأخيرة من هذا الجهد السياسي المبذول على الساحة الدولية، وبما يشمل الإعداد للاجتماعات القادمة للأمم المتحدة، والذي استند بشكل أساسي على النجاح، الذي أحرزه شعبنا في تحقيق الجاهزية الوطنية لقيام الدولة، وانتزاع إقرار العالم بهذه الجاهزية.

وأردف: إن فيما أراه من تميز وإصرار على النجاح، ما يؤكد على إصرار شعبنا على التسلح بالأمل للتغلب على ما نواجهه من صعوبات، فرغم الأزمة المالية الخانقة التي نواجهها وبسببها، فقد بادر القطاع المصرفي لاتخاذ إجراءات في اتجاه الحد من معاناة موظفينا، الأمر الذي يعكس روح المسؤولية الوطنية العالية التي يتحلى بها هذا القطاع من جهة، والثقة بقدرة السلطة على التغلب على هذه الأزمة وتجاوزها، من جهة أخرى.

وأثنى على ما تقدمه مؤسسات القطاع الخاص من منحٍ ومساعداتٍ للطلبة، داعيا إياها إلى تقديم المزيد بما في ذلك توفير الدعم لصندوق الإقراض.

وأشاد بالطلبة المتفوقين خاصة من حصلوا على المرتبة الأولى في "التوجيهي"، معتبرا أن تميزهم ونجاحهم في تحدي الظروف الصعبة القائمة، مفخرة لكل الشعب الفلسطيني، وعنوان لتميز فلسطين التي تفخر بهم.

واستذكر الطالبة المتفوقة فاطمة المصدَّر، التي كان من المفترض أن تكون من بين المكرمين في الحفل، لولا الرصاصة الطائشة التي أخذت روحها وجعلت الفرحة بنجاحها مأتماً.

وقال: عندما اذكر هذه الحادثة المؤلمة، فإنني أقصد تماماً تسليط الضوء على هذه الظاهرة المجتمعية الحزينة والبالية من أجل محاربتها ونبذها، والتي طالما حولت أفراحنا إلى مآتم، وكما قلت يوم وفاتها، فإن عزاء شعبنا أن تكون روح فاطمة، ومأساة أهلها مناسبة لتكاتف المجتمع من اجل الخلاص من هذه العادات المدمرة.

واستنكر تعمد سلطات الاحتلال الإسرائيلي حرمان الأسرى من أداء امتحان "التوجيهي"، معتبرا ذلك مخالفة لكافة الأعراف والمواثيق الدولية.

ودعا المجتمع الدولي إلى لتدخل الفوري، لإلزام إسرائيل بوقف الممارسات الإسرائيلية المختلفة بحق الأسرى، وضمان الإفراج عنهم من سجون الاحتلال.

وهنأ الطلبة الناجحين، داعيا إياهم إلى الاستفادة من فرص الانفتاح الثقافي والاجتماعي التي توفرها الحياة الجامعية، وتساهم في بناء الشخصية المنتجة والمبدعة والمستنيرة.

وقال: سنواصل تسخير كل ما لدينا من إمكانيات، للنهوض بالتعليم، فهذا عهدنا الذي نجدده، بأن نكون دوماً مع أبناء شعبنا، ونسعى من أجل مستقبل يتناسب مع التضحيات التي قدموها، وسنستمر في بذل كل جهد ممكن لاستنهاض كل طاقات شعبنا وتمكينه من تحقيق أهدافه الوطنية، وفي مقدمتها الخلاص من الاحتلال واستيطانه وحواجزه، وإجراءاته وممارساته وقمعه، ومن أجل تجسيد السيادة الوطنية لدولة فلسطين المستقلة في قطاع غزة، والضفة، وفي القلب منها القدس الشريف، العاصمة الأبدية لدولتنا.

من ناحيتها، اعتبرت وزيرة التربية والتعليم العالي لميس العلمي، أن الحفل تتويج لمسيرة عام كامل، لم تقتصر على إنجاز الثانوية العامة، بل تنوعت لتشمل قضايا نوعية تتقاطع وما تبنته الوزارة في خطتها الخمسية، بتركيز واضح على المحور الخاص بتحسين نوعية التعليم.

وقالت: كما انتصرنا لآليات المتابعة والرصد والتقييم، لنقف على مؤشرات دالة على مدى التطور الحاصل، والذي لا ننكر أنه وإن سار بحركة بطيئة، لا يلغي أن عجلة التغيير دائرة ومتواصلة، وقد حرصنا في لجنة السياسات، وفي الإدارات العامة كلها على استحضار كل ما يمكن أن يرفد صناعة القرار برؤى علمية، وسنواصل العمل المدروس منطلقين من ثقتنا بأن الأسرة التربوية قادرة على أن تجعل من تحقيق الأهداف المتوخاة على المدى البعيد، مسألة وقت لا أكثر ولا أقل.

وأضافت: كان امتحان الثانوية العامة هذا العام، مادة ثرية للراغبين في الإفتاء بالشأن التربوي وما أكثرهم، وسمعنا وجهات نظر متعددة لم تستلهم في كثير منها المنطلقات التربوية.

واستدركت: أعلنت في المؤتمر الصحافي الذي سبق الامتحانات، أن الوزارة تعكف على إعادة النظر في الامتحان وإجراءاته، وبالتالي فنحن لا ننتظر أن يطالبنا أحد بإعادة النظر فيه، لكن التغيير في آليات امتحان، شكل جزء من موروثنا الثقافي وتقاليدنا التربوية لا يتأتى بقرار فجائي.

وبارك الرئيس التنفيذي لمجموعة الاتصالات عمار العكر، للطلبة الناجحين والمتفوقين، داعيا بالمقابل نظراءهم ممن لم يحالفهم الحظ بالنجاح إلى عدم اليأس.

وأكد عناية المجموعة بالشباب، خاصة الطلبة، ما دلل عليه بتقديمها 400 منحة دراسية.

وأهدى الطالب هائل عبد الرازق، في كلمة المتفوقين في امتحان الثانوية العامة، نجاحه وتفوقه وزملاءه للقيادة، والحركة الأسيرة، والشهداء، مثنيا على ما قدمه الأهالي والأسرة التروبية لصالح الطلبة.

وفي كلمة أوائل الكليات والجامعات، دعت الطالبة أحلام مشعل، من جامعة "بيت لحم" زملاءها إلى مواصلة طلب العلم والمعرفة.

وتخلل الحفل تكريم الطلبة المتفوقين في امتحان الثانوية العامة، وأوائل الكليات والجامعات، والطلبة المتفوقين من ذوي الاحتياجات الخاصة.