وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

أيها الفلسطينيون.. إنها الخبرة والتجربة فلا تقنطوا .!!.

نشر بتاريخ: 29/07/2011 ( آخر تحديث: 30/07/2011 الساعة: 10:03 )
بقلم: مفيد حسونة - الناقد الرياضي بجريدة الرأي الأردنية

أدرك حجم الآمال التي كانت أسرة الكرة الفلسطينية تبنيها على المنتخب الوطني الفلسطيني ومن قبله المنتخب الاولمبي وأدرك تماما مقدار الطموح الذي كان يراود الجميع .

نعم خرج المنتخب الاولمبي ومن بعده المنتخب الوطني وفي الحالتين كان خروج برؤوس مرفوعة الهامة.

اشعر بمقدار الإحباط الذي أصاب أسرة الكرة الفلسطينية واسمع تسارع دقات قلب اللواء جبريل الرجوب وادعوا الجميع للتريث وتغليب العقل والمنطق على الواقع والعاطفة.

خرج المنتخب الأول ومن قبله الاولمبي وكلاهما كان على مشارف التاريخ ... نعم خروج دراماتيكي وعلى ارض الوطن الغالي التي انتظر نحو نصف قرن ليحقق النصر الكبير في حق استقبال المباريات الدولية والقارية والعربية.

من عمان أحدثكم وقد عاشت معكم أسرة الكرة الأردنية كل همومكم وأفراحكم وكل تفاصيل حالتكم الكروية غير المسبوقة في تاريخ الكرة الفلسطينية.
فالأداء وحده لا يكفي والنتيجة وحدها لا تكفي وحشد الجماهير أيضا لا يكفي.. لكنها أساسيات هامة وأعمدة رئيسيه بقيت تحتاج إلى ركيزة أساسيه .. الخبرة والتجربة وكلاهما لم يتحقق بمنطق الأمور وبمحدودية التجربة ولكم العذر في ذلك!!.

فاز المنتخب الاولمبي على البحرين في المنامة بالتصفيات الاولمبية وخسر في ألرام.. وحقق المنتخب الوطني خسارة بطعم الفوز في بانكوك أمام تايلاند بتصفيات كاس العالم وبدد الفوز في ألرام أيضا!.

من هنا جاءت الغصة .. نعم غصة فقد حقق المنتخبين الأصعب خارج الديار وأهدر الأسهل داخل الوطن ... لكنها التجربة والخبرة.. التجربة في طريقة التعامل مع المباريات ألبيتيه فنيا وإداريا ونفسيا.. والخبرة.. التي لم يبلغها حتى المدير الفني للمنتخبين الكابتن موسى البزاز.. فهو أيضا ظهر انه بلا خبرة في التعامل مع واقعية المباريات بقراءة مجرياتها وإحداث التعديل في الطريقة واختيار توقيت التبديل واختيار البدلاء!.

أمام البحرين في ألرام.. تقدم المنتخب الاولمبي على الأشقاء .. ولكن بقي اللعب مفتوحا رغم أن المنتخب الاولمبي الفلسطيني كان يحتاج إلى التعادل للتأهل نحو عمق التاريخ إلى ما عجز عنه منتخبات لها تاريخ ولها تجربة كبيرة .. لكنها التجربة والخبرة التي دفعت المنتخب البحريني ليندفع بغطاء دفاعي نحو المرمى الفلسطيني ويقتلع الطموح الفلسطيني من عمقه الاستراتيجي دون أن يتنبه البزاز لما يحدث فقد كان عليه توفير الغطاء الدفاعي الذي يوازي حجم قوة الهجوم البحريني, بعدما تقدم الاولمبي الفلسطيني بهدف التعزيز لمباراة الذهاب بصورة مباشرة وبحيث يعتمد على شن الهجمات المضادة السريعة بلاعبين أو ثلاثة فقط وتقييد تحركات الظهيرين وتوفير الإسناد لهما من لاعبي خط الوسط!

ولأنه لم يفعل شيء وظهر وكأنه متفرجا فقط فقد بدد الحلم الذي كان وشيكا!.

ويتكرر المشهد ولكن بصورة معكوسة.. نتيجة جيدة ومعقولة ومقبولة بالخسارة بطعم الفوز و بهدف على ارض الفريق المنافس منتخب تايلاند وجاءت مباراة الرد.. كان على المنتخب الفلسطيني أن يهاجم.. نعم يهاجم من اجل تسديد تأخره أولا ثم البحث عن بطاقة التأهل لدوري المجموعات بتصفيات كاس العالم.. لكن ما حدث أن المنتخب الفلسطيني كان يهاجم وظهره مكشوفا للمنافس فكلما تقدم بهدف تفسد فرحته في لحظة النشوة والشرود الذهني للاعبين والمدير الفني, وهو نفس المشهد تقريبا تكرر في مباراتي البحرين وتايلاند فكانت الطعنه بهجمات مضادة تنطلق بسرعة البرق وفي غفلة من الجميع وبعيدا عن أنظار المدافعين!!.

في المؤتمر الصحفي قال البزاز "نحن جدا محبطون لهذه الخسارة ولعبنا ضد فريق قوي، وأهدرنا العديد من الفرص ثم أجاب عن نقص اللياقة البدنية لدى لاعبي المنتخب فقال" إن تدريبات الأندية منقطعة بسبب توقف الدوري"!!.

حتى تصريحاته لم تكن مقنعة وكأنه لا يعلم أن الربيع العربي جمد بطولات ونشاطات العديد من النشاطات الرياضية في الدول العربية, ومع ذلك فقد حققت جميعها الفوز وتأهلت ... وكأن المنتخب الفلسطيني خاض المباراة بلا أي استعداد أو معسكر تدريبي!!.

ليتحملني الكابتن موسى البزاز فتبريراته وتصريحاته في المباراتين لم تقنع حتى من مر من جانب ملاعب كرة القدم .. وكنت أتمنى علية أن يعترف وان يتحمل مسؤولية الخروج بشجاعة كما يفعل الكبار في المواقف الصعبة .. لأنه مدرب كبير لكنه لم يكن موفقا في قراءة أهم مباراتين في سجل تاريخه التدريبي !

لنكن أكثر واقعيه .. فما حققته كرة القدم الفلسطينية في آخر سنتين تحديدا لم يتحقق على امتداد نحو نصف قرن وانتم الأكثر قدرة على تحديد ذلك ولكن بمزيد من الحيادية وبعيدا عن الانزلاق في متاهات تصفية الحسابات وشخصنه الأمور.

أيها الفلسطينيون افخروا بما حققتموه لوطنكم من خلال الرياضة عامة وكرة القدم على وجه الخصوص لقد زاركم رئيس الاتحاد الدولي ورئيس الاتحاد الأسيوي ورئيس اتحاد غرب آسيا ورئيس اللجنة الاولمبية .. لقد زارتكم منتخبات وأندية من دول شقيقة وصديقة.. وزاركم رئيس الاتحاد الدولي للصحافة الرياضية ورئيس الاتحاد الإفريقي للصحافة الرياضية ورئيس الاتحاد العربي للصحافة الرياضية وجيش من اعتى الإعلاميين العرب والأجانب لقد عاد حقكم في اللعب على أرضكم وهو الحق الذي بقي مسلوبا لنحو نصف قرن.

لا أريد أن أزاود عليكم بحبكم لوطنكم فانتم عشتم كل الانجازات التي تحققت في أخر عاميين للرياضة الفلسطينية عامة وكرة القدم على وجه الخصوص, انجازات لوطنكم عجزت السياسة عن تحقيقه في أكثر من نصف قرن.

لا تتعجلوا الانجاز فان تحقق بسرعة فسوف يكون بولادة قيصرية فالانجاز يتطلب التجربة والخبرة ولان ظروفكم وهمومكم منعتكم من ذلك على امتداد أكثر من نصف قرن فلكم العذر كل العذر لكن ألان عليكم بتعزيز ما تحقق بمزيد من الخبرة والتي لن تأتي إلا بالتجربة وأحيانا كثيرة بطعم العلقم.

أيها الإخوة الفلسطينيون.. إنها الخبرة والتجربة فلا تقنطوا!!.