وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

ضربتنا في مقتل ..ارحل ارحل

نشر بتاريخ: 30/07/2011 ( آخر تحديث: 30/07/2011 الساعة: 20:10 )
بقلم : علي ابوكباش

يقتلنا شخص ليس لديه حس من الوطنية والانتماء ،يفجر غضبه في وجه اتحادنا المبجل لان عقده لم يمدد ،الا يستدعي ذلك منا الشك باننا خسرنا عمدا وخسرنا على يد هذا العربي الذي لا يعترف بانه من الجزائر ،هذا الذي يحمل الجنسية الفرنسية ويتشاطر علينا بانه مدرب عالمي ،من اين اتيت لنا انت ؟ خلقت فينا فشلا لم يكن فينا ،اغضبت جماهيرنا واحبطتني في كل مرة تلو الاخرى ،ليس المسؤول عن خسارتنا من تايلند اولا واخيرا سوى موسى البزاز وانا لا اتهم اللاعبين على الاطلاق لانه جعلهم كاحجار الشطرنج التي تلاعب الملك العملاق ،فجعلنا تايلند ملكا يتبجج بنا ويستغلنا ويفوز علينا بكل سهولة فيخرج الجندي الاسود بخسارة من الابيض او العكس لتكون اللعبة تايلندية خالصة وكيف خسرنا ؟ لماذا نحن نخسر ؟ من السبب ؟ ما المطلوب اذن ؟

مباراة من تسعين دقيقة في عالم كرة القدم تحتمل الخسارة او الفوز ، هذا حال الساحرة المستديرة ولكن ليست في كل مرة ،بل تاتي مرة بخسارة ومرة بانتصار ،لكننا نحن لا نفوز بل ننقهر انقهارا لا ينقهره سوانا ، ماذا ينقص اللاعبين ، هل قصر معهم اتحاد الكرة في شيء ؟ هذا السؤال موجه لنفسي وانا اجيب عليه لا والف لا لم يقصر سيادة اللواء جبريل الرجوب بحق أي لاعب .

انني ارى بام عيني كيف يتعامل مع أي لاعب كرة قدم فلسطيني وكانه من ابنائه او من فلذات كبده ، خرج هذا الرجل حزينا كما الجمهور تماما تغلف بالحزن الاسود ، لا يختلف عنهم بتاتا في احساسه وحزنه وزعله كيفما انا حينما تصبب العرق من جبيني داخل غرفة ساخنة اعلق منها وكانني احتضر ، وكان فلسطين على ابواب النصر لكن يا حسرتاه على ما حصل وعلى ما ضيعناه ..لا اتباها بدموعي التي سالت ،سالت من قهري وغضبي وزعلي لاننا لم نفز.

ان بحثنا عن الانتصار لن نجده بهذه العبثية ابدا ، بل وجب علينا الاجتهاد ووجب علينا ان نلعب بالروح الوطنية والانتماء حتى لو لم يكن مدرب يراقب الفريق ، فحينما تكون الوطنية والانتماء عنوانا فان المهمة تكون صعبة على خصمنا سهلة علينا لاننا شعب الجبارين ، فلا ننسى مقولة نكررها في كل يوم وساعة وحين ، مرت عبر لسان ذلك الشهيد الخالد ياسر عرفات وكررها العديدون ، من انتم ؟

وما هذه التشكيلة التي اراها لاول مرة بهذه الطريقة ، ولماذا ؟ هل لتخسرنا يا بزاز ؟هل لانك مطالب بالانتصار والا ستغادر البلاد ولن تصبح مدربا حتى لفريق حارة في فرنسا ، كيف تقف على خط المراقبة وانت لا تستطيع ان تتنفس وكانك تراقب تايلند وكان تايلند هي فريقك ،الم تر ويني شيفر كيف كان يعمل ويصرخ وينادي على ثونغلاو وشويشوي وادول لاسو ودانغدا وهذه الاسماء التايلندية ، الم تعرف كيف تراقب اللاعب صاحب الرقم 7 ( ثونغلاو) خازوق المنتخب الفلسطيني ،الم تمسكه كيفما امسك مورينيو بزمام ميسي عن طريق الدبابة بيبي .

هل تريد اقناعي بان هذا المنتخب ليس جيدا ، الا تعلم بان اللاعبين المتواجدين على دكة البدلاء بعضهم افضل بكثير من الموجودين داخل الميدان ، الم ترى عمر جعرون وهو يلهث ، الم تعلم بان جهة الدفاع من ناحية خالد مهدي لم تكن موفقة ؟الا تعلم بان عبد اللطيف البهداري واحمد محاجنة كانا مدافعين وحدهما لا بديل لهما اثناء المباراة وانت صامت تكتف يديك وكانك مورينيو او غوارديولا او فيرغسون ، لا تحسب نفسك كذلك حتى لا اكون مخطئا اكثر مما اخطأت بان اصفك حتى باقل مدربينا الوطنيين ، اين الحس الوطني في منتخبنا ؟؟؟.

الم نتعلم بعد من الاردن ومصر والعراق وسوريا والامارات وقطر والسعودية ولبنان وبقية المنتخبات العربية التي تاهلت الى المرحلة الثالثة ، لقد ضاعت فرصة عمرنا بان نشاهد اليابان هنا او كوريا الجنوبية او استراليا ، واااا أسفاه على ما جرى ، تدربنا كثيرا ولعبنا مرارا وتكرارا ولم يقصر احد في اتحاد كرة القدم مع المنتخب الوطني ولو للحظة واحدة ، فما ان تغمض رمشك تنام مهموما من خسارة الاولمبي مثلا حتى تصحو على وقع خسارة كانها طعنة سكين في قلبي عندما اريد ان افزع لذاتي واقول فداك يا وطني انتصر ايها المنتخب .

، ينجح شيفر في استفزاز البزاز على طريقة المدربين الاذكياء ويخرجه من نسق تركيزه هذا ان كان مركزا اصلا ، اظن انه كان يفكر في فرنسا وشوارع الشانزليزيه حينها ولا يفكر في حل لمنتخبنا الوطني ،منتخب ياتي بهدف في الدقيقة السادسة ويخسر ، لماذا لم يواصل الهجوم باربعة لاعبين وليس بواحد او اثنين لماذا يتراجع بعدما ياتي الهدف الاول لنا ،فما دامت عينك بصيرة كان من الواجب ان نواصل الهجوم والضغط في الشوط الاول حتى ناتي بكم اكبر من الاهداف ونلعب في الشوط الثاني بواقعية دفاعية بحتة ،الاف الحلول بامكاننا الحديث فيها ، الم تر وسط الملعب كيف كان وكانه مسرح رقص لتايلند ونحن المتفرجين على وقعهم ورقصاتهم بثونغلاو البطل التايلندي القصير الذي تطاول علينا بادائه الجدي والمتزن بتعليمات مدربه شيفر.

اين عاطف ابو بلال واين سليمان العبيد واين معالي كوارع واين خالد سالم واين واين ،وكيف اتت اهداف تايلند هكذا كما تشق السكين قطعة الكيك لتفرح تايلند وتتلذذ بهدف عابر حيالله كلام ، ونحن نذق مراراة بطعم السكاكين تتغلغل فينا كانما هي شوكة فيها المرارة والحرقة ،يطول الحديث كثيرا عما حصل في المباراة .لقد ضاعت فرصة الوصول الى افضل ما كنا نتمناه وهو دور المجموعات ولو وصلنها لم نكن نريد الفوز على اليابان او استراليا او كوريا او السعودية او غيرها ،بل ننتصر بان تاتي هذه المنتخبات الى هنا الى فلسطين ...كيف لو كان ذلك ..تخيلوا اعزائي ..

نحتاج لمدرب يوجد في قلبه شجرة زيتون اغصانها متشعبة في كل ركن من بلدي كل واحدة مرسوم عليها علم فلسطين متزينة بصور الاسرى والشهداء ،ونحتاج للاعبين كشجيرات مغروسة جذورها في عمق الارض وكل جذر يتكلم انا فلسطيني انا عربي اتجذر في ارضي حتى لا أموت ..