|
عباس زكي: ضبط السلاح من خلال ربطه بهيئة الأركان اللبنانية.. وأحداث منطقة التعمير لا علاقة لنا بها
نشر بتاريخ: 14/10/2006 ( آخر تحديث: 14/10/2006 الساعة: 09:56 )
لبنان- معا- لفت ممثل منظمة التحرير في لبنان عباس زكي الى أنه بحث مؤخرا مع المسؤولين اللبنانيين في مسألة ضبط السلاح الفلسطيني عبر قوة مرتبطة بهيئة الأركان اللبنانية التي تطبق القانون اللبناني،.
وأكد زكي في تصريحات صحفية له من العاصمة اللبنانية بيروت أمس على إعطاء المسؤولين اللبنانيين كل الضمانات التي تنفي سعي الفلسطينيين لتحويل لبنان الى ساحة مواجهة وتصعيد ، معتبرا أن التخلص من "البؤر الأمنية في المخيمات "يبدأ من باب إعطاء الحقوق المدنية للفلسطينيين، مشيراً الى أن ما يحصل في منطقة التعمير هي تصفية حسابات لبنانية داخلية لا علاقة للفلسطينيين بها ويجري العمل لتطويق انعكاساتها. وأضاف " لا شك في أن الأوضاع في الداخل غاية في الصعوبة والقسوة، وباتت تفوق قدرة البشر على الاحتمال، فالشعب الفلسطيني يعيش من دون رواتب منذ ثمانية أشهر، وهذا ما ينعكس سلباً على الوضع الاقتصادي، ويضاف اليه الفلتان الأمني الذي هو سيف ذو حدين زاد عزلة الشعب الفلسطيني سياسياً، بالرغم من أننا نملك برنامج عمل سياسي يعتمد على الثوابت والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، لكن تنكرت الحكومة الفلسطينية لهذه الثوابت". وقال :" لقد توصلنا الى اتفاق بعدم الإقتتال الداخلي ونتابع اتصالاتنا لزيادة الوعي وكي نرجع أولوياتنا الى ما يفوق الصراعات الداخلية كي نلقي الكرة في مرمى من يريد التخلص من أزماتنا نتيجة خلافات داخلية، وبالتالي كانت اجتماعاتنا صاخبة، سواء في اللجنة المركزية او على صعيد الفصائل والوفود الخارجية". وتابع :" أعتقد أن الحرب الأهلية الفلسطينية مستحيلة، لأن وعي الشعب الفلسطيني متقدم لنبذ أي محاولة لتغيير أولوياته"، مضيفاً :" أن تجربتنا وتاريخنا يشهدان على مرورنا بظروف أسوأ من التدخل العربي والدولي الذي كان حريصاً على أن ندخل في الدم، لكننا خرجنا منه بسلام، وان حصل كان يطوق بسرعة، ولأننا أمام مسؤوليات واستحقاقات يجب أن نأخذها، وأي خلاف فلسطيني يضيع دم الشهداء والرصيد الذي تحقق بفعل العرق والدم". وتابع يقول :" لا يمكن لفلسطين أن تصبح اسرائيلية نتيجة إضعاف ابنائها، وسر قوتها هو في ضعفنا، ولمست أنه مهما كان رصيد حماس وفتح، إذا لجأتا الى المعركة فستكونان خاسرتين، والرئيس ابو عمار كان يقول دوماً، "انتمي الى شعب أكبر من قيادته"، وبالتالي لدينا قناعات في حركة فتح أن الدم الفلسطيني خط أحمر، لا يمكن الدخول فيه وأي خلافات نولّد حولها حوارات وهذا يمكن أن يفوّت الفرصة على من يريد أن يكون له مبررات شرعية للفك عن الالتزامات القومية تجاه الفلسطينيين" أو الالتزامات الدولية أو الإنسانية، كل ممثلي حقوق الإنسان يشاهدون الجريمة في فلسطين، ولا يجوز لهم أن يقتفوا وراء خلاف هذا أو ذاك ،حتى المجتمع الدولي، حين طلب أن تكون هناك عملية سلام، هبطنا من شعار الثورة الى القبول بتسوية دولتين على أرض واحدة. وأضاف :" كان على المجتمع الدولي ان يؤكد ضرورة أن يكون هناك جدولة زمنية للوصول الى تسوية تحفظ ماء الوجه، وبالتالي فالمسؤولية لا تقع فقط على نزف الفلسطينيين، بل أيضاً البعد العربي والدولي الذي لم يدرس حتى الآن خصوصية هذه القضية، وانعكاساتها على الدول المحيطة، فكل ما يجري في المنطقة له سبب هو الاحتلال الإسرائيلي، فهناك أناس رافعون بصدق شعار معاداة اسرائيل، وآخرون يرفعون الشعار للتحكم بمقاليد الحكم في بلدانهم وهذه قضية اعتقد انها باتت مكشوفة لدى الجميع" . السلاح الفلسطيني في لبنان وفي ما خص السلاح الفلسطيني في المخيمات في لبنان خصوصاً بعد صدور القرار1701 يقول زكي :" لبنان بلد مختلف عن كل العالم، ودفع من أجل القضية الفلسطينية أكثر مما دفعه من أجل وضعه الداخلي، وبالتالي بيننا وبينه علاقات شراكة فعلية وحقيقية، خاصة أن لبنان يعيش حصارا يشبه حصار الشعب الفلسطيني وعملياً نحن مع الحوار اللبناني ـ اللبناني في هذا الموضوع، والذي وصل الى تنظيم السلاح في المخيمات داخل المخيمات ، ونحن الآن بصدد إيجاد شكل من ضبط السلاح سواء بقوة فلسطينية مرتبطة بهيئة الأركان اللبنانية تكون المعنية بالتزام سيادة القانون اللبناني، وإما عبر صيغ مختلفة نبحثها، خاصة اننا لا نملك سلاحاً بالشكل الذي يتم الحديث عنه في الاعلام بشكل مضخم، قياساً بالصخب الذي مارسه حزب الله والسلاح الذي يملكه، فمن الحرام أن نتكلم عن سلاحنا، لأننا نغدو كالباحث عن إبرة في كومة قش لقد سلمنا سلاحنا عام 1991، وما تبقى منه هو قيد التنفيذ، والمهم أننا أعطينا للمسؤولين اللبنانيين، ضمانات أولها أننا لن نتدخل في الشأن اللبناني الداخلي، ولن نستدرج اسرائيل الى معركة ضد لبنان، ولن نمارس أي عمل لتحرير فلسطين انطلاقاً من الحدود اللبنانية، ولن نحوله الى ساحة كي ندميه مرة أخرى، اعتقد أن وجود قواتنا ومركز القيادة داخل الوطن، في ظل إغلاق دول الطوق الحدود علينا لا يمكن ان نستغل لبنان ونورطه كأنه البديل عن القومية العربية، وبالتالي كل العلاقات التي كانت ما قبل افتتاح التمثيل الفلسطيني تبدلت الآن، وبات يحكمها الاحترام والمرجعية الفلسطينية ، والفلسطينيون باتوا يشعرون كل يوم أن هناك جديداً لصالحهم يتحقق بعيداً عن الممارسات العنصرية التي كانت تجري في السابق، مثل إعادة قيود من شطبت قيودهم (حوالي 30 ألفا)، والتفكير بمن ليس لديهم وثائق، وإلغاء أحكام غيابية وجائرة ومنح سكان المخيمات شيئا من الحقوق المدنية، وبالتالي فأنا على ثقة بأن السلاح هو الذي يفرض وجودنا في لبنان بقدر الالتزام بميثاق الشرف بيننا وبين اللبنانيين يقضي بألا نكون عبئاً عليهم أو خنجراً في خاصرتهم. "البؤر الاحتضانية" وفيما يتعلق ببعض المخيمات الفلسطينية التي بات ينظر اليها كبؤر أمنية قال زكي:" الشعب الفلسطيني ليس قطيع نعاج، وبالتالي يجب أن تترسخ لديه اقتناعات، وفي لبنان كان الشعب الفلسطيني محروماً من أدنى حقوقه المدنية والإنسانية، والمخيمات كانت أشبه بمقبرة والآن بدأنا نتواصل ونلمس من الرئيس فؤاد السنيورة والحكومة التعاون لدرجة أنها جمعت ممثلي الدول المانحة من أجل تطوير البنية التحتية في المخيمات كي لا يبقى الفلسطيني رافعاً لشعار فقط للثورة من أجل أن يموت دون أن يحرر بلده، فلا يجوز هذا الكلام، وأداة القياس لمن معنا ومن ضدنا هو من يحترم آدمية الشعب الفلسطيني ويرفع الأحكام الجائرة عنه ،لأن الشعارات سقطت جميعها خلال الحرب الأخيرة على لبنان الذي وقف وحيداً فيها، ونحن دائماً كنا وحدنا، وخلال العدوان كانت المخيمات، أو "البؤر الأمنية" حضناً دافئاً للنازحين اللبنانيين، ولو طلب من الفلسطينيين القتال لقاتلوا، لكن لبنان أراد هذه المرة أن يخوض معركته ببراعة على الصعيد العسكري والديبلوماسي من دون أن يمن عليه أحد، وأعتقد أنه آن الأوان كي يشعر الفلسطيني بأنه إنسان طبيعي في هذا البلد ولو بالتدرج وبإعطاء الحوافز والتحسينات وترسيخ الرؤية الصحيحة بين اللبنانيين والفلسطينيين، لكي تكون باباً لترسيخ حق العودة وفق القرار 194 وللنموذج الأفضل للعلاقات اللبنانية الفلسطينية. أحداث منطقة التعمير الى ذلك نفى زكي علاقة الفلسطينيين بأحداث نطقة التعمير ، وقال :" ـ ليس له علاقة بالفلسطينيين، بل هو وضع لبناني وآمل الا يؤدي الى فتح أبواب نحن بصدد إغلاقها. وأضاف :" نحن لا نمارس في هذا البلد - كوننا ضيوفا - ما لا ينسجم واقتناعات اللبنانيين، لذلك ندرس هذا الوضع مع المسؤولين اللبنانيين ونسعى الى إيجاد حل الى الأبد، وقطعنا شوطاً في ذلك، لكن المشاكل والتحديات التي يواجهها لبنان والسجالات الحاصلة تأخذ أولوية على طروحنا ، لهذا فكل لقاءاتنا مع المسؤولين اللبنانيين تدور حول تطورات الوضعين اللبناني والفلسطيني في ظل ما يحدث في المنطقة، مع التركيز على موقع الشرعية الفلسطينية والعمل بما فيه المصلحة الوطنية والدور المؤثر للبنان. العلاقة بـ "حماس" أما عن العلاقة مع حركة حماس ، فيقول زكي :" علاقتنا بحماس لن تكون معطلة لوجودنا في لبنان، لسبب أن منظمة التحرير شاءت حماس أم أبت هي ممثل شرعي وحيد للشعب الفلسطيني، وحماس هي جزء من الشعب الفلسطيني وستقنع بمنظمة التحرير لو كانت هي في قيادتها، ونحن الآن نسعى لحوارات وإعادة بناء وترتيب البيت الفلسطيني في إطار منظمة التحرير، وحماس تشعر الآن أن لها نصيب أوفر بعدما جربت حظها في الداخل، ويمكن أن تكون الآن شريكاً مناقشاً لنا وليس معلقاً وبالتالي لا خوف في هذا المجال، واعتقد انها ستتمسك بمنظمة التحرير في حال دخولها اليها مثلما تتمسك بالحكومة هذا الا يؤثر علينا على الإطلاق، فهذه قضية ليست محل خلاف بل تنافس شريف وآمل الا يتحول الى مرض".وأضاف :" " نحن يجب أن لا نقول الشيء ونعمل عكسه، هذا شأن لبناني داخلي، ونحن نحترم أنفسنا وما يطرحه اللبنانيون نناقشه معهم، ولا يجوز أن ندخل أنفسنا برفض أو قبول أي قرار دولي، لأن لبنان تجاوز العرب جميعهم بحل معضلاته، سواء على الصعيد السياسي أو العسكري، وهذا التكافل لا يسمح للفلسطينيين والعرب بالتحدث عن قرار خاص بلبنان لأنه قدم نموذجاً في القيادة السياسية والعسكرية يستحق الاقتداء به. |