وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

العميد يواجه جبل المكبر في نهائي بطولة أبو حمدي بثلاثية "الليلة الكبيرة" في مرمى الأهلي

نشر بتاريخ: 14/10/2006 ( آخر تحديث: 14/10/2006 الساعة: 15:52 )
بيت لحم - معا - فايز نصار - كرر شباب الخليل النتيجة التي فاز بها نادي جبل المكبر على سلوان المقدسي ، في الدور قبل النهائي لدورة المرحوم أبو حمدي الرمضانية ، التي ينظمها نادي الشباب ، بدعم من شركة الجبريني لللأبان، عندما حقق فوزاُ ثلاثياً مستحقاً على شقيقه الأهلي ، في المباراة ، التي جمعت الفريقين ، في سهرة حاشدة ، أحتضنها شيخ الملاعب "الحسين" الخميس الماضي . نهائي واعد وقد ضاقت مدرجات الملعب العتيق ، بأكثر من ستة آلاف متفرج ، أغلبهم من مشجعي العميد ، الذين وقفوا وراء لاعبيهم طيلة المباراة ، مساهمين بفاعلية في تحقيق الفوز الغالي ، الذي أهل الشباب لنهائي البطولة ، في مواجهة الفائز على سلوان جبل المكبر ، في مباراة واعدة ، من المقرر أن تقام في تمام الساعة الثامنة مساء اليوم السبت ، علماً بأن الفريقين التقيا في الدور الأول ، في مباراة حسمها الشباب بهدفين مقابل هدف واحد . مباراة مثيرة وكانت المباراة فرصة للاعبي الشباب ، الذي لعبوا بالتجلي ، مقدمين عرضاُ كروياً أنيقاً ، أعاد شيئاً من الأمجاد الشبابية ، وأمتع الجماهير الغفيرة ، التي خرجت راضية عن الفريق ، الذي مرّ بفترات عصيبة ، ليأتي الفوز في الوقت المناسبة ، ضمانة لاستمرار الشباب ، الذي تعود على حصد الألقاب ، منذ تأسيسه سنة 1948 . ديربي محموم ورغم الخسارة القاسية ، التي خرج بها الأهلي ، في هذا الديربي المحموم ، إلا أن لاعبي الأهلي ، قدموا ما عليهم ، ونجحوا في مقارعة الشباب ، مساهمين في إعداد الوجبة الكروية الدسمة ، التي أتحفت الجماهير ، لأن لاعبي الأهلي قاوموا بضراوة المدّ الشبابي ، بل أنهم تقدموا إلى المواقع الشبابية ، في سعي يستحق الإشادة لإدراك التعادل ، في الشوط الثاني ، الذي كانت فيه الكلمة للخبرة في مواجهة الطموح المشروع . حوار الخبرة والطموح وقد لعبت الخبرة لعبتها في هذا النزال الراقي ، فسيطر الشباب على مجريات الشوط الأول ، من الباب إلى المحراب ، معتمداً على هجمات لم تتوقف ، من مختلف المحاور الهجومية ، ولكن المدّ الشبابي المحموم ، قوبل بصلابة دفاعية ، من جنود الخط الأهلاوي الخلفي ، الذين تكتلوا حول حارسهم أبو حديد ، وقائد دفاعهم المتألق فادي الدويك ، فذهبت كل المحاولات الشبابية أدراج الرياح ، حتى لعبت النجومية لعبتها ، ووضعت قدم العيش الشباب في المقدمة منذ الدقيقة 27 ، بهدف من عالم الخيال ، بكرة طائرة أعجزت الحارس أبو حديد . صحوة الأهلي وكان بإمكان الأهلي إدراك التعادل في الشوط الثاني ، عندما انبرى الدويك لعدد من الكرات الثابتة ، التي كادت تغير الأوضاع ، لولا رصانة الدفاع الشبابي ، وبسالة الحارس شادي ، لتلعب الهجمات الشبابية لعبتها في حسم المباراة ، عندما استغل حازم والسلايمة انشغال الأهلي بمهمة التعديل ، مسجلين هدفين حاسمين ، رفعا بهما الغلة الشبابية إلى ثلاثة أهداف في المحصلة النهائية . سجال تكتيكي ولعل ما يثير الإعجاب في هذه المنازلة أن المدربين المفارجة وأبو اشخيدم ، حولا المباراة إلى سجال تكتيكي فاهم ، من خلال تصفح كل منهما بوعي لأوراق المنافس الفنية ، ولكن الغلبة كانت في النهاية لماهر مفارجة ، الذي اعتمد أسلوب الضغط الشامل ، بالامتداد نحو مناطق نفوذ الأهلي ، بحثاً عن ثغرات تتيح فرص التقدم ، أو أخطاء للدفاع الأهلاوي ، يستغلها مهاجمو الشباب . السعي لترطيب المدرجات أما أبو اشخيدم ، الذي استفاد من خبرة ودعم عبد الناصر الشريف فركزت استراتيجيته على امتصاص الفورة الشبابية ، بتمهل مدروس في المبادرة الهجومية ، والاكتفاء ببعض المرتدات ، التي قد تغير الوضع ، محاولاً تهدئة اللعب ، وترطيب المدرجات ، لتحييد الجمهور، على أمل ان يدخل لاعبو الأهلي جو المباراة بعد نصف ساعة ، يكون اليأس قد بدأ يتسلل لنفوس لاعبي الشباب ، بشكل يحسم المعركة المعنوية للأهلي ، ولكن هدف الدقيقة 27 خلط كل الأوراق ، فأصبحت التهدئة تحلب في إناء الشباب ، وأصبح التسرع العدو الأول للأهلي . انسجام شبابي ويستحق كل لاعبي الفيلق الشبابي الزفة التي كافأهم بها الجمهور ، بعد نهاية الموقعة الضارية ، لأن جميع اللاعبين أدوا المباراة بمسؤولية عالية ، واضعين كل مواطن القوة الأهلاوية في الحسبان ، وموظفين كل إمكانياتهم في خدمة الفريق ، الذي بدا منسجماً ، متراص الصفوف ، مؤدياً كل الوجبات الدفاعية والهجومية باقتدار ،ولاعيبن كل دقائق المباراة ، بحضور ذهني كبير ، مما ساهم في تحقيق الفوز الغالي . دفاع سبابي رصين وكانت للحارس شادي القواسمي عدة تدخلات مؤثرة ، رفعت معنويات رفاقه ، وخاصة عندما تصدى لكرة لا تردّ من رأس الكركي عن خط المرمى ، وبدا أن حازم المحتسب قد تجاوز مرحلة الفراغ التي مرّ بها ، مستعيداً مستواه الدولي ، عندما نجح في إفساد محاولات الحلمان وأبو فردة ، واستفاد المحتسب من صلابة لا تجارى من الحوامدة ، الذي لعب بخبرة أقفلت الممرات ، وحاصرت كل المحاولات المضادة ، فيما تجلى العيدة والجعبري ، بتغطيتهما الناجعة لأروقة الجانبية ، وطلعاتهما في الممرات الجانبية ، التي رفعت من كفاءة الوسط الشبابي ،. أفضلية وسط الشباب ويحسب للوسط الشبابي نجاعته في ربط خيوط الفريق ، لأن الحمامرة وجد نفسه في المحور ، متعاوناً مع الفنان رامي مجاهد في إحداث الفارق المناور ، وتناوب ارفاعية وعقل في فتح الثغرات في جيوب الأهلي من الميمنة والميسرة ، تاركين لعلي عايش وبشار السيد المهام الجسام في النفاذ القطري من زحمة الدفاع الأهلاوي. أوراق اعتماد لنجوم جدد ويؤخذ على الأهلي مبالغته في تحصين الخط الدفاعي ، وتأخره في الامتداد للأجواء الشبابية ، ولكن لاعبي الأهلي أدوا ما عليهم ، وخسروا بشرف بعد نجاحهم في الوقوف نداً قوياً للشباب ، خارجين من البطولة مرفوعي الرأس ، بعد اكتسابهم مجموعة من الناشئين ، الذين قدموا أوراق اعتماد نجوميتهم ، وخاصة الظهير الأيمن مراد بو ميزر ، الذي فرض على اللجنة الفنية اختياره كأفضل لاعب ، رغم الأهداف الثلاثة التي ولجت مرمى فريقه . أعباء على دفاع الأهلي ولا يسأل الحارس المجتهد بدر أبو حديد عن الأهداف الثلاثة ، التي جاءت بكرات لا ترد ،ولم يتأثر الدويك بالأجواء الصاخبة التي غلفت المباراة ، ففرض نجوميته ، في رص الصفوف الخلفية للأهلي ، ووقف اياد ابو اسنينة سداً في مواجهة الهجمات الكثيفة للسباب ، وأدى الظهيران المحتسب وأبو ميزر ما عليهما في محاولة إيقاف الامتداد الشبابي ، وخاصة في الشوط الثاني . جهود ضائعة وضاعت جهود محركي الوسط الأهلاوي الكركي والعويوي ، بتركيزهما على الارتداد للإسناد الدفاعي ، ولم يقصر النواجعة في محاولة بناء الهجمات من الميمنة ، فيما خانت الخبرة الناشئ الفلاح ، الذي استبدل بالشوط الثاني بالعائد الشعراوي ، ولم يكن هداف الأهلي الحلمان في يومه ، فضاعت جهوده وجهود الواعد أبو فردة ، في زحمة الرقابة المشددة للحوامدة والمحتسب . امتداد شبابي ورغم تبكير الباب في الامتداد لمنطقة الأهلي ، إلا أن محاولاته لم تزعج أبو حديد ، الذي كان في موقف صعب في مواجهة تسديدة للمحتسب ، وأخرى للجعبري ، الذي استغل ارتداد كرة من الركنية ، وسدد بقوة في ظهر المدافعين ، من موقف سانح للتسجيل ، وكان الردّ الأهلاوي بمحاولات شنّ بعض الهجمات المرتدة ، التي أنجبت تسديدة غير مؤثرة لبشير ، وأخرى عالية من النواجعة ، في أخطر فرص الأهلي في الشوط الأول . هدف لا يصد وجاءت الدقيقة 27 بهدف التقدم للسباب ، عندما لعب حسام كرة في العمق لحازم المحتسب ، الذي هيأها برأسه مقشرة لعلي عايش ، الذي أرسل قذيفة طائرة ، استقرت على يمين الحارس الأهلاوي ، لتأتي محاولة التعزيز بركنية مركزة من بشار حفت العارضة . أمّ الفرص وفي الشوط بدا أن الأهلي يحاول التعويض ، فضاعت أم الفرص على الأهلي عندما انبرى البديل شاهين لكرة وضعها بالمقاس على رأس بشير الكركي ، الذي سدد بقوة ، لتخرج أيدي شادي القواسمي من بين زحمة المدافعين ، منقذاً الموقف ، لتأتي محاولات أخرى من فادي الدويك ، الذي يعرف من أين تؤكل كتف الكرات الثابتة ، مشكلاً الخطر على مرمى شادي في أكثر من موقف ، وخاصة عندما حفت كرة ثابتة لعبها بدقة ، وحفت عارضة العميد . المدافع الهداف وأثناء ذلك كان الشباب يبيت الضربة النجلاء في مرمى الأهلي ، فجاءت الدقيقة 75 بكرة ثابتة في الميسرة ، لعبها الحمامرة بالمقاس أمام المحتسب ، الذي سدد طائرة أخرى على يمين أبوحديد ، لتشتعل المدرجات ابتهاجاً بالهدف الذي جلب الطمأنينة للجميع ، وبذلك أصبح في رصيد المحتسب ثلاثة أهداف في المركز الثاني على قائمة الهدافين ، وراء المتصدر جمال علان من جبل المكبر بخمسة أهداف . والسلايمة يوقع الثالث وبينما كان الأهلي منشغلاً بمحاولة تغيير الأوضاع ، قاد الحمامرة هجمة مرتدة من الميمنة ، مقدماً كرة عرضية مقشرة للبديل محمد السلايمة ، الذي رفعت كرته اليسارية الماكرة غلة الشباب في الدقيقة 78 ، لتصبح النتيجة ثلاثة أهداف مقابل صفر لشباب الخليل . آخر المحاولات وكان بإمكان الشباب رفع الغلة التهديفية عندما انكشف الدفاع الأهلاوي ، تماماً كما كان بإمكان الأهلي تذليل الفارق ، في غمرة ابتهاج لاعبي الشباب بفوزهم العريض ، فضاعت على أبو فردة فرصة هامة ، بتسديدة قوية جانبت المرمى ، لتقتصر الدقائق المتبقية على تبادل غير مجدٍ للهجمات ، ولتنتهي المباراة بالأهداف الثلاثة ، التي أكدت تفوق الشباب على الأهلي ، الذي ما زال يبحث عن فوز على شباب الخليل . طاقم تلحمي حكم المباراة طاقم تلحمي ، قاده ميشيل حنانيا ، بمساعدة وليد شعيبات وحسن قطامش ، وحسين حمدان رابعاً ، وقد اختارت اللجنة الفنية مدافع الأهلي مراد أبو ميزر أفضل لاعب في المباراة ، وتسلم جائزته من الدكتور إسماعيل الجبريني . مسك الختام وستكون الجماهير الرياضية على موعد في سهرة الليلة ، مع المباراة الختامية ، التي يأمل المنظمون أن تكون مسك ختام لهذه البطولة الرمضانية ، التي ساهمت في تحريك الخلايا النائمة في محافظة الخليل ، وأعادت الروح لمدرجات ملعب الحسين ، الذي أصبح يضيق بآلاف المتفرجين . وتجمع المباراة النهائية جبل المكبر المقدسي ، الفائز على سلوان بالثلاثة في الدور قبل النهائي بشباب الخليل ، المتأهل بالنتيجة ذاتها على الأهلي ، وينتظر ان تتصاعد المنافسة بين الفريقين ، الذين قدما عروضاً كروية نالت استحسان الجماهير الرياضية ، وخاصة جبل المكبر ، الذي تألق في جميع المباريات التي لعبها ، منذ فوزه على الجمعية بالأربعة وعلى الإسلامي بهدفين ، ولم يتأثر الفريق بخسارته غير المؤثرة أمام الشباب بهدفين لهدف ، وعاد بفوز عريض أمام سلوان في الدور قبل النهائي. أمام شباب الخليل فنجح في تجاوز آثار التعادلين الأولين أمام الإسلامي والجمعية ، بهدف لهدف في المباراتين ، وعاد من بعيد في أداء تصاعدي ، محققاً الفوز على الكبر بهدفين لهدف ، وعلى الأهلي بالثلاثة