وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

معتصم عدوان ينضم الى قافلة شهداء الحركة الرياضية

نشر بتاريخ: 05/08/2011 ( آخر تحديث: 05/08/2011 الساعة: 00:49 )
القدس- معا- محمد مناصرة- المكان، مخيم قلنديا مرتع النضال والشهداء والتضحيات وعلى مشارف منزل الشهيد المناضل بل على بوابة منزله، الزمان، الاول من رمضان وقبل صلاة الفجر بينما كان يجهز نفسه للسحور، المشهد، ربما يكون مسلسل حلقاته لا تنتهي من المسلسلات الاجرامية بحق الشعب الفلسطيني الاعزل، رصاصة قاتلة وغادرة اخترقت راس الشهيد كانت كفيلة بان توقف نشاطاته الرياضية والتعليمية.

المناسبة، مواصلة تمزيق اصرار وعزيمة الشعب الفلسطيني وهذه المرة من خلال اعتقال اطفال لم تتجاوز اعمارهم 13 و 14 عاماً، هو مشهد من بين عديد من المشاهد الصهيونية المتكررة وسيناريو من السيناريوهات الاجرامية المتبعة والمتواصلة التي لا تعرف كبيراً ولا صغيراً ولا رجالاً ولا نساءاً، مشهد مكرر بشكل يومي ونصف يومي وبالساعة والدقيقية، مشهد اعتاد عليه كل بيت فلسطيني فلا يكاد بيت فلسطيني يخلو من اي جرح سواء اكان شهيداً او اسير او جريحا، مسيرة تفسر نفسها بنفسها وهو ان الشعب الفلسطيني لا يستكين برغم الجراح والالام والمعاناه والقهر ، فصبر الفلسطيني ما زال يقهر اعداء الحرية فيقولون ما لهذا الشعب لا يستكين!

هكذا كانت مسيرة الشهيد معتصم عدوان احد كوادر الحركة الرياضية الفلسطينية، فقد التحق عدوان بالعديد من الاندية الرياضية لممارسة هويايته المفضلة بلعبة كمال الاجسام فبدا ممارسة هذه الرياضة بنادي "ترايفتنس" في رام الله، قبل ان ينتقل الى نادي "الاكسجن" في حين انهت قوات الغدر مسيرته الرياضية في النادي العالمي في مسقط راسه مخيم قلنديا، فقد تدرب في هذه الاندية مدة تجاوزت السنتين ،فانتهت مسيرة شاب معطاء في رياضة كان قد عشقها والتحق بها ومارسها طويلاً، كما انهت مسيرته التعليمية والاكاديمية فكان احد طلاب الاعلام الصحافة في جامعة القدس"ابوديس"وفي سنته الرابعة كان يدرس الاعلام حتى يدافع عن عدالة قضيته ويوصلها الى العالم ككل بانها قضية عادلة،لكن اليد الغادرة اوقفت كل محاولاته ومساعيه التعليمية والرياضية والحياتية.

|140217|

ترعرع الشهيد معتصم عدوان 22 عاماً احد كوادر حركة فتح في مخيم قلنديا في بيت مثقف عاشق للتعليم فدرس في مدرسة الامة الثانوية ونجح في دراسته الثانوية قبل ان يلتحق الى كلية الاعلام جامعة ابو ديس .

وبينما كان يجهز نفسه للسحور والمائدة ممتلئة ومجهزة وكتابه مفتوح لانه في اليوم التالي كان على موعد مع امتحان في الاعلام والعلاقات الدولية، فاذا به يسمع صوت اطلاق النار، فاثاره الفضول لبعرف ما يجري في الخارج وفتح باب منزله واذا بقوات الغدر تفتح رشاشات بندقياتها بشكل عشوائي ورهيب عليه وعلى جمع من المواطنين من ابناء هذا المخيم الذين تواجدوا في المكان، واذا برصاصة غاصبة متفجرة تخترق راس معتصم وتلقي به ارضاً وسط مشهد ومراًى شقيقه الصغير انس وفي ظل احساس وشعور والدته التي بدات تتساءل اين معتصم! ومع وصول الشهيد الى مشفى رام الله كانت الروح قد صعدت الى السماء وتبعته روح الشهيد علي خليفة الذي سقط على مقربة منه وهو في سيارة مع اصدقاءه فاطلق عليهم وابل من الرصاص اصاب احدهم وقتل خليفة وتم تشييع جنازاتهم ودفنهم في مقبرة مخيم قلنديا لينتهي بذلك فصلاً اخر من فصول النضال والحرية للشعب الفلسطيني.