وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

قراءة في مباراة السوبر...

نشر بتاريخ: 07/08/2011 ( آخر تحديث: 07/08/2011 الساعة: 03:42 )
الخليل- معا- عبد الفتاح عرار- انطلق الموسم الكروي الجديد في فلسطين باقامة مباراة السوبر بين بطل الدوري مركز شباب الامعري وبطل الكاس نادي هلال القدس والتي انتهت بفوز كبير لهلال القدس على بطل الدوري برباعية بيضاء لم تكن متوقعة ليحصد نادي هلال القدس لقبه الاول مع بداية الموسم الكروي وبه يدخل للمنافسة على كاس الشهيد ابو عمار في محاولة لاحراز لقبين مع بداية الموسم. اما الامعري الذي خسر بنتيجة ثقيلة لم ترضي عشاقه ولا محبيه فسيسعى ايضا لاستغلال بطولة ابو عمار لمصالحة جماهيره ولملمة اوراقه لانه سيبدأ رحلة الدفاع عن اللقب.

ظروف اللقاء
في اعتقادي ان فترة الاستعداد لهذا اللقاء لم تكن كافية لكلا الفريقين والسبب ان عددا من لاعبي كليهما كان ضمن معسكرات المنتخبات الوطنية وخاصة بعد انتهاء المسابقات المحلية ودخول الوطني في معسكرات متتالية من اجل استحقاقات التصفيات الاسيوية لمونديال البرازيل. ولا شك ان ذلك قد اثر على استعداد كل منهما خاصة بعد ان قام كل فريق بضم عدد من اللاعبين الجدد والذين كانوا بحاجة للتاقلم مع فريقهم الجديد للوصول لحالة من الانسجام والتي لا تاتي الا من خلال التدريبات المكثفة والمباريات الودية التي من خلالها يمكن للجهاز الفني الوقوف على اخطاء الفريق ومعالجتها وايضا من خلال المباريات التدريبية يتم الوصول لتشكيلة ثابتة ولحالة من الانسجام. هذه الظروف اثرت على المستوى الفني للمباراة التي جاءت دون المستوى المتوقع وخاصة انها تجمع بطلين وصفوفهما تذخر بالنجوم.

مبروك للهلال
قبل الحديث عن الجانب الفني للقاء لا بد من تهنئة بطل كاس السوبر ابتداءا من ادارة النادي وجماهيره مرورا بجهازه الفني والاداري وكافة اللاعبين وانتهاءا بكافة لجان النادي لان الفوز كان مستحقا وبجدارة بعد موسم رائع للهلال كان فيه الاقرب لنيل ثلاثة القاب عانده الحظ في اثنين منها ومن ثم عاد وانهى الموسم بلقب الكاس الذي اهله للمنافسة على كاس السوبر والذي زفه لعرينه ولا شك ان هذا كان ثمرة العمل الجماعي الجاد والولاء والانتماء للمؤسسة بالاضافة لتخطيط الجيد ووجود جهاز فني متمرس وضع نصب عينيه الوصول بالفريق لمنصات التتويج.

هاردلك امعري
بغض النظر عن الفوز والخسارة نقول هاردلك لبطل الدوري كلمة حق تقال يبدو ان الاستعدادات لم تكن بالمستوى المطلوب لان الجميع يعلم حجم اللقب وحجم المنافس وان المباراة ستكون في غاية الصعوبة وبالتالي الاستعداد هذه المباراة كان يجب ان يتلائم مع حجم اللقب. وفقدان لقب لا يعني الاستسلام بل هو فرصة من اجل اجراء عملية تقييم شاملة ومراجعة ادارية وميدانية للفريق قبل الذهاب لبطولة الدوري ورحلة الدفاع عن اللقب وربما تكون بطولة كاس الشهيد ابو عمار الفرصة المناسبة لاختبار القدرة على التعامل مع المواقف الجادة والعودة لحالة الاستقرار من اجل مواصلة الطريق واضافة القاب جدد لخزائن النادي.

الهلال في وضع مطمئن
من خلال متابعتي للقاء وان كنت قد اشرت ان المستوى كان دون المتوسط الا ان وضع الفريق مطمئن من خلال اكتمال خطوطه ووجود دكة بدلاء قد تؤمن حالة الطوارئ للفريق في القادم من الاستحقاقات. ولا شك ان الكابتن جمال محمود يعمل من اجل الوصول لتشكيلة ثابتة لفريق قبل بداية الدوري مركزا على الاداء الجماعي والنزعة الهجومية وكان هذا واضحا في اداء الفريق في مباراة السوبر الذي بدأ المباراة مهاجما وانهاها بنفس الاسلوب وما يميز الفريق المقدسي التفوق في منطقة اوسط من خلال وجود صانع الالعاب مراد اسماعيل وبكل تاكيد هشام الصالحي وبقية الكتيبة مع الاضافة التي تمت بانضمام علي الخطيب ومعن جمال وعودة فادي لافي لخط المقدمة في نظري ان هذا يجعل الفريق جاهز وما هو مطلوب من الجهاز الفني الوصول لتشكيلة ثابتة والتركيز على خطط اللعب المتغيرة بتغير ظروف المباريات ولا شك ان الجهاز الفني قادر على ذلك.

الامعري والوقفة الجادة
قد تكون الظروف قد ساهمت في هذه الخسارة وحالة عدم الاستقرار التي يمر بها افريق جراء بعد الاشكاليات التي نسمع بها من هنا ومن هناك ولكن وفي كل الاحوال فان النتيجة ثقيلة على بطل الدوري وهذا ما يتطلب وقفة جادة خاصة على صعيد خط الهجوم لان الفريق بدون وجود مهاجمين صريحين على الاقل سيبقى يعاني لاني السيطرة التي يفرضها في وسط الملعب لن تسعفه في ظل العقم الهجومي وعدم وجود مهاجمين قادرين على استغلال فعالية خط الوسط. هو الحال ايضا بالنسبة لحراسة المرمى التي بحاجة ايضا لوقفة ومراجعة حسابات اذا كان الجهاز الفني والاداري يضع نصب عينيه المضي في طريق حصد الالقاب او المنافسة عليها مع دخول عدد من الفرق ايضا هذا السباق. ولا شك ان الادارة الواعية التي استطاعت تنظيم صفوف الفريق لنيل لقب الدوري هي بكل تاكيد قادرة على الاستفادة من الاخطاء التي وقع بها الفريق في هذه المباراة ودراستها ووضع الحلول من اجل الوصول لعلاج شاف يتكفل بحماية الفريق من اية كبوات قادمة وخاصة في بطولة الدوري. الفريق لديه خط وسط مميز وخط دفاع ايضا جيد مع عودة حسام وادي ولكن تبقى المشكلة في خط الهجوم وحراسة المرمى.

مستوى المباراة
عادة ما تكون مثل هذه المباريات وان كان يكتنفها الشد العصبي هي واجهة الكرة المحلية لانها تجمع واجهة الكرة المحلية عندما يلتقي بطل الدوري ببطل الكاس ولكن مستوى المباراة لم يكن ضمن المتوقع حتى انها ذهبت لتكون من طرف واحد وربما النتيجة الكبيرة التي انتهت بها المباراة تؤكد ما نتحدث عنه حيث وبكل تاكيد غابت اللمسات الفنية والمنافسة المحتدمة على اللقب وكانت مباراة عادية لم تكن نتمناها بهذا المستوى حتى انه طغى عليها طابع الملل في العديد من الفترات وقد يكون قد ساهم في ذلك عدم الاستعداد الجيد وظروف الامعري الاستثنائية وقد يكون ذلك منطقيا احيانا لكن ليس بهذا القدر لان مباريات بداية الموسم تكون عادة بمستوى فني غير مرتفع في الكثير من الاحيان وايضا التوتر له دور كبير في ذلك خاصة ان الفريقين اصبحا ندين بشكل متواصل على مدار موسمين. على كل الاحوال ن نقول ان المستوى كان ضعيفا بل دون المتوقع ونتمنى ان تختلف الصورة من خلال بطولة كاس ابو عمار تمهيدا لانطلاق الدوري.

صافرة وبطاقات
مما شاهدناه في هذه المباراة هو المبالغة في الخشونة في كثير من الاحيان وكثرة الاحتجاجات على الحكام حتى انك في بعض اللحظات تشعر ان هناك عدد من اللاعبين بحاجة لان يحملوا صافرات معهم اثناء المباراة وايضا بطاقات من كثرة مطالبتهم باشهار البطاقات للاعب المنافس وبطريقة عصبية وسلوك غير لائق امام الحكم وهذا ما نتحدث عنه دائما ولا زلنا نتحدث عنه منذ موسم الراحل محمود درويش وانا هنا اعود واكرر مسؤولية الجهاز الفني عن هذا السلوك غير اللائق وكذلك تهاون الحكام في التعامل مع اللاعبين كثيري الاحتجاج وبعدها الاتحاد لان هذه الظاهرة السلبية اثرت على منتخباتنا في العديد من المنافسات واذا ما بقيت سمة ظاهرة في دورينا المحلي فكيف لنا ان نتوقع ان تنتهي من منتخباتنا لان من يمثل المنتخب هم من يلعبون بالدوري المحلي وان اتردد في نقل همسة عتاب لصديقي الكابتن جمال محمود لان بعض نجومه لديهم عصبية زائدة وظهرت بشكل اساسي عند مراد عليان وعلي الخطيب وحسام ابو صالح وكان الحكم قريبا من اقصاء ايا منهم ليس على الاداء بقدر ما هو على الاحتجاج.