وكـالـة مـعـا الاخـبـارية

بعد الإفطار...

نشر بتاريخ: 07/08/2011 ( آخر تحديث: 08/08/2011 الساعة: 09:13 )
يكتبها: عمر الجعفري

أحب جبل المكبر مثل حبي لبقية الأندية الفلسطينية فمنذ أربعين عاما وأنا أعمل في الرياضة والحمد الله كونت من العلاقات ما يجعلني افتخر بها وهذا جعلني متابعا لأخبار الأندية وحالها وأحوالها، ولكن ما حصل في جبل المكبر جعلني اشعر بالقلق اتجاه هذا النادي العريق الذي يقف كشوكة في حلق الاحتلال ، ناهيك عن ان أبناء هذه البلدة قارعوا الاحتلال دون هوادة ، فمنهم من استشهد ومنهم المعتقل ومنهم من قضى سنوات طويلة من عمره في غياهب السجون ، ويعيش في كنف البلدة العديد من الشباب الذين أكن لهم كل الاحترام والتقدير. .

ما كنا نسمعه من أخبار وما كانت تتناقلة وسائل الاعلام عن هذا الفريق العريق اشعرني بالحزن والغضب ، فقلت اين الأخوة والرفاق في جبل المكبر؟
ولماذا هم يقفون وقفة المتفرج وفريقهم العريق يندثر ، وماذا سيكون حالهم وحالنا اذا غابت شمس المكبر التي تشرق على القدس كل صباح. .

يوم أمس حزمنا عتادنا انا والزميل الأبن " وجدي الجعفري " وتوجهنا كالعادة الى ملعب الخضر لمتابعة اللقاء الكروي الذي كان فاتحة انطلاق بطولة كأس الشهيد ابو عمار ،دارت في مخيلتي أشياء كثيرة معظمها يحمل الألم والحسرة على الحال الذي وصل اليه فريق المكبر ، وقلت : كيف سيلملمون جراحهم ويظهرون في مباراتهم الاولى بعد الذي حصل، مشاعر من الحزن والغضب كانت تنتابني ،اقتربت من الملعب جمهور كبير وسيارات على غير العادة في عددها تقف في الموقف المجاور لاستاد الخضر.

قلت : في نفسي يبدوا ان الناس جاءت حتى تروح عن نفسها في هذا الشهر الفضيل، كنت اتوقع ان يكون فريق المكبر كالرجل المريض كحال تركيا في اخر عهدها . .

دخلت الى الملعب واذ بمجموعة من اللاعبين يلتقطون الصور التذكارية عددهم يفوق 25 لاعبا ويزيد ، يرتدون زيا جميلا "بدلات رياضية سمراء اللون" عمرهم بعمر الورود ، ناديت الزميل الصحفي " علي عبيدات " الذي عمل معنا لفترة ليست بالقصيرة في وكالة "معا" وتربطنا به علاقة وطيدة واصبح يعمل في اللجنة الاعلامية لنادي جبل المكبر فقلت له :من هذا الفريق ؟

قال :هذا فريقنا "جبل المكبر" .
وبدأ علي عبيدات بسرد الحكاية فقال:

معظم اللاعبين اعمارهم صغيرة ويبلغ عدد الموجودين حاليا 25 لاعبا معظمهم من الداخل من ال "48 " وقد اضطررنا للاستغناء على عدد كبير من اللاعبين، خضع هؤلاء اللاعبين لمعسكر تدريبي على ملعب الخضر الدولي ، كانوا ينامون في بلدة الدوحة المجاورة للخضر، مدربهم الكابتن أيوب جابر كان يدربهم 3 وجبات يوميا قبل رمضان ووجبتان في شهر رمضان معسكرهم استمر أربعين يوما بعيدا عن الاعلام والضوضاء والتقاط الصور.

وأضاف المباراة مهمة اليوم وخاصة للمدرب الذي سيختبر لاعبيه . .

فقلت في نفسي كل الاحترام والتقدير لهؤلاء الإداريين وأبناء البلدة والرجال الاوفياء والجهمور الذي زحف خلف فريقه وكل الذين عملوا بصمت، كم كانت فرحتي كبيرة عندما رايت أبناءنا أبناء الداخل يستجيبون لنداء القدس لنداء المكبر فهب أبناؤنا لنصرة المكبر ، كيف لا وهم يسيرون مئات الحافلات يوميا الى المسجد الأقصى حتى يقولوا للمحتل "نحن هنا".

فتحية للمكبر ورجالاتها ، تحية لكم كبيرة، كبر حبنا وعشقنا للقدس التي لا يمكن ان نتخلى عنها، وبوركت سواعدكم وانتم تواصلون العمل من اجل الوطن الذي عمدناه بدماء الشهداء وكل الاحترام والتوفيق لكم .