|
يستفتون بغزة: هل يجوز الدعاء على العاملين في شركة الكهرباء ؟!
نشر بتاريخ: 08/08/2011 ( آخر تحديث: 09/08/2011 الساعة: 02:29 )
غزة-معا- تنهال يوميا عشرات الآلاف من "الدعاوي" الحادة والثقيلة من قبل المواطنين على العاملين في شركة توزيع الكهرباء بقطاع غزة، والمسؤولين عن الانقطاع اليومي والمتكرر في التيار الكهربائي الذي زاد بشكل كبير في شهر رمضان المبارك، خاصة وقتي الفطور والسحور.
ففور انقطاع التيار الكهربائي يبدأ المواطنون وخاصة ربات البيوت وكبار السن بترديد الأدعية المعهودة والمشهورة في قطاع غزة (الله يقطع ايدو إلي قطع الكهرب، الله يشل ايديه إلي قطع الكهرب، الله يعدموا أولاده)، والعديد من الأدعية الأخرى من "العيار الثقيل"، التي ولدت حالة من القلق والخوف والتردد والحيرة عند العاملين في شركة الكهرباء من أن تصيبهم هذه الأدعية بسوء أو ضرر. وعبر العديد من العاملين في شركة الكهرباء عن قلقهم البالغ من هذه الظاهرة، معتبرين أنهم مجرد عاملين في الشركة وينفذون الأوامر التي تأتيهم من قبل الإدارة وهم يعملون من أجل قوت أولادهم ولا علاقة لهم لا من قريب أو بعيد في الأزمة الحالية، متسائلين عن الذنب الذي يرتكبوه في ذلك؟ وهل تصيبهم هذه الأدعية بسوء؟ وما المطلوب منهم فعله لتجنب هذه الدعوات من قبل المواطنين؟. الدكتور ماهر السوسي أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة بالجامعة الإسلامية أكد أن الدعاء على العاملين في شركة الكهرباء هو "خطيئة وإثم كبير" لأننا لا نستطيع أن نجزم من هو المتسبب في انقطاع التيار الكهربائي وهل هو قطع متعمد من العاملين أم لا؟، فبهذه الحالة ليس عليهم أي ذنب في ذلك فهم ينفذون الأوامر التي يتلقونها من قبل الإدارة. وشدد السوسي على أن الله لا يستجيب للدعاء ضد أي شخص إلا إذا كان يستحق الدعاء عليه انطلاقا من الآية الكريمة (وما ربك بظلام للعبيد) فالله لا يظلم أحداً، وطالما أن العاملين في الشركة لم يرتكبوا ما يستوجب الدعاء عليهم فالله لن يستجيب للدعاء عليهم لأن الله لا يظلم أحداً من عباده دون حق وتكون هذه الدعوات غير مستجابة. واستدرك السوسي قائلا: "أما لو كان من قام بقطع الكهرباء فعل ذلك عمدا وبدون سبب ومن اجل الإضرار بالناس ومصالحهم فهو يكون ظالما ويقع عليه الدعاء لأنه أراد الضرر للمسلمين"، مضيفا: "الداعي على المسلم بدون وجه حق يٌأثم لأن الأصل أن المؤمن لا يظلم أحداً ويدعوا لأخيه المسلم بالخير وليس بالشر انطلاقا من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، (ليسَ المؤمِنُ بِطَعّان ولا لعّان ولا فاحِش ولا بَذيء). وأصدرت سلطة الطاقة اليوم الاثنين بياناً توضيحاً قالت فيه إن طواقم شركة التوزيع وسلطة الطاقة تعمل على مدار الساعة لتأمين التيار الكهربائي وتوزيعه بعدالة على جميع المواطنين، منوهةً إلى أن الانقطاع المفاجئ والمتكرر في التيار الكهربائي ينتج عن عطل طارئ، وان سلطة الطاقة تقوم بتوفير السولار اللازم للمحطة لتغطية عمل المولدات حتى تتوفر اكبر كمية طاقة منتجة تضاف إلى الكمية الواردة من الخطوط الإسرائيلية. |