|
نسور الجبل عادوا من الخليل بكأس المرحوم أبو حمدي بعد فوزهم المثير على الشباب العويوي يأسف للأحداث غير المبررة
نشر بتاريخ: 15/10/2006 ( آخر تحديث: 15/10/2006 الساعة: 15:59 )
بيت لحم - معا -اللجنة الاعلامية - بهر نسور جبل المكبر حشود الجماهير ، التي فاقت سبعة آلاف متفرج ، باقتناصهم لفوز ثمين، على العميد الخليلي ، في نهائي بطولة المرحوم أبو حمدي الرمضانية ، التي نظمها باقتدار نادي شباب الخليل ، بدعم من شركة الجبريني للألبان ، وذلك في سهرة كروية حافلة ، احتضنها ملعب الحسين ، ليلة أول أمس السبت . اشادة بنسور الجبل د نجوم الجبل إلى بيت المقدس مكللين بالكأس الغالي ، وبالإشادة المستحقة ، التي حباهم بها الفاهمون من عشاق شباب الخليل ، ممن أدركوا أن الفريق المقدسي كان أفضل الضيوف ، في سهرات خليل الرحمن الرمضانية ، لأن لاعبي جبل المكبر أدوا جميع المباريات بمستوى كروي ثابت ، أمتع الجماهير الكروية ، وأقنع عشاق كرة القدم في المحافظة الكبرى . توهان الشباب واكتفى المنظم الخليلي بدور الوصافة ، لاعن قناعة ، بل احتراما للمنافس العنيد ، وقبولاً بالأمر الواقع ، الذي جاء نتيجة توهان لاعبي العميد في الشوط الأول من المباراة الكبرى ، وتأخرهم في كشف أوراقهم الهجومية حتى الشوط الثاني ، مما فتح شهية الضيوف لدك موقع الشباب في عقر داره مبكراً ، محققين تقدماً تداركه العميد بشق الأنفس ، قبل رمية القاروط الفاتكة ، التي لم يكن هناك متوسع من الوقت لتداركها . تبادل الأدوار واكتفى بطلا المباراة النهائية بتبادل الأدوار ، خلال شوطي المباراة ، تماماً كما تبادلا السيطرة الميدانية ، والانكفاء في المواقع الخلفية ، مما حرم حشود الجماهير من مبادرات متواصلة من لاعبي الفريقين خلال التسعين دقيقة ، ويبدو أن العياء نال من لاعبي الفريقين ، بعد ماراثون الإثارة في الدور قبل النهائي ، في مباراتي الديربي أمام سلوان والأهلي ، ولكن يبدو أن الشباب كان أكثر تأثراً بذلك ، لأن منافسه المكبر استفاد من راحة 24 ساعة زيادة ، وهذا الأمر يفهمه نقادا كرة القدم ، ويقدرون قيمته الفنية فوق الميدان . شوط للمكبر والحق يقال أن جبل المكبر أطبق سيطرة محكمة على أحداث الشوط الأول ، محققاً التقدم بهدف ، كان يمكن أن يعزز بالثاني في عدة مرات ، لولا الأداء غير العادي للحارس شادي ، الذي كفر عن مسئوليته بسوء تقدير كرة العلان الصغير ، التي جاء منها هدف السبق للمكبر ، وقد توج نسور الجبل سيطرتهم بامتداد هجومي لم ينقطع نحو الخطوط الأمامية ، موزعين غاراتهم الهجومية ، على ثلاث محاور ، ومستفيدين من تقوقع لاعبي الشباب في مواقعهم الخلفية ، محاولين تحصين الدفاع بحشد من اللاعبين ، ولكن ذلك لم يمنع الجبليين من اختراق تحصينات الخلايلية ، والوصول إلى مشارف مرمى شادي ، بعد نجاحهم في حسم معركة الوسط بسهولة ، على إثر تقهقر الوسط الشبابي . أمور غير مفهومة ولم يفهم الحاضرون سببأ للطريقة التي لعب بها الشباب في الشوط الأول ، بترك العايش وحيداً في الخط الأمامي ، والمبالغة في ارتداد خماسي الوسط للإسناد الدفاعي ، مما سهل مأمورية وسط المكبر في حسم كل شيء ، لأن الثابت أن رباعي وسط المكبر كان احسن تنظيماً من خماسي وسط الشباب ، في هذا الشوط . أعصاب وأوتار وفي الشوط الثاني انقلبت الأمور ، عندما نظم الشباب جهوده المناورة ، محققاً أفضلية في خط الاتصالات ، بعد تقدم الدولي حازم المحتسب من الدفاع ، ودخول الكابتن عماد ناصر الدين ، متعالياً على الإصابة ، ففرض لاعبو الشباب منعاً للتجول حول الدائرة ، واقبضوا على كل مربعات الملعب ، بانتفاضة ساهمت في تقهقر الضيوف ، الذين تلقوا هدف التعادل ، ووضعوا أيديهم على قلوبهم تحسباً من الهدف الثاني ، ولكن الدقائق العشر الأواخر ، شهدت تحركاً مدروساً للضيوف ، الذين عادوا لمقارعة الخلايلة ، مستغلين الرمق الأخير من مباراة " الأعصاب والأوتار " لتسجيل الهدف ، الذي منح المكبر كل شيء ، وحرم الشباب من كل شيء . فلسفة عويسات وكان ملخص فلسفة المدرب محمود عويسات في هذه المباراة اللجوء للمبادرة الهجومية ، لحرمان الشباب من أفضلية الاستفادة من عامل الأرض ، في محاولة للحصول على أفضلية ميدانية ، تقنع الجمهور وتحيده ، وقد كان له ذلك في الشوط الأول ، عندما سارت الأمور كما اشتهى النسور ، بالتقدم ميدانياً وفنياً ، ولكن العويسات لم يحسب حساب النهضة الشبابية في الشوط الثاني ، فسلم الأمور إلى المقادير ، قابلاً بأي نتيجة يسفر عنها الانقلاب الشبابي . ثبات التشكيل المقدسي ولعل من مكامن قوة السرب المقدسي أن العويسات اعتمد على تشكيلة ثابتة في جميع المباريات ، مع بعض التغييرات الفنية ، التي تقدم دور الفريق النجم ، مما جعل عمل المقادسة جماعياً ، تعززه الإبداعات الفردية ، فكان ابو دياب الحارس الذي استعصت شباكه على المحاولات الشبابية ، وكانت خبرة نائل أسعد مفتاحاً لاحكام إغلاق المنافذ الخلفية ، ولكن اليد الطولى في هذه الحصانة الدفاعية تعود لرجل المهات الجسام رأفت عياد ، الذي زاد على ذلك باندفاع هجومي عزز هيمنة المكبر في الوسط ، وانجب الفوز الغالي باختراق مظفر للعياد من الميمنة ، الذي قدم كرة بالمقاس على رأس الفتى الذهبي رائد القاروط ، واستفاد محور الدفاع المقدسي من بسالة مشاد بها من الظهيرين القنبر وحجازي ، وكلاهما ساهما في فتح المسارب الجانبية ، بتعاون بين القنبر ومراد عياد في الميمنة ، وبين حجازي ومهنا في الميسرة ، فيما تبادل جمهور وجمال صناعة اللعب ، وضبط الاتصالات بين الجميع ، وتقديم الكرات الجاهزة للمهاجمين المتألقين القاروط واحمد علان . حسابات المفارجة وقد استوعب محبو الشباب العياء الذي نال من لاعبي الشباب في موقعة الأهلي المثيرة ، ولكنهم لم يستوعبوا سببأ لاندحار لاعبي الشباب إلى المناطق الخلفية ، ممهدين الطريق لتقدم لاعبي الجبل ، ولم يفهموا سببأ لأرجحية كفة المكبر حول الدائرة ، رغم وجود خمسة من لاعبي الشباب ، والسؤل الأكثر حيرة الذي طرحه محبو الشباب : أين كان لاعبو الشباب في الشوط الأول ؟ والجواب أن حسابات المفارجة اصطدمت بطلعات مبكرة للاعبي الجبل ، مما جعل بعض اللاعبين يتلعثمون في أداء واجباتهم ، ويغطون في تيه ميداني كلف الشباب شوطاً من الجدب الكروي . نجومية شادي وقد نال حارس الشباب الأول شادي القواسمي الإشادة ، رغم غلطة الشاطر ، ويبدو ان القواسمي استفاد من توجيهات مدرب الحراس المحنك أحمد النتشة ، ومن منافسة الواعد عبد الصمد ابو اسنينة ، وكان حازم المحتسب وزيراً للدفاع الشبابي بحق وحقيق ، بل أن الرجل زاد تألقاً عندما تقدم إلى خط الوسط في الشوط الثاني ، كما أن المخضرم علي الحوامدة لم يقصر ، وتحمل مع الفارس العيدة وايهاب الجعبري أعباء التصدي لغزوات الجبليين . يقظة الوسط الشبابي وكلف المفارجة عرار وجمامرة بقيادة الوسط ، وتشكيل المثلثات مع مجاهد في المقدمة ، ومع حسام عقل وفارس العيدة في الميمنة ، ومع ارفاعية والجعبري في الميسرة ، ولكن هذه الزحمة وقفت مشدوهة في الشوط الأول ، أمام المستوى غير العادي لوسط الضيوف ، وكان الانقلاب في الشوط الثاني عندما فهم ناصر الدين والمحتسب مطالب استراتيجية المفارجة ، التي أخرجت المهاجم الوحيد علي عايش من قبضة مدافعي الجبل ، وخلقت المرات الحيوية أمام البديل الناجح محمد السلايمة . شوط مقدسي خالص وفي خضم سيطرة جبل المكبر على الشوط الأول قاد جمال هجمة مرتدة من الميسرة ، فوصلت الكرة إلى القاروط ، في انفراد تام ، أفسده شادي ببراعة ، تمامأ كما أفسد شادي رأسية من جمال علقها في مقص المرمى بعد ثابتة انبرى لها جمهور ، وأثناء ذلك كان الشباب يحاول إفساد خطط المكبر المبكرة ، بهجمات تحطمت أمام صلابة الضيوف الدفاعية ، فحصل الشباب على فرصة مؤثرة ، عندما هيأ العايش كرة لعرار ، الذي سدد كرة قوية جانبت القائم . هدف السبق ولكن النسور عادوا للتقدم نحو مرمى شادي ، مفتتحين مجال التسجيل في الدقيقة 33 بتسديدة من نجم البطولة جمال علان سددها يسارية من خارج الصندوق ، مخادعاً الحارس شادي ، لتأتي محاولات التعزيز بفرصة أخرى برأسية من العلان الكبير ، وبكرة احترافية من رائد القاروط سددها بيساره دائرة على يسار شادي ، الذي كان بطلأ في التصدي للمحاولتين ، فيما أنجبت محاولات الشباب إدراك التعادل فرصة لعلي عايش ضاعت على دفعتين ، وتسديدة صاروخية لحسام ارتدت من الحارس لمجاهد دون جدوى . تعديل النتيجة ومنذ بداية الشوط الثاني بدا أن لاعبي الشباب يريدون تغيير الوضع ، فبكروا باختراق تحصينات الجبل ، حاصلين على أكثر من فرصة للتسجيل ، فتصدى أبو دياب لرأسية من عرار ، وجانبت القائم تسدية للسلايمة ، وسدد المحتسب كرة ثابتة قوية أبطلها ابو دياب ، وجاء الدور على عماد ناصر الدين ، الذي تعاون في إنشاء هجمة مع حازم وزياد ، وسدد قذيفة جانبت المرمى ، لتأتي الدقيقة 59 بالفرج بعد دربكة في محيط مرمى سامي ، فاستغل السلايمة ارتداد الكرة ،وحولها إلى المحتسب ، الذي نجح في ركن الكرة بهدوء على يسار ابو دياب . هدف قاتل وقد أنعش هدف التعديل المدرجات ، ولعب الجمهور لعبته بفاعلية في دعم فريقه ، قاطعا الطريق على بعض من حاولوا الخروج عن النص الكروي ، المغلف بالأخلاق الرمضانية ، وتبادل الفريقان محاولة ترجيح الكفة ، ولكن الفرصة الأولى لجبل الكبر في هذا الشوط كانت في الدقيقة 75 بعد تمريرة لرائد من واصف جمهور ، وتصدي القواسمي لرأسية مؤثرة ، وبتسديدة من القاروط علت العارضة بعد ارتداد الكرة من الدفاع الخليلي ، ، فيما سدد المحتسب كرة صاروخية دون جدوى ، وضاعت على الشباب أم الفرص عندما أخرج الشقيرات الكرة عن خط المرمى ، بعد محاولة لعايش أعقبت ركنية للشباب ، لتأتي الثواني الأخيرة من الوقت المحتسب بدل الضائع بطعنة نجلاء حسمت الأمور لجبل المكبر ، بعد توغل محموم لرأفت عياد في الميمنة ، ورفعه كرة نموذجية على رأس القاروط ، الذي نجح في تسجيل هدف الفوز . تسليم الجوائز قاد المباراة الدولي رافع أبو مرخية ، ومعه إبراهيم الطويل ومحمد جبرين ، وفلاح ناصر الدن رابعاً ، واختارت اللجنة الفنية زياد حمامرة نجماً للمباراة ، كما اختير اللاعب شادي القواسمي أفضل حارس مرمى في البطولة ، وتوج نجم جبل المكبر جمال علان هدافاً للبطولة بستة أهداف ، وتم في الختام تسليم جبل المكبر كأس المركز الأول ، وشباب الخليل في المركز الثاني ، ووزعت الدروع والهدايا على كل من ساهم في إنجاح البطولة ، وخاصة شركة الجبريني للألبان. أحداث مؤسفة وبعد تسليم الجوائز حصلت بعض الأحداث غير المبررة ، من بعض الغوغائيين ، الذين حاولوا إفساد العرس ، بالاعتداء على الضيوف ، ولكن أبناء شباب الخليل التفوا حول الضيوف ، مفوتين الفرصة على المشاغبين بعد ًصابة أحد لاعبي جبل المكبر بيده. وقد عبر رئيس نادي شباب الخليل ، المهندس ماهر العويوي ، عن استهجان الهيئة الإدارية ، للأعمال غير الرياضية ، التي صدرت عن فئة ضالة ، لا تمت بأية صلة للمثل الرياضية ، متمنياً أن يعذر الضيوف شباب الخليل ، على الإساءة التي حصلت ، ومتمنياً أن تتضافر جهود كل المؤسسات الرياضية وغير الرياضية ، للمساهمة في قمع مثل هذه المظاهر ، التي لا تمت بصلة لأخلاقنا . |